عربي ودولي

أكثر من مليوني حاج يرمون جمرة العقبة الكبرى ويحتفلون بأول أيام الاضحى

وسط درجات حرارة عالية جدا، بدأ اكثر من مليوني حاج منذ فجر الجمعة أول ايام عيد الاضحى، رمي جمرة العقبة الكبرى في منى رمزا لرفض غواية الشيطان.

يمن مونيتور/ مكة/ الفرنسية:
وسط درجات حرارة عالية جدا، بدأ اكثر من مليوني حاج منذ فجر الجمعة أول ايام عيد الاضحى، رمي جمرة العقبة الكبرى في منى رمزا لرفض غواية الشيطان.
ووقت الرمي المحدد هو من فجر يوم عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي، ولكن السنة أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس الى الزوال.
وبعد الفراغ من رمي جمرة العقبة الكبرى يتولى الحاج ذبح الهدي ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره.
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير والتحلل الاول يتوجه الحاج الى مكة المكرمة لطواف الافاضة وهو ركن من اركان الحج ثم يرجع الحاج بعد ذلك إلى منى ليبيت بها أيام التشريق التي يقوم فيها الحاج برمي الجمرات الثلاث.
ويشكل رمي الحجاج سبع حصوات على شاخص يجسد غواية الشيطان، احد اكثر شعائر الحج دقة. وكان رمي الجمرات والتدافع الذي قد يصاحبه ادى في مواسم سابقة الى حوادث مميتة بين الحشد المليوني للحجاج.
وقال امين الحاج الثلاثيني اصيل الدار البيضاء “والدتي مريضة وانا اتولى رمي الجمرات عنها”.
ثم جلس على طرف رصيف الى جانب والدته واخته (26 عاما) متأملا بلحظة روحانية كان ينتظرها منذ ست سنوات. وأضاف “توفي والدي في 2011 ، وكنا نحاول منذ ذلك العام القدوم لاداء الحج عنه. كان امرا اراده في حياته” لكن لم يتم.
وأفادت الهيئة السعودية العامة للاحصاء ان عدد الحجاج لهذا العام بلغ مليونين و352 الفا و122 حاجا بينهم مليون و752 الفا و14 حاجا قدموا من خارج المملكة السعودية.
وتجري عملية الرمي منذ صباح الجمعة الباكر تحت حراسة امنية مشددة حيث تتولى عناصر الامن السعودي تنظيم تدفق الحجاج الذين تتابع تحركاتهم كاميرات مراقبة ومروحيات تحلق فوق مشعر منى.
ويتداول الحجاج وسط حرارة مرتفعة على رمي جمرة العقبة الكبرى.
وتتحرك حشود الحجاج باتجاه جمرة العقبة الكبرى. ويسعى الكل للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة وبعضهم استخدم شمسية مزودة بانبوب رش ماء ربط بقارورة.
وبدت النيجيرية المقيمة في الرياض منذ عامين حبيبة كبير وهي تروي ظمأها من حنفيات اقيمت على مسار الحجاج.
وقالت المتطوعة الباكستانية المى الخطاب “اغمي على حاجين امامي هذا الصباح”.
وامام الجمرات بدت سيدة طاعنة في السن مغمضة العينين على كرسي متحرك. حاول اقاربها انعاشها برشها بالماء على الوجه ثم طلبوا الاسعاف. وابعد مسؤول امني الجمع من حولها.
-“الامر مختلف كل عام”-
وانتشر عدد كبير من عناصر الامن امام جمرة العقبة الكبرى وبدا ضباط وهم يتواصلون عبر اجهزتهم في حين يقوم عناصر الامن بتنظيم تدفق الحشود حاثين الحجاج على عدم البقاء طويلا في المكان. كما تراقب كاميرات حركة الحجاج.
ولا تزال في البال حادثة التدافع الكبيرة في موسم الحج في 2015 التي أوقعت اكثر من ألفي قتيل.
ويقول أحمد وهو اردني مقيم في الرياض منذ تسع سنوات انه فكر في تلك الحادثة قبل قدومه صباحا لرمي جمرة العقبة الكبرى “لكن سار كل شيء على ما يرام، وبشكل منظم”.
وتشكل إدارة حشود الحجاج خصوصا عند رمي الجمرات أحد أكبر التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في كل موسم حج.
وكان المتحدث باسم الداخلية السعودية منصور التركي أكد قبل ايام ان السلطات اتخذت كافة الاجراءات لتنظيم تنقل الحجاج خصوصا في مواقع التجمعات الكبرى.
وفي حين يتولى قسم من الحجاج ذبح الاضاحي في مكة ومنى، يقوم قسم آخر بدلا من الذبح بشراء وصل بقيمة نحو مئة دولار يخصص لشراء اضحية يوزع لحمها لاحقا على الفقراء.
وترمز الاضحية الى مستوى عال من الايمان وتعود، بحسب الموروث الديني، الى استعداد النبي ابراهيم للتضحية بابنه اسماعيل وذبحه تلبية لامر رباني شكل اختبارا لدرجة ايمانه، ثم استبداله في اللحظة الاخيرة بكبش يذبح بديلا عنه بعد نجاح ابراهيم في الاختبار.
ويشكل تجمع الاسر في يوم عيد الاضحى في مختلف البلدان المسلمة مناسبة للقاء افراد الاسرة الموسعة والفرح والاكل الجماعي والتصدق على الفقراء ومشاركتهم فرحة العيد.
ولئن لازال اغلب المسلمين يعتبرون الحج فريضة تؤدى في خريف العمر بعد الفراغ من واجبات تربية الابناء والاهتمام بشؤونهم واعبائهم، فانه لدى البعض يتكرر كل عام. وهو حال نجاة مالك (45 عاما) التي تتحدر من الخرطوم فهي تحج كل عام منذ عشر سنوات.
وتقول هذه الموظفة في الهلال الاحمر السوداني “انتظر طوال العام هذه اللحظة”. وتؤكد “الامر مختلف في كل عام. احيانا يقل عدد الحجاج بسبب التحذيرات من انتشار مرض ما خلال الحج، لكن هذا العام اشعر بان عدد الحجاج اكبر” مما سبق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى