هو يعتقد أن ما سأكتبه عنه، سيلفت الكبار.
هو يعتقد أن ما سأكتبه عنه، سيلفت الكبار.
مسؤولو الشرعية وقيادات المقاومة والجيش الوطني، الوزراء والعاملات في مجال البحث عن الدعم للجرحى، رجال الأعمال المتحمسون لبلسمة جراح من سقطوا في سبيل الوطن.
هو يظن أن ما سأكتبه عنه سيبقي قدمه اليمنى متصلة بجسده اليافع، بعد أن بترت اليسرى.
واحدة تكفي لتقابل العكاز، ولكنها مازالت تنزف من قبل سنة.
“يتم تسفير المعاريف فقط، كل مسؤول يسفر بأفراده”.
أرسل لي الجريح هيثم رضوان.
قبل ستة أشهر، استلمت رسائل من صديق دراسة من مديرية الصلو، مرفقة بتقارير طبية تتحدث عن هيثم، وضرورة السفر إلى الخارج، من يوم ليوم حتى نسيت، وحين ذكرت فيما بعد، ظننت أنه قد قدمه الباقية قد شفيت.
رسالة عتاب أخرى الأسبوع الماضي، هيثم لا أعرفه، وربما لأن الآخرين لم يعرفوه فقد أهملوه، لتظهر المحاباة حتى في الجراح الغائرة.
كان هيثم، في طريقه إلى المدينة للتسجيل في الجامعة، كابد الظروف من أجل المستقبل، وفي الطريق تم احتجازه من قبل المليشيا وتعرض للتعذيب الذي ولّد في كامنه الغيرة الوطنية، فوصل مباشرة إلى أبناء منطقته المحاربين في المدينة، وتناوب مع أحد أبناء المنطقة في حمل البندقية، أينما اشتدت جبهة ذهب الشاب.
أصيب في منتصف شهر يونيو 2016، في كلتا ساقيه، جراح نازفة وقطع للأوعية الدموية، يقول التقرير الطبي أن عملية بتر القدم اليسرى من أعلى الركبة كانت كإجراء حتمي، وتم توصية الجريح بالحركة المحدودة استنادًا للعكاكيز السائدة، وكأن هناك عكاكيز أخرى غير سائدة يستعملها مبتور الأطراف.
اليسرى مبتورة، واليمنى وجيعة بسبب إصابة الأوعية الدموية، بدأت تضمر والجرح يخيس مثل تفاحة، وفي الابتدائية كان الدرس الذي تلقاه هيثم: الخائسة تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
الخائسة التي لا تصلح يتم رميها من صندوق التفاح.
ولأن البلاد بلا أجهزة طبية تنقذ القدم اليمنى، فيحتاج هيثم السفر إلى الخارج، أو أن البقاء في الداخل معناه رمي التفاحة الباقية، بتر القدم.
لا أحد لهيثم الذي اتجه للمترس دون أن يناديه أحد، هناك بعض من المحاباة في معاملة الجرحى
وهيثم لا يعرفه أي من القيادات.
ويظن أن ما كتبته سيلفت المخولين، ليتوقف خطر استئصال القدم، ليتوكأ على عكاز واحد يسندها، ويذهب إلى الجامعة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.