نحن جيل حركات التحرر الوطني، تجرعنا من الشعارات القومية والأممية والوطنية،أحلام وردية، للأسف ما زالت شعارات، وما زالت السيادة والاستقلال سراب، فيما تبقى من عمري اكتشف أننا في كذبة كبرى (المستقبل المنشود) ونفاق من الشعارات البراقة والوعود والعهود.
نحن جيل حركات التحرر الوطني، تجرعنا من الشعارات القومية والأممية والوطنية،أحلام وردية، للأسف ما زالت شعارات، وما زالت السيادة والاستقلال سراب، فيما تبقى من عمري اكتشف أننا في كذبة كبرى (المستقبل المنشود) ونفاق من الشعارات البراقة والوعود والعهود.
حلمنا بالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، قيم نادى بها الإسلام قبل العلمانية، نحلم بالمدنية، وهم يصرون على عسكرة الواقع، بحرية تخصهم مختلفةً عن حرية الشعب، حرية تبيح لهم عقدهم النفسية وتعجرفهم، عدالة اجتماعية تضمن لهم مستوى ماديا مرموقا وسيارة فارهة، ورصيد بنكي، وجاه ومليشيات يأتمرون لهم، كلما أراد الشعب أن يفرض إرادته، لوحوا له بالقوة ليخضع وينصاع لمشروع السلالة والطائفة والمنطقة والقائد الهمام المتعجرف الجاهل، بلد ثار وما زال موجوعا من الداخل المفخخ بالمصالح.
لن ينجح الانتهازيون لا باسم الوطنية ولا باسم الدين في سرقة أحلامنا، وتبديد طموحاتنا بمستقبل أفضل، أو يرهبوننا باسم الدين و والوطن كأوصيا عليه، و ينشرون الفساد السياسي والفكري المتطرف والغلو لإرهابنا.
اليوم هو امتداد للعبث بعدن أيقونة الحياة كعاصمة ومدينة للتعايش والتنوع الفكري والثقافي والسياسي والعقائدي، تعايش فيها الأعراق والثقافات والمذاهب والمعتقدات، هم لا يعون ولا يريدون أن يعو هذه الإيقونة، فهم أذا مشكلة عدن وعصيدها.
جعلوها قنبلة معدة للانفجار، نحن فيها مهددون، ساحة للمواجهات والاشتباكات والتراشق بالرصاص والمتفجرات بين كتائب فلان وجماعة زعطان، والضحية أنا ومثلي من مواطني هذه المدينة المكلومة، ضحايا اصطفاف وتكتل لجماعات متناحرة، ما لم تصطف مناطقيا، تصطف طائفيا او جهوي او سلالي، ليس تجني ولكن تشكيلاتهم العسكرية ومعسكراتهم تقول ذلك، إنها الحقيقة المرة والسم الزعاف الذي حقن فينا في زمن المستبد، ونرى إثاره في جسد بلدنا المتهالك، أنها المصيدة التي اصطادنا بها، ليعيش متسيدا، وللأسف لازلنا مأسورين، فاقدي الوعي للتحرر والاستقلال، وفاقد الشيء لا يعطيه.
البعض يرى السكوت أفضل، معتبرا هذا النقد ترسيخ للمناطقية او الطائفية، ونقول السكوت جريمة للتمادي، وإصلاح الاعوجاج ضرورة وطنية لتصحيح المسار، لن ندفن رؤوسنا في الرمال، لنرضي أطراف خوفا من إحساسهم والمساس بمصالحهم، الطرق على الحديد وهو ساخن أهون بكثير بعد أن يتصلب، و جرس الإنذار قبل الاستفحال، والأحرى بمراكز البحوث والجامعة أكاديميين مثقفين وكتاب أدباء ومنظمات مجتمع مدني، أن تستشعر المهمة الوطنية، لدراسة وتقييم الواقع ثم تقويمه لوضع الحلول والمخارج والمقترحات، أنها نار الفتن تشب من تحت الرماد حينها لا تنفع الكلمة والرأي، عندما يتفوق العنف والسلاح على كل شي لفرض أمر واقع لا يرضي الجميع.
وهذه عدن منبعنا وتربيتنا وعلمنا ومعاشنا ومقبرتنا بعد الرحيل عن الدنيا، لا قبيلة لنا ولا عشيرة لنا غير عدن، ملجئنا ومخبئنا عدن، حزننا وفرحتنا عدن، عيدنا ورمضاننا عدن، أن كانت سعيدة نسعد، وان كانت تعيسة نتعس، أن كانت أمانه نأمن، وان كانت مهددة نهدد، لا يوجد لدينا بديل، كالبعض يهربون وقت الشدائد من عدن ويأتونها متصلبين متعصبين لمناطقهم، والنتيجة ما حدث ويحدث في عدن منذ يناير المشئوم والذي ما زال شبح يهددنا لليوم في عدن..
أن كان هناك خطاء، فردود أفعال خاطئة تعمق من ذلك الخطأ لأنهم تعمدوا تغييب النظام والقانون، والدولة التي يتشدقون بها، سنظل نخوض في مضمار من الأخطاء وردود أفعال خاطئة في الحق العام والوطن، أخطاء تبدد أحلام وطموحات العامة تقيد حريتهم وأملهم في العيش الكريم والمواطنة، صراعات أبنائنا وقودها وضحاياها، الجرحى والمرضى ربنا قادر على شفائهم والشهداء ربنا يتولاهم برحمته، والصلح لهم وحدهم.
الله ما جنب عدن والجنوب والوطن شرهم وشرورهم وعنجهيتهم وتعصبهم الأعمى، وارحم عبادك الآمنين يا ارحم الراحمين.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.