صنعاء على حافة حرب جديدة.. هل يمكن احتواء توتر (الحوثي/صالح)؟!
تفجّر الوضع داخل تحالف الحرب الداخلية (الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح) وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بعد تحالف دام أكثر من عامين، ما يضع العاصمة اليمنية على حافة حرب جديدة، مع تساؤلات بإمكانية احتواء هذا التوتر.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تفجّر الوضع داخل تحالف الحرب الداخلية (الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح) وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بعد تحالف دام أكثر من عامين، ما يضع العاصمة اليمنية على حافة حرب جديدة، مع تساؤلات بإمكانية احتواء هذا التوتر.
وبدأت الخلافات تتصاعد عندما اتهم الحوثيون الرئيس السابق بإجراء محادثات سرية مع الإمارات العربية المتحدة، حليفة السعودية والعضو في التحالف. ويقول الحوثيون إن “صالح”، الذي ينفي التهمة، قد تجاوز “الخطوط الحمراء”، وندد بالحوثيين واصفا إياهم بـ “الميليشيات”، وهو مصطلح تستخدمه الحكومة اليمنية والتحالف للطعن في شرعيتهم.
وقتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وثلاثة من الحوثيين في اشتباكات غير مسبوقة جرت بين الطرفين في صنعاء مساء السبت (26اغسطس/آب)، وبالرغم من أن المجلس السياسي الذي شكله الحوثيون وصالح أعلن احتواء الموقف في صنعاء، مساء الأحد، وأكده اجتماع آخر للحوثيين وصالح وإعلانه الاثنين عودة الأحداث إلى ما قبل هذا الأسبوع، إلا أن التوتر ما يزال قائماً داخل العاصمة بين أنصار الطرفين.
وجاء الزخم غير المسبوق لأنصار الرئيس اليمني السابق، مع فعالية تأسيس حزب المؤتمر يوم 24 أغسطس/آب، لكنه سرعان ما ضعف وبهت بعد ما ظهر صالح في خطاب غابت عنه الحماسة من وجهة نظر أنصاره وعديد المراقبين.
ومنذ ذلك الحين دار سجال حول اللهجة التصالحية في خطاب صالح الذي حشد أنصاره إلى ميدان السبعين لتحدي حلفاءه الحوثيين، وما زاد من حِدة غضبهم هو اعتقادهم من أن “صالح” فَقد القدرة على مواجهة الحوثيين بعد اشتباكات يوم السبت التي قتل فيها أحد مقربيه البارزين.
كان أنصار صالح -والمتابعين للخلافات- يتكهنون حول المدى الذي سيذهب اليه صالح في مواجهته لحلفائه الحوثيين، الذي كان يحشد لإظهار قوته كرقم صعب أمام أي تسوية سياسية تستثنيه. لكن -حسب اعتقاد أنصاره- فقد رضخ الرئيس السابق فيما يبدو لشروط الحوثيين الذين ساورتهم الشكوك في أن “صالح” يعد العُدة للإطاحة بهم.
استمرار استهداف أنصار صالح
لم يظهر صالح منذ انتهاء فعاليته في “السبعين”، رغم الاشتباكات الأولى في تاريخ تحلفهما منذ عام 2014م، وقتل أحد أبرز مستشاريه.
وقال أحد المشرفين ضمن الحزام الأمني الذي فرضه الحوثيون في منطقة الخميس “بني الحارث” في حديثه مع مراسل “يمن مونيتور” بصنعاء، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن الهيئة الأمنية التابعة للحوثيين منعوا مغادرة أي قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم الثلاثاء.
وقال المشرف الذي طلب عدم الكشف عن هويته: متوقع من صالح الخيانة التي بدأت جلية بدفاعه عن أعضاء في مجلس النواب ممن هم متواجدين في الرياض ويرفض محاسبتهم عبر رفضه تفعيل القضاء، الخطوة التي أقدمنا عليها هي مدروسة وندرك عواقبها.
وتابع قائلاً: صالح يعتقد أنه سيقوم بإحداث تفجيرات في صنعاء وسيسهل إدخال الدواعش (لفظ يطلقه الحوثيون على خصومهم) إلى صنعاء لإحداث القلاقل والمشاكل وهنا ستدخل صنعاء في صراع ما سيعمل على وجود صراع داخلي ينتج عنه توقف امداد الجبهات وهنا تهزم الجبهات ويسهل دخول قوات هادي إلى صنعاء والسيطرة عليها.
مضيفاً: إذا تفجر الوضع في صنعاء فإن اللجان الثورة قد رصدت جميع منازل القياديين في حزب صالح ما يسهل التعامل معهم ولن نسمح بكسر الجبهات.
وقال سُكان إن جماعة الحوثي فرضت نقاط أمنية قرب منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
الطابور الخامس
في المقابل طالبت قيادات في جماعة الحوثي بإعلان حالة الطوارئ لمواجهة من أسموهم “الطابور الخامس”.
وقال القيادي الحوثي وعضو المجلس السياسي حمزة الحوثي، أمس الإثنين، إن إعلان حالة الطوارئ أصبح ضرورة وأن من يمانع ذلك يعد مخالفا لدستور اليمن، حسب زعمه.
وقالت ثلاثة من المصادر الأمنية في ثلاثة مراكز شرطة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن عِدة بلاغات من مواطنين يقولون إن أبنائهم اختفوا منذ يومين، أو تم اعتقالهم عبر قوة تابعة للحوثيين.
وقال أحد المصادر في حي السنينة، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن والد أحد أنصار “صالح” قدم بلاغاً عن فقدان ابنه، والذي اتضح أن دورية للحوثيين اختطفته من الشارع السبت الماضي، وأن الاتهامات التي وجهت إليه لها علاقة بنشر منشورات في شبكات التواصل الاجتماعي تحرض على الجماعة وتدعو لمساندة “صالح”، وأشار إلى إن اثنين من البلاغات كانت عن مداهمة لمنزلين في الحي، للبحث عن أنصار لـ”صالح”.
وأضاف مصدر في “شرطة مديرية معين” أن جماعة الحوثي اعتقلت ثلاثة من أنصار صالح من أحياء المديرية وسط أمانة العاصمة. فيما قال مصدر ثالث إن سجل محضراً باختطاف أحد أنصار صالح صباح اليوم لأحد الشبان الذين كانوا يحشدون لمهرجان “المؤتمر” الخميس الماضي.
واليوم الثلاثاء، اعتدى مسلحون -يعتقد أنهم حوثيون- على المحامي الخاص بالرئيس السابق (محمد المسوري) وسط العاصمة صنعاء، بعد ساعات فقط من إعلان إنهاء التوتر بين الحلفيين.
وقالت وكالة بلومبرج الخميس الماضي: قد يدفع العنف المتصاعد اليمن، وهي بلد غير مستقرة لم تتوحد إلا عام 1990، إلى التفكك تماما، وقد أصبحت دولة فاشلة تقع في جنوب أكبر مصدر للنفط في العالم، ويقع على أطرافها شريان بحري رئيسي. وقد سيطر هذا الصدع غير المعتاد في معسكر المتمردين على تجمع الخميس الداعم لصالح، الذي لا يزال يحظى بدعم قوي في العاصمة صنعاء.
هل يمكن احتواء هذا التوتر؟
وقال عبد الباري طاهر، المحلل السياسي في العاصمة، في تقرير لـ”بلومبرغ” إن أى انهيار للتحالف بين الحوثيين وصالح قد يؤدي إلى «حرب مفتوحة من الجميع ضد الجميع». وأضاف: «وسوف يستفيد التحالف الذي تقوده السعودية من أي صراع بين صالح والحوثيين، لكن هذا سيسبب كارثة إنسانية في صنعاء».
وفيما قال غراهام غريفيث، المحلل في كونترول ريسكس لاستشارات المخاطر العالمية في دبي لوكالة بلومبرغ- في تقرير آخر- إن الاشتباكات بين الحوثيين وصالح “هذه هي العلامة الأكثر خطورة من انهيار محتمل بين التحالف نملكه حتى الآن”. مضيفاً: “من الصعب القول ما إذا كان تحالف (الحوثي/صالح) سيتمكن من احتواء هذا التوتر.”
وقال غريفيث “ان فوزا عسكريا حاسما وساحرا للتحالف وعبد ربه هادي غير محتمل حتى لو انهار التحالف”. واضاف “من المرجح ان تتسبب فترة من الفوضى والتشرذم دون انتصار واضح.”