بروس ريدل: النفوذ الإيراني في اليمن يتزايد ويصبح أكثر تأثيراً
ريدل الذي عمل في المخابرات الأمريكيَّة ثلاثين عاماً، قال أنه وحتى لو كان الحوثيين يريدون الاستقلال عن إيران ويدفعون بشراسة بعيداً عنها، لكنهم سيحتاجون إلى دعم طهران أكثر مع استمرار الجمود.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قال بروس ريدل المحلل السياسي الأمريكي إن إيران تزيد من دعمها تدريجياً للمسلحين الحوثيين في اليمن، وبدلاً من القضاء على الوجود الإيراني في البلاد فإن الحرب الذي تقودها السعودية تعطي طهران الفرصة لتصبح أكثر تأثيراً.
وأضاف ريدل الذي عمل في المخابرات الأمريكيَّة ثلاثين عاماً، أنه وحتى لو كان الحوثيين يريدون الاستقلال عن إيران ويدفعون بشراسة بعيداً عنها، لكنهم سيحتاجون إلى دعم طهران أكثر مع استمرار الجمود.
وقال ريدل في تحليل نشره في صحيفة المونيتور الأمريكيَّة، وترجمه يمن مونيتور،: “تعود الصلة الإيرانية مع حركة الحوثيين إلى أكثر من عقد من الزمن، قبل الربيع العربي، إلى المعارك بين الحوثيين وحكومة الرئيس علي عبد الله صالح. وبدعم من السعوديين، حاول صالح سحق الحوثيين في سلسلة من الحملات العسكرية. بدأت إيران بتوفير التدريب والخبرة للقوات الحوثية في عدة مخيمات في لبنان التي يديرها حزب الله وإيران من قبل الحرس الثوري. وقد اعتبر الحوثيين (علناً) أن حزب الله نموذجا يحتذى به، وأحبط الحوثيون بنجاح كلا من صالح والسعوديين. لكن إيران لم تحصل على مساهمة مباشرة في صنع القرار الحوثي كما فعلت مع شريكها اللبناني.
ويقال إن إيران لم تشجع الحوثيين على الاستيلاء على صنعاء في أيلول / سبتمبر 2014، خشية أن يؤدي ذلك إلى نشوب حرب أهلية. وبمساعدة الرئيس السابق صالح، الذي تحول بين الجانبين بحلول عام 2015، أخذ الحوثيون العاصمة، مما عجل بالأزمة التي أدت إلى التدخل السعودي.
وأسرع الحوثيون في نفي أى خطط لقاعدة عسكرية إيرانية دائمة فى البلاد، عندما اقترح قائد البحرية الإيرانية أن إيران سوف تحصل على قاعدة في اليمن، رفض الحوثيون هذه الفكرة. ويذكر المراقبون في صنعاء أن الوجود الإيراني يبقى مخفياً على الأنظار ويعمل بتحفظ وراء الكواليس.
واستدرك ريدل بالقول: ولكنه آخذ في الازدياد. ففي ربيع هذا العام، أمر القائد القوي لقوات الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بزيادة المساعدات إلى الحوثيين، بما في ذلك المزيد من المستشارين والخبراء على الساحة، وتقاسم التكنولوجيا مع القوات اليمنية. وتعد الألغام البحرية والصواريخ المضادة للدبابات وطائرات بدون طيار من بين الأصناف التي تم إرسالها.
وتعد أهم مساعدة قدمتها إيران للحوثيين هي تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وخبرتها. وقد اشترت اليمن صواريخ سكود خلال عهد صالح واستخدمتها في الحرب الأهلية في عام 1994. وقد طورت إيران بنية تحتية صاروخية كبيرة وتزود حزب الله بها. وفي الشهر الماضي، أطلق الحوثيون صاروخا زعموا أنه كان يستهدف قاعدة للقوات الجوية الملكية السعودية، إلا أن السعوديين قالوا إن الصاروخ كان يستهدف ضرب مكة. واعترضت أنظمة الدفاع الجوي السعودية الصاروخ. مع مرور الوقت وبالمساعدة الإيرانية، قد يصبح الحوثيين قادرين على ضرب الرياض.
وقد عانى الحرس الثوري الإيراني من بعض الإصابات في اليمن. ووفقا لدراسة واحدة، قتل ما لا يقل عن 23 جنديا إيرانيا أو أسروا، كما فقد 21 مقاتلا من حزب الله. كما تقوم إيران حاليا بإرسال مقاتلين شيعة أفغان إلى اليمن، كما فعلت في سوريا.
ويصعب على ايران تهريب الاسلحة والخبراء إلى اليمن اكثر من سوريا او لبنان. الموانئ محاصرة والمطارات مغلقة. ويوجد في اليمن خط ساحلي يبلغ طوله 2700 كيلومترا (1677 ميلا) إضافة إلى الحدود التي يسهل اختراقها مع عمان، وبالتالي فإن الحصار السعودي يمكن اختراقه، فلإيرانيين خبراء في أعمال تهريب الأسلحة السرية.
بالنسبة لطهران، فإن مساعدة للحوثيين وسيلة غير مكلفة للغاية لإسقاط المملكة السعودية في مستنقع استمر لأكثر من عامين. بالنسبة للسعوديين، الحرب هي أكثر تكلفة بكثير. وتقول دراسة جديدة في جامعة هارفارد إنها قد تكلف المملكة العربية السعودية ما يصل إلى 200 مليون دولار يوميا.
من المرجح أن يزداد دور إيران في اليمن أكثر فأكثر مع قيام الولايات المتحدة بزيادة العقوبات ضد طهران. ويرى الإيرانيون أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أكثر اتساقا من أي وقت مضى في مواجهة معادية ومهددة ضدها من الدولتين، وهي وجهة تعززها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في مايو / أيار.
اليمن ساحة معركة مفيدة لتثقل(استنزاف) السعوديين إلى أجل غير مسمى. وإذا كان يمكن سحب الأميركيين إلى مستنقع أكثر عمقا، سيكون أفضل. إن الحرب التي تهدف إلى إضعاف إيران تساعدها فعلا ضد منافستها الإقليمية.
واختتم ريدل بالقول: إن إيجاد طريق سريع لإنهاء الحرب في اليمن مصلحة أمريكية. فحلفائنا يبددون الموارد. والشعب اليمني يدفع ثمن فظيعا فهو يعاني من سوء التغذية والمرض. والشرط الفوري هو وقف إطلاق النار غير الرسمي ورفع الحصار السعودي. ولضمان عدم استخدام الإيرانيين الهدنة لإعادة تزويد الحوثيين بالسلاح، ينبغي للأمم المتحدة أن ترصد مراقبين في المطارات والموانئ لمراقبة حركة المرور. ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد بتقديم معلومات استخبارية إلى بعثة الرصد”.
المصدر الرئيس
Iran outflanking Saudi Arabia in Yemen