الحوثيون.. الوجه الآخر لـ”داعش” في اليمن
ظهر مصطلح الإرهاب بقوة بعد أحداث سبتمبر/أيلول الشهيرة في 2001م، لكن العالم لم يجمع حتى اليوم على تعريف محدد لهذا المصطلح لعدة اعتبارات، وقد مثلت سلوكيات “طالبان” في أفغانستان و”داعش” في العراق سمات لتصنيف الجماعات الإرهابية، وعلى ضوءها جرى تنصيف بعض الجماعات الدينية، واستثناء أخرى تمارس نفس السلوكيات لحاجة في نفس أمريكا.
يمن مونيتور/ تحليل خاص/ من ليث الشرعبي
ظهر مصطلح الإرهاب بقوة بعد أحداث سبتمبر/أيلول الشهيرة في 2001م، لكن العالم لم يجمع حتى اليوم على تعريف محدد لهذا المصطلح لعدة اعتبارات، وقد مثلت سلوكيات “طالبان” في أفغانستان و”داعش” في العراق سمات لتصنيف الجماعات الإرهابية، وعلى ضوءها جرى تنصيف بعض الجماعات الدينية، واستثناء أخرى تمارس نفس السلوكيات لحاجة في نفس أمريكا.
أبرز سلوكيات طالبان وداعش هي استهداف المدنيين وعدم احترام القوانين الدولية وانتهاك الحقوق والحريات، ورفض الديمقراطية وتحريم الفن وعدم الاعتراف بالآخر، وفرض رأيها بالقوة وانتهاك حقوق الأقليات والمرأة، وغيرها تمارسها اليوم جماعة الحوثي المسلحة في اليمن على مرأى ومسمع من العالم الذي يرفض إدراجها ضمن الجماعات الإرهابية.
* لا للآخر
تنتهك جماعة الحوثي المسلحة حقوق الأقليات، وهذا انتهاك واضح للقانون الدولي، وأبرز مثال على ذلك ما يواجهه أتباع الديانة البهائية من اضطهاد، ففي 10 أغسطس 2016، اعتقل الحوثيون 65 من أتباع الديانة البهائية بينهم ستة أطفال بصنعاء.
وقالت منظمة العفو الدولية في أبريل/نيسان 2017م إن ما يربو على 20 من الرجال والنساء من أتباع البهائية، معرضون لخطر الاعتقال الفوري على أيدي الحوثيين في صنعاء.
وقالت لين معلوف، مديرة البحوث بمكتب بيروت الإقليمي للمنظمة، “إن اعتقال أتباع الديانة البهائية بسبب معتقداتهم، على ما يبدو، يأتي في سياق حملة قمعية أوسع نطاقا تشنها سلطات الحوثيين وصالح ضد الأقليات”.
وفي سياق رفضها للآخر، سعت جماعة الحوثي للسيطرة على المساجد في كل المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرتها، وقامت بتفجير عدد من المساجد رغم أنها دور عبادة لها حرمتها الدينية. ويردد الحوثيون ما يسمى بـ”الصرخة” في المساجد رغم رفض غالبية الناس لهذه البدعة، ووقفوا ضد إقامة صلاة التراويح في شهر رمضان في غالبية المساجد.
وسبق أن هجرت اليهود من صعدة وعمران، وكذلك السلفيين من منطقة دماج مطلع 2014م، لأنهم يختلفون معهم دينيا ومذهبيا، وحاليا تحارب حزب الإصلاح رغم أنه ليس الحزب الوحيد الذي يؤيد دول التحالف العربي ولكن لأنه يحمل فكرا إسلاميا نقيضا لفكرها العنصري.
وهذا منهجهم مع كل من يختلف معهم ومنهج أسلافهم أيضا، فأحد أئمتهم وهو عبدالله بن حمزة كان إمام الزيدية في اليمن من 1187 إلى 1217م، وقد أباد تيارا زيديا “المطرفية” لأنهم أجازوا “الإمامة” في غير “آل البيت”، ولهذا فلا غرابة أن معظم أتباع الحوثي هم من “الهاشميين”، وبالمناسبة فمعظم أفراد حركة طالبان الأفغانية ينتمون إلى القومية البشتونية.
ولأنها ضد كل من يختلف معها، فهي تحرم الديمقراطية والانتخابات ولهذا ترفض التحول إلى حزب سياسي، وكذلك “طالبان” و”داعش” تحرمان الديمقراطية. وتحاول جماعة الحوثي بالقوة فرض “الإمامة الزيدية” القاضية باحتكار سلالة معينة للحكم “الهاشميين”، ولا يحق لأي مواطن يمني الوصول إلى السلطة إذا لم يكن ينتمي لهذه السلالة، وملازم مؤسس الجماعة الراحل حسين الحوثي تؤكد ذلك.
* حتى الأطفال
تقوم جماعة الحوثي بتجنيد الأطفال في الحرب، وفي مارس 2017م دعت فرنسا، الحوثي، إلى ضرورة احترام القانون الدولي الذي يمنع تجنيد الأطفال في الحروب. وقالت الخارجية الفرنسية – في بيانٍ لها- إن المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثقت استخدام جماعة الحوثي الأطفال في الصراع اليمني.
وكانت المفوضية الأممية قد كشفت في وقت سابق أن عدد الأطفال الذين جندتهم جماعة الحوثي يتجاوز 1500 طفل، وقالت إن العدد قد يكون أكبر بكثير لأن غالبية الأسر غير مستعدة للحديث عن تجنيد أولادها خوفا من التعرض لأعمال انتقامية، وأكدت أنها تلقت تقارير جديدة عن تجنيد أطفال من دون علم عائلاتهم.
وثمة انتهاكات أخرى للقانون الدولي تتمثل في محاصرة المدنيين والقصف العشوائي على الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ومصادرة الممتلكات والتهجير القسري، ووثق مركز حقوقي قبل أيام عمليات قتل تمت بالدهس بأطقم حوثية، وما يجري في مدينة تعز المحاصرة أكبر دليل على ذلك.
وكذلك زراعة الألغام التي تعتبر من جرائم الحرب، وقد كشفت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان٬ في تقرير حديث لها٬ عن أن الحوثيين قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد في أنحاء متفرقة من اليمن٬ مما أدى إلى مقتل أكثر من 700 شخص بينهم أطفال ونساء.
وارتكبت جماعة الحوثي جرائم لم يسبق لكل الجماعات المتهمة عالميا بالإرهاب بارتكاب مثلها، وعلى سبيل المثال عمدت جماعة الحوثي إلى اختطاف مواطنين وتعذيبهم حتى الموت وحشو جثثهم بعبوات ناسفة، وإلقاءها في الشارع العام لتفجير أقرباء الضحية الذين يهرعون لانتشال الجثة.
* تحريم الفن
تحرم جماعة الحوثي الفن، وأثناء سيطرتها على محافظة صعدة منعت الغناء وأغلقت الإستريوهات، وكانت عناصر الجماعة تقوم بتفتيش هواتف الناس وفحص “الذواكر” للتأكد من عدم وجود أغاني فيها، ومعاقبة من يجدون في هاتفه أغاني بمصادرة هاتفه في المرة الأولى، والسجن إذا ضبط الشخص مرة ثانية، وفرضوا على الناس في صعدة ترديد “زواملهم” وأناشيدهم الجهادية فقط.
اقتحم مسلحون حوثيون قاعة أفراح بمدينة عمران في أغسطس 2014م، واعتقلوا فنانا كان يحيي حفلة عرس وهو الفنان نبيل العموش، ولم يفرجوا عنه إلا بعد أن تعهد لهم بعدم الغناء في المدينة.
وفي نوفمبر 2014م، نشر ناشطون صورا لمئات الشباب وهم خارجين من أحد فنادق صنعاء إثر هجوم مسلحين حوثيين على حفل العرس حيث منعوا الأغاني واستقدموا معهم منشدا تابعا لهم بدلا عن الفنان. وفي يوليو 2017م اقتادت مليشيا الحوثي ناشطا في محافظة ذمار إلى قسم شرطة تابع لها على خلفية العثور على أغاني لفنان اليمن أيوب طارش في هاتفه.
يقول الصحفي سامي نعمان، إن جماعة الحوثي في بعض سياساتها أكثر تطرفا وتزمتا من غرمائها الأيديولوجيين الذين تصفهم بـ”التكفيريين”. وأضاف في مقال له، أن تنظيم القاعدة عندما سيطر على محافظة أبين في 2011م، لم يحظر الأغاني رغم أنه يحرمها وترك الأمر للالتزام الذاتي، ولم يلزم أحدا بسماع أناشيده الجهادية، كما تفعل جماعة الحوثي.
* بشاعة التعذيب
يتعرض المختطفون في سجون الحوثي للتعذيب بصورة بشعة من بينها الضرب بالعصي الحديدية وتعليقهم وإجبارهم على التعري، بحسب شهادات منشورة لمعتقلين سابقين، وكذلك الضرب في الأماكن الحساسة، ووصلت حد خصي مختطف من أبناء عمران وهو جمال المعمري، ولم يصدر أي بيان نفي عن جماعة الحوثي بهذا الخصوص، ولا يسمح للمنظمات الحقوقية سواء المحلية أو الدولية بزيارة المعتقلين، ولم يتم تقديمهم للمحاكمة منذ أعوام.
وقد توفى عدد كبير من المعتقلين جراء التعذيب الحوثي البشع، ورصدت منظمات حقوقية محلية ودولية وفاة أكثر من 70 مختطفا، منذ سبتمبر 2014م وحتى منتصف يوليو 2017م، جراء التعذيب الوحشي واللا إنساني الذي يتعرضون له في معتقلات الحوثي الأمر الذي يؤكد انتهاك الحوثي لكافة الحقوق والحريات الإنسانية، ولكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الحوثيين خطفوا 16804 من الناشطين الحقوقيين والإعلاميين والصحفيين والأكاديميين، وأن من تم إطلاق سراحهم يعانون من حالة نفسية وصحية سيئة، فيما بلغت حالات الإخفاء القسري 2866 حالة.
وإلى جانب الاعتقالات ثمة تدمير للبنى التحتية، ففي تقرير رسمي قالت وزارة حقوق الإنسان، «إن المليشيا اﻻنقلابية دمرت حتى أبريل من العام الجاري، 29422 منشأه بينها 3557 ممتلكات عامة بينها مقرات ومدارس ومستشفيات وشبكات المياه والكهرباء والاتصال والطرق والجسور وغيرها و25865 لمنازل وعمارات ومحلات تجارية ومركبات ومزارع وشركات ومصانع».
* حرية التعبير
قضت جماعة الحوثي المسلحة على حرية التعبير في مناطق سيطرتها، بل أصدرت إحدى محاكمها حكما بإعدام الكاتب الصحفي يحيى الجبيحي، في سابقة لا مثيل لها، وقد صنفت جماعة الحوثي كثاني جماعة في العالم تهدد حياة الصحفيين بعد “داعش”.
وفي مايو 2017م، قالت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان في العالم العربي، إن “حرية الصحافة في اليمن شهدت أسوأ حالاتها حيث أصبحت مضرجة بالدم، وفي مهب العنف والقتل والقمع والأحكام بالإعدام، حيث يتعرض الصحافيون المعتقلون في اليمن لأسوأ أنواع التعذيب من قبل الحوثيين وصالح بصنعاء”.
وقالت المنظمة إن 19 صحفيا وإعلاميا قتلوا في اليمن، خلال عامي 2015 و2016م، مؤكدة في تقرير حقوقي لها، أنه لا زال 22 صحافيا وإعلاميا يمنيا معتقلون في سجون الحوثي.
ودعت نقابة الصحفيين اليمنيين، الحوثي إلى رفع الحجب وإلغاء الحظر عن المواقع الالكترونية وإيقاف الانتهاكات بحق الصحفيين، وأكدت في بيان لها في مايو 2017م، إغلاق العشرات من وسائل الإعلام الأهلية والمعارضة، وفقدان مئات الصحفيين لأعمالهم جراء فصلهم من وظائفهم، وحرمانهم من مرتباتهم “في ظل عهد شمولي رجعي ظلامي لم تعرفه اليمن إلا في عهود الإمامة والاستعمار”.
* ضد المرأة
تتخذ جماعة الحوثي مواقف مناهضة للمرأة، وتمارس انتهاكات ضد النساء بدعوى محاربة الاختلاط والحشمة وغيرها من المصطلحات التي تتبناها الجماعات المتطرفة، ففي ديسمبر 2014م، هدد مسلحون حوثيون الطالبة في جامعة صنعاء هبة الذبحاني بـ«نزع ملابسها» ومنعها من دخول الجامعة بدعوى أنها “ترتدي لباسا غير محتشما كبقية الطالبات وتتحدث مع زملائها”.
وفي مايو الماضي، اقتحم الحوثيون مقهى عاما في أحد أحياء أمانة العاصمة “مون كافيه” في حملة لمنع الاختلاط بين الذكور والإناث، وأجبروا زبائن المقهى على مغادرة المكان تحت تهديد السلاح، وقاموا بإغلاق المقهى واشترطوا منع الاختلاط مقابل السماح بإعادة فتحه، بحسب تصريح صحفي لمالك المقهى مأمون المقطري.
وهاجم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي معاهد تدريس اللغات الأجنبية في اليمن، وقال في كلمته بمناسبة جمعة رجب 1438هـ، إن “هناك غزو له شكل آخر بهدف ضرب هذا الشعب في أخلاقه، عبر بعض المعاهد التي تدرس اللغات”.
وقال إن هذه المعاهد غطاء لبرامج تساعد على الاختلاط وتعزيز الروابط خارج إطار الضوابط الشرعية، “ثم يدخلون إلى المسخ تحت العنوان الحضاري والتغرير بشبابنا وشاباتنا وتقديم النموذج الغربي المنفلت الذي لا تحكمه أخلاق”.
ووصل الأمر إلى حد أن مسلحين حوثيين داهموا في يونيو الماضي عددا من المحلات التجارية وأطلقوا الرصاص في الهواء، واعتدوا بالضرب على عدد من مالكي المحال التجارية في مدينة إب بسبب عرض الملابس على المجسمات كونها تماثيل محرمة ولا يجوز العرض عليها، بزعمهم.
كما تقف الجماعات المتطرفة ضد التقدم العلمي ومواكبة العصر، ففي فبراير المنصرم اتهمت الحكومة اليمنية الحوثي بمنع دخول لقاحات “شلل الأطفال” إلى صنعاء. ونقلت وكالة “سبأ” الرسمية عن الوزير عبدالرقيب فتح، تأكيده قيام الحوثيين بـ”احتجاز ومنع دخول لقاحات شلل الأطفال أربع مرات خلال سبعة أشهر ما تسبب في حرمان خمسة ملايين طفل يمني من اللقاحات الطبية”.
ونتيجة التخلف، فقد عزلت طالبان أفغانستان عن محيطها الخارجي، ولم تعترف بها سوى 3 دول وهي السعودية والإمارات وباكستان، وكذلك الحوثي عزل اليمن عن العالم، ولم تعترف بالحوثي سوى ثلاث دول وهي إيران وسوريا والعراق.
* الخطاب الديني
تعتمد جماعة الحوثي على الخطاب الديني كأي جماعة متطرفة، ولهذا سمت نفسها “أنصار الله”، وكما لطالبان وداعش أمير لا تجوز مخالفة أمره ولا يجوز عزله، فللحوثيين “سيد” مقدس يجب السير خلفه ولو إلى الجحيم، ومعظم أتباع طالبان وداعش من مدرسة دينية واحدة، ومعظم أتباع الحوثي من مذهب واحد، وكل الجماعات المتطرفة تستخدم الكنى “أبو فلان”.
ومن يتابع خطابات زعيم جماعة الحوثيين الشيعية عبدالملك الحوثي سيلحظ وبوضوح الخطاب الديني، وخطورة هذا الخطاب أن صاحبه ينصب نفسه وكيلا للسماء لتنفيذ توجيهات الرب في الأرض، ومن يعارضه فهو كافر ودمه مباح.
في مارس 2017م، ألقى عبدالملك الحوثي خطابا بذكرى مرور عامين من الحرب في اليمن، وقال: “يمكننا اليوم أن نقول إن أول عوامل صمود شعبنا هو إيمانه بالله وتوكله على الله ورهانه على الله العظيم الكريم”.
وبمناسبة الذكرى السنوية لمصرع شقيقه الأكبر، خاطب عبدالملك الحوثي النظام السعودي في أبريل الماضي، بالقول “أنت بحكم الله في كتابه الكريم أمريكي متأمرك متصهين، أنت تحشر يوم القيامة مع الصهاينة، كما قاتلت لمصلحتهم في الدنيا، بولائك لهم أنت محسوب عند الله معهم وفي صفهم، ومحسوب هالك معهم”.
وتثير خطابات الحوثي ردود أفعال ساخرة وناقدة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤخرا وجه القيادي المؤتمري عادل الشجاع بلاغا إلى النائب العام اتهم فيه عبدالملك الحوثي بالدعوة للتمييز العنصري وإشعال الفتنة والكراهية والحقد العنصري بين اليمنيين، واتهم الحوثي باستخدام الدين كأداة للتفرقة.
ويقول الصحفي نبيل الصوفي، المقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في منشور على صفحته في الفيس بوك عن عبدالملك الحوثي: “أدرك الرجل صعوبة إدارة اليمنيين سياسيا، ففضل البقاء في دائرة الدين”.
* إرهاب طبيعي
الجماعات التي تلجأ للعنف والإرهاب هي الجماعات المفلسة التي تعجز عن تحقيق أهدافها بالوسائل المشروعة ومنها جماعة الحوثي، ولكن رغم كل هذه الممارسات التي تقوم بها الجماعة منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م، إلا أن المجتمع الدولي لم يدرجها في قوائم الجماعات الإرهابية حتى اليوم رغم مطالبات الحكومة اليمنية المستمرة.
وإن كان يؤخذ على حكومة اليمن أنها لم تقدم ملفات القيادات الحوثية إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب، ويرى مراقبون أن سبب عدم إدراجها يعود إلى رضا أمريكي عن هذه الجماعة التي ترفع شعار الموت لأمريكا طالما أن إرهابها لا يطال الرعايا الغربيين، وبالمناسبة دعمت أمريكا طالبان في بداية نشأتها لمواجهة المتشددين وهي اليوم تدعم الحوثي أيضا.
في فبراير من العام الحالي، وجهت الحكومة اليمنية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وطالبت فيها بتصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية. وفي أبريل الماضي، طالبت الحكومة مجلس الأمن الدولي بإدراج مسلحي الحوثي ضمن قوائم الجماعات الإرهابية.
وأشارت الحكومة اليمنية إلى أن «حوالي 37888 مواطن ومواطنة قتلتهم وأصابتهم مليشيا الحوثي وصالح في اليمن، بينهم 10811 قتيل، و649 امرأة و1002 طفل و9160 رجل»، فيما «بلغت حالات الإصابة 27077 حالة بينهم 3875 امرأة و3334 طفل و19868 رجل».
وفي يوليو 2017م، قال نائب الرئيس اليمني، علي محسن صالح إن جرائم الميليشيا الانقلابية وما ترتكبه من انتهاكات بحق المدنيين وبشكل شبه يومي بطريقة تتفق مع ما تمارسه بقية الجماعات الإرهابية من جرائم مرفوضة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وهكذا نجد أن ممارسات جماعة الحوثي لا تقل سوءا عن ممارسات كل الجماعات الإرهابية في العالم، بل يحسب لطالبان أنها أعادت الأمن والاستقرار، والقضاء على الفساد الإداري والمحسوبية، وانتشار المراكز الخيرية في مناطق سيطرتها، لكن جماعة الحوثي انتهكت كل المحرمات في كافة المناطق التي احتلها.