لتلك الآماني التي رحلت، أوجه لها تحياتي، ولتلكم النفوس التي غادرت، أبث لها الأدعية التي تستحقها.
لتلك الآماني التي رحلت، أوجه لها تحياتي، ولتلكم النفوس التي غادرت، أبث لها الأدعية التي تستحقها.
وإلى ذاتي، نصائح قوية بالصبر والتحمل والجلد وتقبل الواقع كيفما كان، فنحن في واقع للأسف طغت الآلامُ فيه على الآمال، وزادت المآسي والأحزان، ولم نجد فيه مانتأسى به، إلا الجراح والمتاعب، وكل هذا من أسبابه الكبيرة، استمرار الحرب في بلاد الإيمان والحكمة، التي كانت سابقا توصف بـ” اليمن السعيد”.
اللهم صبرا، ومزيداً من الجَلَد لأبناء اليمن والإيمان، فجميعهم يعيشون بين فاقدٍ ومفقود وبين عارٍ وشبه عار.
اللهم إنا نسألك عقلاً لمن فقدوا عقولهم من مسؤلي بلدتنا الحبيبة، وأن يكونوا على قدر عال من المسؤولية في سبيل إنقاذ ما تبقى من وطن، فنحن لم نعد على قدرة كبيرة لانتظار طويل.
مؤسف جدا أن يتحول بعض المسؤولين إلى مجرد جلب الأموال لهم، وأن يصبحوا بين مفكرٍ في كيفية إملاء الجيوب، وبين مستمتعٍ بإظهار العيوب، ولقد غاب عن وعيهم مايُسمئ همُ الأوطان والذود عنها وضاعت عنهم تلك التي تُسمى النخوة والحمية اليمنية والعقل اليماني.. لم يبقَ فيهم سوى هم الذات واتباع من يرشدهم ويمدد لهم بالأموال كيفما كان رشده وتوجيهه.
نسالك يا إلهي تفكيراً سليماً للمواطنين الأبرياء فقد أصبح همهم مواصلة مسيرة الحياة كيفما كانت؛ ولهذا تجدهم يذهبون فترةً من الزمن متبعين هذه الفئة السياسية ، وتارة أخرى يضمون أنفسهم للفئة الثانية رغبة في الحصول على الأموال والقدرة على العيش، أو الحصول على مايريدون، وعندها تشتت شمل الحق وتفكك الرأي وتهنا جميعنا.. لم نعد نفهم الحقيقة كيف هي ومع أي فئة منهم.. لم تبقَ أمامنا علامات لمعرفة أصحاب الحق من غيرهم، إلا الوازع الديني لدى بعضهم والخوف من العزيز المقتدر.
أما صمودهم، فكل فئة تقاتل وكأنها على عين الصواب، وكل فئة تزعم أنها تهم أمرالوطن لكأنها موكلةٌ عليه لوحدها!
اللهم ثباتاً لتلك النساء اللآتي يمتن هماً وكمداً وقهرا، فقد خرجن من دائرة الأنوثة التي تتسم الرقة واللين ،أصبحت وجوههن مكسوةً بالشحوب، وظللن يمارسن الأعمال الشاقة مساندة للرجل، أو قياماً على أسرة فاقدةٍ من يعولها.
اللهم رفقا بالوطن، اللهم رفقا باليمن.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.