اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

(تحقيق حصري) بين غياهب القانون في صنعاء.. يبحث “عريس السنينة” عن العدل!

لاتزال قضية مقتل صبرية “عروس السنينة” في العاصمة اليمنية صنعاء، حبيسة الأدراج، فيما يطالب زوجها “نبيل” بتحقيق العدالة مع بقاء المتهمين بالجريمة أمام الناس والعامة خارج السجن.

يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ من مروى العريقي – جوهرة عبد الله
لاتزال قضية مقتل صبرية “عروس السنينة” في العاصمة اليمنية صنعاء، حبيسة الأدراج، فيما يطالب زوجها “نبيل” بتحقيق العدالة مع بقاء المتهمين بالجريمة أمام الناس والعامة خارج السجن.
صبرية الصولي المقتولة في اليوم الرابع من زفافها في شهر مايو/أيار الماضي، يتيمة الأبوين وكانت تعيش مع جدتها لامها قبل أن تُزف عروسا إلى نبيل الحيمي، وتنتهي حياتها قبل أن تبدأ، وبين ليلة وضحاها تتحول المناسبات السعيدة إلى مأسي ومأتم كهذه القصة.
وقف “يمن مونيتور” مع تفاصيل القضية ومتابعة ما جرى بعد قرابة أربعة أشهر على مقتلها، و”السنينة” حيٌ غرب صنعاء يجاور منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومثلت حادثة مقتل “صبرية” فعلاً شنيعاً أصاب سكان صنعاء بالصدمة؛ وتخضع العاصمة صنعاء لسلطة جماعة الحوثي المسلحة.
 
تفاصيل القصة
يقول زوج “صبرية” نبيل الحيمي لـ”يمن مونيتور”: صحوت من النوم على أصوات الرصاص ولم يخطر ببالي أنها صوب المنزل، ورأيت عاقل الحارة سيف العكاد يتوسط مسلحين ويطلقون النار على المنزل، استمر الوضع على ما هو عليه حتى أصيبت زوجتي.
إطلاق الرصاص لم يتوقف إلا بعد خروج نبيل حاملاً زوجته محاولاً اسعافها، وفقاً لرواية الجيران، الذين تحدثوا لـ”يمن مونيتور” مؤكدين رواية الحيمي عن “عاقل الحارة” -مسؤول اجتماعي في الحي- ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الحصول على رد من عاقل الحارة على تلك الاتهامات.
في ذات اليوم من وقوع الجريمة، الجمعة، حين عودة والدة نبيل وشقيقه بشير من المستشفى التقيا “العكاد” في “عرس آخر” في الحي وقال له بشير “تجلس هانا وقد قتلت زوجة أخي” فما كان رد “العكاد” إلا بفتح سلاحه الناري واستهدفهم، لولا احتمائهم بجدار ومغادرتهم لأصيبوا في الحادثة كما يقول جيرانهم.
 
بيت الحيمي “دواعش”!
ذهب نبيل إلى قسم شرطة الحيّ “السنينة” لتقديم بلاغ بما حدث، إلا أن رجال القسم كتفوه وسلبوه كل ما يحمل من مال وأوراق بالإضافة إلى مصادرة هاتفه الشخصي، واردوه في الحجز مع صديقه المحتجز من ليلة العرس، بسبب إطلاقه الألعاب النارية ليلتها، ليظل هناك بعيداً عن زوجته التي فارقت الحياة مغرب ذلك اليوم ولم يخرج إلا في التاسعة ليلاً، بعد اتصال من أحد الوجهاء للقسم، بحسب وراية نبيل.
ماجد غيثان – صديق نبيل –  يروي لـ”يمن مونيتور” ما حدث في السجن: خرج طقم في الليل واخذوني، وعملت محضر بأني أطلقت العاب نارية، وتم احتجازي، إلى يوم الجمعة – يوم وقوع الجريمة –  حضر محققون بزي مدني وطلبوا مني الاعتراف بأن بيت الحيمي “دواعش”، تهمة يلقيها الحوثيون ضد معارضيهم وتتعلق بانتمائهم لتنظيم الدولة!، ورفض ماجد الاستجابة لهم.
“في الحجز مُنعت من الزيارة، وتلقيت تهديدات وشتائم كما أجبرت على التوقيع على أوراق لا اعرف ما محتواها، بعد خروجي من القسم تعرضت لتهديد من أبو احمد مشرف أنصار الله وتجمعوا عليّ أشخاص وتم ضربي،” يقول ماجد..
مضيفاً: “مدير القسم كان يشرف على التحقيقات، وكان سيف العكاد يحضر بشكل يومي إلى القسم و”يخزن” -يتناول القات- معهم”.
 
خلاف 
وعن سبب الجريمة يقول ماجد: “كان هناك خلاف سابق بين بيت الحيمي وسيف العكاد حول ادخال مشروع الصرف الصحي، كون العكاد ادخل لجميع سكان الحارة شبكة صرف صحي مقابل 35 ألف ريال وطلب من صالح الحيمي (والد نبيل) مبلغ 200 ألف ريال، رفض تسليمها”.
وتواصل محامي القضية مع وزارة الداخلية لأجل الإفراج عن ماجد، وتم الإفراج عنه بعد 25 يوماً.
يبرر عمر واصل – محامي نبيل والمتابع لقضية مقتل “عروس السينينة –سبب التأخر في إصدار قرار اتهام، إلى تورط الأجهزة الأمنية في هذه القضية: (إدارة أمن الأمانة والمنطقة الغربية (منطقة معين) وقسم شرطة السنينة) “هذه الجهات لم تتجاوب معنا بتحويل القضية إلى النيابة الجزائية، رغم أننا رفعنا إليهم بحوالي 12 توجيه من وزير الداخلية ومن النائب العام ومن وزارة حقوق الانسان أيضاً” وذلك كونهم متورطون بالحادثة بحسب زعمه..
وأضاف واصل لـ”يمن مونيتور” “مدير المنطقة اخرج تعزيزات عسكرية بدون أي توجيهات، وتم عمل محاضر تحقيقات لبعض الجناة في المنطقة الغربية وتم إطلاق سراحهم، وكذلك قسم السنينة متورط كونه خرج معهم”.
 
المطلوب العدل
نبيل الذي لازال يطوق بنصر أصبعه اليسرى خاتم زواجه من صبرية، لا يريد سوى تحقيق العدل، بإلقاء القبض على المتهمين ومحاسبتهم، حتى يتمكن من دفن جثمان زوجته التي لازالت في ثلاجة مستشفى الجمهورية حتى اليوم.
المقدم عبد القادر المتوكل مدير مكتب البحث الجنائي في مستشفى الجمهورية تحدث لـ”يمن مونيتور” حول إجراءات دفن جثث القتل: يوجد لدينا 40 جثة على ذمة قضايا قتل و11 جثة موت طبيعي، وقد دفنا ما يقارب 200 جثة في مقبرة جماعية بشيرتون بعد توجيه النائب العام ونشر إعلان في الصحيفة لمدة 10 أيام.
 ومن بين الـ40 جثة ثلاث جثث لنساء هن عروس السنينة والمذيعة جميلة جميل التي وجدت مقتولة في احد فنادق العاصمة صنعاء من العام 2015، ولم تعرف ملابسات قضيتها حتى الآن، ومريضة من بعثة الاحسان، بحسب تصريح المتوكل..
ويقول واصل: بعد رفع الملف الذي استمر ثلاثة أشهر في المنطقة الغربية (منطقة معين)، وصلت إلى النيابة محاضر تحقيقات ومحاضر من غرماء نبيل بدعوى أنهم يقاومون السلطات، وتم سحب التوجيهات التي رفعناها إلى قسم السنينة والمنطقة الغربية (منطقة معين) من الملف.
حاول “يمن مونيتور” التواصل مع عضو النيابة الجزائية الذي استلم القضية مؤخرا، إلا أنه لم يرد على جميع اتصالاتنا.
كذلك حاول “يمن مونيتور” أخذ رأي عدد من المحاميين بشأن الموضوع، لكنهم رفضوا التعليق بحجة عدم اطلاعهم على القضية.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى