الحياة تهدي لك نماذج من البشر يؤكدون لك نظريات في طبائع النفس قالها غيرك واستبعدت أنت مصداقيتها لجهلك أو عدم قناعتك.
الحياة تهدي لك نماذج من البشر يؤكدون لك نظريات في طبائع النفس قالها غيرك واستبعدت أنت مصداقيتها لجهلك أو عدم قناعتك.
ليست كل أصناف البشر ظاهرة للعيان كما تبدو فعلاً.
من الواقع قد تلتقط شخصاً يسرف في التحدث بقوة وبطش وشدة فتخيفك كلماته القاسية كحد السيف، تفكر أن شخصا صارماً كهذا لو ملك زمام الأمر فلن يبقي أو يذر. لكن فروسية الكلمات شيء وحقيقة الأمر شيء آخر..
الفرسان و شجعان القلوب لا يتحدثون أنهم سيفعلون فقط ..
وعشاق الادعاء من يثرثرون بخطبهم القوية و هم يتخبطون في ضعفهم وخوفهم وقت الجدية.
قد نصادف أشخاصاً ينسجون حول أنفسهم هالة وضاءة من المثالية الآسرة..
ربما هم من يصنعون غزلها الأول في أذهاننا, وربما نحن أيضاً من يبالغ في حياكة هذه الهالة أكثر مما يحتمل حالهم.
وحين يحتم القرب معرفة أوضح تصاب تلك الهالة الوضاءة بشروخ الاكتشاف.
سيظهرون لنا أشخاصا مختلفين عما كانوا عليه تماماً؛ هكذا تصورهم لنا صدمة المعرفة.
لكنهم في أعماقهم أشخاصاً عاديين وليسوا خارقين؛ ربما أسوأ من أشخاصاً عاديين.
ربما يحملون روحا متناقضة مع ذاتها، لا يشبهون هالة المسافة الفاصلة بيننا وبين قرب المعرفة.
ربما هم أشخاصا يكرهون ضعفهم الفطري أو شذوذهم الحسي فيغطونه بمثالية مضاعفة ومدعاة فقط.
كنت أكره فكرة التحليل النفسي للأشخاص لما فيها من تعدي على كينونة الشخص وفهمه لذاته.
كنت أشعر أن وضع ذات المرء تحت مجهر التحليل ما هو إلا اغتصاب طبي بدعوى المعالجة.
لكن الحياة تصدمك بمدى واقعية بعض التحليل النفسي للأشخاص.
وأن مثل هذا التحليل ربما يساعدنا على فهم الأشخاص المسؤولين أو حتى التنبؤ بأفعالهم.
ربما فهم طبائع البشر ما هو إلا إزالة حتمية لقشور النفس وما أكثر القشور التي يرتديها البشر دون أن يشعرون.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.