تمر الشهور ويبقى الألم مسيطراً على المشهد اليمني، فحتى اللحظة لا توجد أي بوادر أمل تلوح في الأفق سوى صواريخ الموت، وخطاب الكراهية والشحن المناطقي والمذهبي، فالحياة من جحيم لجحيم أكبر، قتلى كل يوم في صفوف المدنيين، مجاعة تعصف بالملايين من السكان، وأوبئة وأمراض فتكت بآلاف الآسر، في ظل وضع اقتصادي سيء وانقطاع للمرتبات منذ عام.
تمر الشهور ويبقى الألم مسيطراً على المشهد اليمني، فحتى اللحظة لا توجد أي بوادر أمل تلوح في الأفق سوى صواريخ الموت، وخطاب الكراهية والشحن المناطقي والمذهبي، فالحياة من جحيم لجحيم أكبر، قتلى كل يوم في صفوف المدنيين، مجاعة تعصف بالملايين من السكان، وأوبئة وأمراض فتكت بآلاف الآسر، في ظل وضع اقتصادي سيء وانقطاع للمرتبات منذ عام.
فكلما تأمل اليمنيين بفسحة من الأمل للخروج من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد، كلما قام تجار الحروب بإعادة المشهد من جديد، فالمدنيين هم الطعم الذي يقتاتون عليه كل يوم، لذا يستمرون في تغذية الصراعات وإشعال فتيل الحرب في كل مكان.
والسؤال الذي يضعه اليمنيين اليوم هو متى ستنتهي هذه الحرب اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس، فلا مليشيا ترحم لحالهم، ولا شرعية تنظر لمعاناتهم، فاليمنيين اليوم بين مطرقة الانقلاب الفاشي المدمر لكل شيء، وبين سندان التحالف والشرعية التي ضاعفت أحزانهم أيضا بطرق أخرى.
ويترقب اليمنيين اليوم صراع الانقلابين الذي بدء بالظهور على السطح مؤخراً إبان دعوة حزب المخلوع صالح لأنصاره للاحتشاد في ميدان السعبين يوم 24 أغسطس للاحتفال بالذكرى الـ 35 لتأسيس الحزب، وهو ما أغضب طرف الانقلاب الآخر ” الحوثي ” الذي قام بدعوة أتباعه للاحتشاد بنفس اليوم على مداخل العاصمة صنعاء لمواجهة ما اسماه شق الصف.
يبدو أن صنعاء باتت اليوم على صفيح ساخن من الضغط الكبير والصراع المتزايد بين طرفي الانقلاب، رغم أنهما حتى اللحظة لا يزالا معاً في مركب واحد إلا أن هناك تصرفات حدثت بين الجانبين تكشف عن حجم الخوف من الآخر والتنصل عنه في أي لحظة، حيث شاهدنا عدة مشادات حدثت في الوزارات التابعة للانقلاب بين ممثلي المؤتمر ومشرفي الحوثي.
بدأت الحرب الباردة بين طرفي الانقلاب تتصاعد في الشوارع من خلال قيام الحوثيين بتقطيع اللوحات الدعائية للمؤتمر، وإرغام اتباع صالح على إزالة بعض اللوحات خصوصاً تلك التي ظهر فيها الرئيس عبدربه منصور هادي، والتي أثارت حفيظة الحوثيين وبرزت هيمنتهم على المشهد في العاصمة صنعاء.
اليمنيين اليوم لم يعد يهمهم من يحكم، شرعية كانت أو انقلاب بقدر ما يهمهم كيفية الحصول على لقمة العيش، والأمان على حياتهم وممتلكاتهم من عبث الفاسدين والبلاطجة تحت مسميات واهية، واتهامات باطلة، فلقدو ملوا شعارات الشرعية الزائفة، وخطابات الانقلابين الكاذبة والتي قادت البلاد لحرب مدمرة ومستقبل مجهول، راح فيها خيرة شباب اليمن كأضحية وقرابين من أجل استمرار البعض في المناصب والوصول للسلطة على جماجم اليمنيين وأحلامهم التي صودرت في لحظة من الزمن.
مستقبل مجهول ينتظر اليمنيين بعد أن فشل التحالف في إعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب، وتفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو 2000 شخص وإصابة ما يقارب نصف مليون يمني، بالإضافة لتفشي المجاعة حيث بات ثُلي اليمنيين بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية الطارئة وفقاً لتقارير أممية، بينما تستمر الحرب في حصاد أرواح اليمنيين كل يوم سوء في جبهات الصراع أو المدنيين الذي تغتالهم قذائف الموت الانقلابية من جهة، وضربات التحالف المتكررة.
ويبقى السؤال هل سيضفي تصاعد الصراع بين الانقلابين إلى التعجيل بحل الأزمة اليمنية، أم أنه سيطول من أمدها وفقاً لأجندات خارجية!