“ولد الشيخ” يشرح خُطَّة “الحديدة” ويُسمي المعرقلين ويكشف المواقف الدّولية من أزمة اليمن
في حوار صحافي شرح المبعوث الأممي إلى اليمن خُطَّة الأمم المتحدة من أجل ميناء الحديدة الاستراتيجي واعتبرها مدخلاً لصيغة حل شامل للأزمة اليمنية، كما كشف عمن يعرقلون جهوده في البلاد مؤكداً أن المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين يدعمان هذه الخطة.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
في حوار صحافي شرح المبعوث الأممي إلى اليمن خُطَّة الأمم المتحدة من أجل ميناء الحديدة الاستراتيجي واعتبرها مدخلاً لصيغة حل شامل للأزمة اليمنية، كما كشف عمن يعرقلون جهوده في البلاد مؤكداً أن المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين يدعمان هذه الخطة.
وأبدى إسماعيل ولد الشيخ أسفه من أنه لم يجد لدى الحوثين وجماعة علي عبدالله صالح أي مبادرة للحل السياسي، وقال إن الحوثيين يريدون منه الانحياز إلى طرفهم، مؤكداً أنه لن ينحاز لا إلى “جماعة الحوثي أو الحكومة الشرعية”.
وفي إجابة على تساؤل عن الحل الشامل في اليمن، لصحيفة الرياض السعودية التي أجرت الحوار، ونشرته في عددها الصادر الجمعة، قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن “الصيغة الحالية تركز على الحل الكامل والشامل، ولا بد لنا من مدخل في ظل هذه الأوضاع الكارثية والأوضاع الإنسانية التي تحتاج إلى ما أسميه نقطة مدخل”.
شرح مبادرة الحديدة
واعتبر ولد الشيخ قضية “الحديدة” مهمة جداً، ولذلك اعتبرها مدخلاً خاصةً وأن التحالف أكد بأن منطقة الحديدة تعد منطقة لإدخال السلاح، وفيها إيرادات تخدم الحرب.
وقال المبعوث الدولي إنه وجد أن إيجاد خطة كاملة شاملة فيها آلية لتشكيل لجنة عسكرية تكون مقبولة من الطرفين، وتكون مسؤولة عن تأمين وسلامة الميناء حتى نتجنب العمليات العسكرية. ثم تشكيل لجنة اقتصادية تتولى إدارة الموارد الاقتصادية والمداخل والإيرادات التي تدخل الميناء، والقصد منها أن توضع في حساب البنك المركزي مع إدارة وإشراف من الأمم المتحدة للتأكد أن تُدفع منها الرواتب للجميع بما فيها المناطق الشمالية التي لم تدفع بها الرواتب منذ أشهر كثيرة.
ونوه ولد الشيخ أن الأمم المتحدة لم تطلب “من الحوثيين كما يدعون تسليم الميناء للحكومة الشرعية، بل العكس هناك تقدم كبير من الحكومة الشرعية وقد أبدت مشكورة استعدادها في إكمال الحساب المادي لدفع الرواتب في المنطقة الشمالية”.
ويرى “ولد الشيخ” أن الحديدة هي النقطة المدخل “فبعد الحديدة سيتم وقف إطلاق النار، وبالتالي سنفعل لجان التهدئة، ونحن نريد الآن كجزء من مبادرة الحديدة أن ندخل قضية تفعيل لجان التهدئة والتنسيق”.
مشيراً إلى أنه وبعد تفعيل اللجان سيذهب اليمنيون إلى “مفاوضات جديدة واستكمال العملية إن شاء الله سيكون بالكويت”.
وقال ولد الشيخ “إن ملامح الحل الآن معروفة وإذا كان هناك نية صادقة من الأطراف فإن الحل بسيط”.
عُمان وروسيا متجاوبتان
وفي إجابة لتساؤل عن نتائج الجولة الإقليميَّة، قال إسماعيل ولد الشيخ إنه التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مضيفاً: “الجميع أبدى تجاوبه ودعمه لجهود المبعوث الأممي، وهناك بعض الدول الأخرى في المنطقة التي نريد أن نقوم بزيارات لها لاستكمال الفكرة”.
كما أكد ولد الشيخ وجود دعم كبير في سلطنة عمان. “كما أن السفير الروسي بعد لقائي به أكد أن بلاده تدعم مبادرة ميناء الحديدة، وإذا استكملت كحل كامل وشامل فروسيا مستعدة لدعمها وكذلك الإخوان في سلطنة عمان”.
وقال ولد الشيخ إن جهوده تنصب لخروج وفد من الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق “بطائرة الأمم المتحدة إلى مكان متفق عليه قد تكون جنيف أو مسقط في المرحلة الأولية”.
ولد الشيخ “متألم”
وقال ولد الشيخ إنه متألم عندما يرى الجميع “أن الملف السياسي جامد منذ بداية السنة، ولكن هذا الجمود ليس بسبب قلة جهودنا نحن، فالأمم المتحدة من الأمين العام حتى مساعي المبعوث نعمل جاهدين لتفعيل الحل السياسي، ومن أول القضايا التي طرحت على مكتب الأمين العام قضية اليمن، وملامح الحل السياسي موجودة وبوسعنا حلها”.
وأشار إلى أن الأمين العام في أول زيارة له خارج نيويورك كانت للمملكة والإمارات وعمان في إطار حل القضية اليمنية.
وأبدى إسماعيل ولد الشيخ أسفه من أنه لم يجد لدى الحوثين وجماعة علي عبدالله صالح أي مبادرة للحل السياسي.
تعطيل الحل السياسي
وأشار ولد الشيخ إلى أن الحوثيين وحزب الرئيس اليمني يعرقلون هذا الحل السياسي، مشيراً إلى أن “هناك اتهامات من قبل الحوثيين بأن المبعوث الأممي منحاز وللأسف هذا لا يخدم القضية، فالحل في اليمن لا يتعلق بالمبعوث أو غيره، بل تتعلق بالشعب وقضية مأساة إنسانية”.
مؤكداً أن “الحل الذي يجب أن يؤمن به الجميع أن الأزمة اليمنية لن تحل إلا سياسياً لا عسكرياً ولا غيره، وما غير ذلك أوهام”.
وقال ولد الشيخ: “الجميع وأولهم التحالف يريدون الحل السلمي وليس العسكري، وأنا كنت مرتاحاً عند ما سمعت من أعلى القيادات في التحالف أنهم لا يرغبون في حسم الأزمة عسكرياً لأن هناك سيكون خسائر وعواقب وخيمة على الشعب اليمني”.
مزايدات
وحول إعلان الحوثيين أنهم لن يقبلوا أي حل من طرف إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أجاب ولد الشيخ بالقول: “أتجنب الحديث عن الرد على ما يعلن من هنا أو هناك صحافياً والتي يقصدون بها المزايدات الصحفية، لدي إشارات من قبل الحوثيين وحزب المؤتمر وهم يتعاملون معي وهناك اتصالات مباشرة وسنرى ما تخبئه الأيام المقبلة، كما أن الحوثيين يريدون مني الانحياز لطرفهم، وأنا لن أنحاز لأي طرف سواء الشرعية أو الانقلابيين”.
وجدد ولد الشيخ مطالبته الأطراف اليمنية بالتنازل وقال إن التنازل “بمعنى أن الحل إذا حصل يجب أن يتنازل كلا الطرفين عن جزء، فالحل الذي لدينا وبلورناه في الكويت وهو في الحقيقة مخرج من مخرجات الكويت. البعض أسماه خطة كيري والبعض أسماه خطة ولد الشيخ، وهو كلام غير صحيح فهي مخرجات الكويت”.
وأشار إلى أن “هناك جانب أمني يتطلب من الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح التنازلات بأن يفهموا أن هناك ترتيبات أمنية بما فيها انسحاب وتسليم سلاح والاتفاق على ترتيبات أمنية تسمح برجوع الدولة”.
وتابع: “ومن جهة أخرى الحكومة مطلوب منها أن تتنازل هي كذلك وأن تفهم بأن الشراكة السياسية مطلوبة تسمح لجميع أبناء وبنات اليمن المشاركة في مستقبل اليمن”.
واختتم ولد الشيخ حواره بالقول: “كما أود أن أشير إلى أن السفير الصيني والروسي والدول الخمس ذات العضوية الدائمة تدعم جهود المبعوث الأممي، ولكن هناك أشخاص لا ترغب في الخروج بحل وتشخصن الأمور بهدف تطويل الأزمة”.