صحيفة لندنية: اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري: «إنجازات» عربية كبرى!
قالت صحيفة “القدس العربي” في افتتاحيتها العدد اليوم الخميس، إن اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري أثبت بما لايدع مجالا للشك تفوق الدول العربية على غيرها من دول العالم وأصبح الإخفاء والإختطاف انجاز عربي بلا منازع. يمن مونيتور/لندن/متابعة خاصة
قالت صحيفة “القدس العربي” في افتتاحيتها العدد اليوم الخميس، إن اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري أثبت بما لايدع مجالا للشك تفوق الدول العربية على غيرها من دول العالم وأصبح الإخفاء والإختطاف انجاز عربي بلا منازع.
وأوضحت الصحيفة: تتصدّر، كما هو متوقع، بعض الحكومات العربية الأرقام القياسية لحالات الاختفاء القسري، وعلى رأس هذه الدول سوريا، التي قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عدد المختفين القسريين فيها 85 ألف شخص، كما تقدر عدد المحتجزين في سجونه بـ215 ألف شخص تم توثيق قتل 65 ألفا منهم تحت التعذيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مايثير السخرية أيضا أن يختفي عشرات آلاف العراقيين قسرياً، رغم أن حكومتهم، هي أحد الموقعين على الاتفاقية، كما أنها عضو من أصل عشرة أعضاء في لجنة متابعتها.
وتابعت: أما في اليمن، فبلغ أعداد المختطفين والمختفين قسريا في سجون جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح 16800، يتوزعون على 484 سجناً غير رسمي، حيث تم تحويل 227 مبنى حكوميا و27 مؤسسة طبية و49 مبنى جامعيا و99 مدرسة عامة وخاصة و25 ناديا و47 مبنى قضائيا و10 منازل إلى معتقلات إضافة إلى السجون الرسمية.
وحسب «مركز الشهاب لحقوق الإنسان» فإن عدد حالات الاختفاء القسري في مصر منذ 2013 حتى الشهر الجاري بلغ 5500 حالة بينها 44 مخفى قسريا تم قتلهم خارج نطاق القانون، وأن هذا الانتهاك أصبح عملية ممنهجة في مصر تمارس بشكل يومي، وأنها تشمل كل الاتجاهات السياسية وغير السياسية.
وبينت الصحيفة تمتدّ القائمة طبعاً لتشمل كل البلدان العربية، بعضها تحاول الخروج من كوابيس العقود الماضية، كما هو حال المغرب، التي ما زال ناشطون حقوقيون فيها يطالبون بمعرفة مصير المختفين قسريا في ما يسمى «سنوات الرصاص» (1961ـ 1994)، معطوفة على مخاوف من عودة أشباح الماضي مع الانتهاكات التي ترافق أحداث الريف حاليّاً.
والإخفاء القسري هو الاختطاف أو أي شكل من أشكال حرمان لأسباب سياسية والذي يؤدي لإخفاء مصير الشخص المخفي أو المختطف أو مكان تواجده بما يجعله خارج حماية القانون.
وتتعرّض أسر المخطوفين وأصدقائهم لألم نفسيّ كبير ومستمر لعدم معرفتهم ماذا يحصل لأبنائهم أو بناتهم أو أمهاتهم أو آبائهم، إنْ كانوا على قيد الحياة أم لا، أين يحتجزون وكيف تتم معاملتهم، كما أن الحدث يضع العائلة والأصدقاء والمعارف في خوف من أن تتم ملاحقتهم هم أيضاً.
وبحسب الصحيفة عادة ما تعاني النساء العربيات، اللاتي يفقدن الأب أو الابن أو البنت، من هذا القلق الرهيب، والخوف من الملاحقة، والابتزاز والترهيب من أجهزة الأمن، كما يعانين، على الأغلب، من أوضاع ماليّة قاسية حين يكون الشخص المختفي مسؤولاً عن اكتساب الرزق، وهو ما يعني معضلة اجتماعية وسياسية مستمرة، وأحيانا تخلق سوقاً سوداء للوسطاء والسماسرة الذين يعتاشون على صفقات يعقدونها مع أسر وأقارب الضحايا المخطوفين.