اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

(انفراد) تقرير سري لمجلس الأمن يلمح إلى فشل التحالف في اليمن ويتهم الإمارات

ألمح تقرير سري للجنة الخبراء في مجلس الأمن الدولي إلى فشل التحالف العربي في اليمن، كما اتهم الإمارات بتمزيق جهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ودعم ميليشيات سلفية خارج “هيكل هرمي حكومي” ما يخلق فجوةً في المساءلة بارتكاب الجرائم. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
ألمح تقرير سري للجنة الخبراء في مجلس الأمن الدولي إلى فشل التحالف العربي في اليمن، كما اتهم الإمارات بتمزيق جهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ودعم ميليشيات سلفية خارج “هيكل هرمي حكومي” ما يخلق فجوةً في المساءلة بارتكاب الجرائم.
ونشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الجمعة، تقريراً عن تقرير لجنة الخبراء الذي قُدم سرياً لمجلس الأمن، ونقله “يمن مونيتور” إلى العربية.
وقدم التقرير شواهد ومعلومات عن الدور الإماراتي في البلاد من خلال دعم ميليشيات أبو العباس في تعز، الذي يرفض وضع قواته تحت قيادة الأركان اليمنية، كما أشار إلى السجون السرية التابعة للإمارات أو قوات موالية لها متحدثاً عن تحقيق أجراه فريق الخبراء وأكدوا وجودها بما في ذلك إساءة معاملة السجناء في المكلا.
كما أشارت اللجنة إلى أحداث مطار عدن. وتآكل سلطة الحكومة اليمنية في المحافظات الثمان الواقعة تحت سيطرتها.
كما توقع التقرير أن يبقى تحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق، إلى جانب وجود احتمال ضئيل للسلام، وأشر إلى أن الحملة الجوية الاستراتيجية التي تقودها السعودية لا تزال ذات تأثير عملي او تكتيكي على الارض، ولا تؤدي الا إلى تشديد مقاومة الحوثيين.
 
أقرب للنصر
واستهل تقرير فورين بوليستي، حسب ترجمة “يمن مونيتور” بالقول: “منذ ما يقرب من عامين ونصف العام، قامت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها، المجهزين بالطائرات الأمريكية الصنع والصواريخ الموجهة بدقة، بواحدة من الحملات الجوية الأكثر تقدما ضد واحدة من أفقر البلدان في العالم”.
لكن بالرغم من التفوق العسكري الساحق للتحالف الذي تقوده السعودية لم يجعلهم أقرب إلى النصر. وبدلا من ذلك، فقد أدى ذلك إلى تعزيز التفكك السياسي في اليمن، وتعميق أزمة إنسانية جلبت البلاد إلى حافة المجاعة، وغذا استياء الرأي العام على نطاق واسع ردا على إصابات كبيرة في صفوف المدنيين، وفقا لتقرير سري صادر عن الأمم المتحدة.
وقالت لجنة من الخبراء في مجلس الامن الدولي ان “الحملة الجوية الاستراتيجية التي تقودها السعودية لا تزال ذات تأثير عملي او تكتيكي على الارض، ولا تؤدي الا إلى تشديد مقاومة الحوثيين”. كما يساعد على “توطيد” تحالف عسكري بين المتمردين الحوثيين الإثنيين-العرقيين السلاليين- والزعيم السابق المخلوع علي عبد الله صالح الذي يسيطر على 13 من محافظات البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وتابعت فورين بوليسي أتاحت هذه الفوضى أرضية خصبة غنية للمتطرفين، بما في ذلك تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، والتي تعتقد اللجنة أنها “تتطلع إلى شن هجمات إرهابية ضد أهداف في الغرب”. ويشير التقرير إلى أن القاعدة قد تعزز قدرتها على شن هجمات على السفن البحرية، مشيرة إلى الحصول على أجهزة متفجرة بجرية وماسح رادار بحري في معقل سابق للتنظيم فيالمكلا السابق. وقد اصدر الزعيم المحلي للقاعدة قاسم الريمي مؤخرا فيديو يشجع هجمات “الذئب الوحيد” -تسمى أيضاً الانتقام الفردي- ضد أهداف في الغرب.
 
تقويض الرئيس هادي
الرئيس اليمني المعترف به دوليا، عبد ربه منصور هادي، يبدو معلقاً على “الحبال-مستقبل مجهول. وقد تم تقويض سلطته من قبل الميليشيات التي تمولها وتسيطر عليها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والبلدان التي تقاتل من أجل إعادته إلى السلطة.
وتمرد عديد من كبار المسؤولين ووزراء هادي وخرجوا عن حكومته، وأنشأوا مجلسا انتقاليا منفصلا بهدف حكم اليمن الجنوبي. وأشار إلى أن “المجلس الجنوبي يتمتع بدعم عسكري كاف ليشكل تهديدا كبيرا على قدرة الرئيس هادي على الحكم في الجنوب “.
وقال التقرير: “أن سلطة الحكومة الشرعية، الضعيفة أو الغائبة بالفعل في أجزاء كثيرة من البلاد، قد تآكلت بشكل ملحوظ هذا العام”. مضياً “أن قدرة الحكومة الشرعية على إدارة المحافظات الثماني التي تسيطر عليها بشكل فعال باتت موضع شك”.
وفي حوار مع دبلوماسيين اميركيين سابقين في الرياض الشهر الماضي، أكد مسؤولون سعوديون أن التحالف يحقق تقدماً متواضعاً في عدة مناطق. حيث يتقدمون غربي مدينة تعز الاستراتيجية وسيطروا على طريق مأرب شرقي العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وقالوا إن مطار صنعاء، ضمن نطاق المدفعية وتمكنوا من تطويق مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، حسب ما قال ستيفن سيش، السفير الأمريكي السابق في اليمن، وإريك بيلوفسكي، اللذان كتبا ذلك في موقع جست سيكوريتي بعد زيارة إلى الرياض؛ سبق أن ترجمه “يمن مونيتور”
 
بقاء تحالف الحوثي/صالح
وفي وقت سابق من هذا العام، استولت القوات اليمنية، المدعومة من التحالف، على مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر “. ويركز الجيش السعودي – الذي يقوده الآن اللواء فهد بن تركي بن عبد العزيز – على تطهير الحدود وإنشاء منطقة عازلة داخل اليمن “، كتب سيش وبيلوفسكي. ومع ذلك، يبدو أن المؤلفين قلقين من أنه إذا شنت الحكومة اليمنية وداعموها هجوما عسكريا ضد الحديدة وصنعاء، فقد يدمر الجهد الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية ويؤدي إلى حمام دم في أهم مدن اليمن.
وقال التقرير: “وعلى الرغم من استيلاء السعودية على المخا، فإن تحالف الحوثي/صالح لا يزال يحتفظ إلى حدٍ ما بما كان يسيطر عليه قبل عام، ويمارس سيطرته على 80٪ من السكان اليمنيين، ما يوفر للحوثيين فرصا واسعة لابتزاز الأموال من الشركات المحلية والمدنيين”.
وقال الفريق إن أحد الشواغل الحرجة هو استخدام الحوثيين للطائرات المسلحة بلا طيار، التي تشبه النماذج الإيرانية، وزرع الألغام البحرية التي تهدد بالانجراف إلى ممرات الشحن الدولية. وهناك نسخة واحدة من تلك الطائرات “متطابقة تقريبا مع طائرات إيرانية شوهدت لأول مرة في معرض الأسلحة الإيراني في 3 أكتوبر 2015.”
كما كثف الحوثيون هجماتهم على السفن البحرية التابعة للتحالف، بما في ذلك هجوم مارس/أذار على فرقاطة تابعة للبحرية السعودية من خلال قارب مليء بالمتفجرات. ومن المحتمل أن يكونوا قد هاجموا سفينة تابعة للبحرية الإماراتية بصاروخ ارض-بحر ذكي في يونيو/حزيران.
ويتفق فريق مجلس الأمن مع مسؤولين أمريكيين سابقين على أن هناك احتمالا ضئيلا في تحقيق السلام، إذ ينخرط المتحاربين على جانبي النزاع في عملية السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة ويخرجون منها عندما يواجهون مكاسب أو نكسة عسكرية.
 
 
تمزيق سلطة هادي
إن أحد الأمثلة القوية على أن قوة هادي ممزقة ما حدث من قبل قائد عسكري موالي له، حاول بسط السيطرة على مطار عدن. ففي 27 أبريل / نيسان، تحرك العميد مهران القباطي، قائد اللواء الرئاسي الرابع، إلى مطار عدن بهدف نشر لواءه لضمان الأمن بأوامر من “هادي”. الا ان رئيس الامن في المطار صالح العميري الذي تدعمه قوات الامارات في عدن منع دخول القباطي إلى المطار بالقوة.
كما رفض الشيخ أبو العباس، وهو زعيم ميليشيا سلفية في تعز يتلقى دعما ماليا وماديا مباشرا من الإمارات العربية المتحدة، وضع قواته تحت قيادة رئيس أركان الجيش اللواء محمد علي المقدشي. وقد أنشأ قادة سلفيون آخرون ميليشيات مسلحة خاصة بهم ويدعمهم ماليا وعسكريا أعضاء في التحالف العربي – في إشارة إلى الإمارات.
وحسب فورين بوليسي عن التقرير المُقدم إلى مجلس الأمن: “وفي الوقت نفسه، قامت الإمارات بتمويل وتدريب العديد من قوات الأمن المحلية، بما في ذلك قوات الحزام الأمني وقوة النخبة الحضرمية، التي أنشئت لتحدي تنظيم القاعدة في اليمن”.
 
ميليشيا وكيلة
وقالت اللجنة ان “سلطة الحكومة الشرعية تواجه تحديا بسبب انتشار جماعات الميليشيات التي يتلقى الكثير منها تمويلا مباشرا ومساعدات من السعودية او الامارات”. مضيفةً “إن استخدام قوات وكيلة، تعمل خارج هيكل هرمي حكومي، يخلق فجوة في المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة التي قد تشكل جرائم حرب”.
وأكدت اللجنة أيضا تقارير صحفية ولـ” هيومن رايتس ووتش” بأن الإمارات والقوات الموالية لها، وفقا للجنة، أقاموا شبكة من السجون السرية في اليمن. وتزعم أن لديها “معلومات موثوقة بأن الإمارات قد اخفت قسرا شخصين في عدن على مدى ثمانية أشهر وأساءت معاملة المحتجزين في المكلا”.
وقال التقرير “ان الفريق بدأ تحقيقات فى موقع مدنى يستخدم كمرفق احتجاز حيث يتم حاليا احتجاز مجموعة من المدنيين، بمن فيهم ناشط وطبيب، في احتجاز طويل الأمد”. واضاف “تم ابلاغ هؤلاء الاشخاص بانهم محتجزون فقط لاستخدامهم فى اى تبادل للسجناء فى المستقبل”.
لكن الإمارات ليست وحدها، حيث تواصل الحكومة اليمنية، فضلا عن قوات التحالف الحوثي صالح، المشاركة في ممارسات الاحتجاز غير القانوني، بما في ذلك السجن دون محاكمة والاختفاء القسري، التي “تنتهك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والمعايير”- حسب اللجنة التابعة للأمم المتحدة.
ووفرت الحرب أيضا فرصة للقوى الدولية والإقليمية، من الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران، لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية. وكانت القوات الأمريكية والإماراتية تستمر في حربها ضد القاعدة في اليمن”.
ومنذ بداية العام، زادت الولايات المتحدة من عدد الغارات الجوية على أهداف القاعدة في اليمن. وقد شنت الطائرات الحربية الأمريكية والطائرات بدون طيار أكثر من 100 غارة في النصف الأول من عام 2017، بزيادة عن 30 في العام السابق. بيد أن اللجنة أعربت عن قلقها من أن الإسلاميين السياسيين الذين لا علاقة لهم بالقاعدة “من الخطأ حشرهم ضمن الجهاد العنيف” من قبل القوات الأمريكية وهي تجري تحقيقا في الموضوع.
المصدر الرئيس
Confidential U.N. Report Suggests Saudi-Led Coalition Failing in Yemen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى