(انفراد) نظرة أمريكية من الرياض تنقل رؤية “هادي” و”السعودية” للحرب في اليمن
كشف سفير أمريكي سابق ومسؤول أمريكي بارز في البيت الأبيض في عهد “أوباما” نتائج زياراتهما ولقاءاتهما بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين سعوديين ويمنيين كبار، ورؤيتهم لإنهاء الحرب في اليمن.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كشف سفير أمريكي سابق ومسؤول أمريكي بارز في البيت الأبيض في عهد “أوباما” نتائج زياراتهما ولقاءاتهما بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين سعوديين ويمنيين كبار، ورؤيتهم لإنهاء الحرب في اليمن.
وكانت الزيارة تخص ستيفن سيش السفير الأمريكي السابق لدى اليمن (2007-2010) وإريك بيلوفسكي ( EPelofsky ) الذي عمل قبل مغادرته الحكومة الأمريكي في كانون الثاني / يناير 2017، كان مساعدا خاصا للرئيس وكبير المديرين في شمال أفريقيا واليمن في البيت الأبيض. والذي ركز على صياغة الاستجابات السياسية للحرب الجارية في اليمن والتواصل مع الشركاء الخليجيين.
وكتب الرجلان مقالهما في منتدى (Just Security) المختص بالتحليل الدقيق لقوانين وسياسات الأمن القومي الأمريكي.
القليل من الأمل
ويقول المقال، الذي ترجمه “يمن مونيتور”: “كانت الاجتماعات التي عُقدت في الرياض الأسبوع الماضي مع مسؤولين يمنيين وسعوديين كبار، لم تبد سوى القليل من الأمل في أن تكون الحرب التي اجتاحت اليمن منذ أكثر من عامين، وتسببت بأسواء الأزمات الإنسانية في العالم قد اقتربت من نهايتها. ومن المسلم به أن الصورة التي كنا عازمين على تطويرها غير مكتملة. ومع ذلك، ظهرت بعض الموضوعات من محادثاتنا مع كبار المسؤولين التي يمكن أن تكون مفيدة لصانعي السياسات في الولايات المتحدة الذين يتصارعون مع الخيارات، قد تمكن الإدارة الأمريكيَّة من اتخاذ القرارات المفيدة بشأن الحرب في اليمن المزعزعة للاستقرار”.
وقال سيش وبيلوفسكي: “واليوم لا يبدو أن هناك طريقا صالحا للسلام في اليمن. وبينما اتفقنا جميعا على أن الحل السياسي هو وحده الذي سيضع حدا للحرب، فإنهم يبدون مصممين على مواصلة القتال، بحجة أن هناك حاجة إلى ضغط عسكري متواصل لإعادة المتمردين الحوثيين إلى طاولة المفاوضات. وفي الوقت نفسه، يبدو أن عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة قد توقفت تماما.
السعودية تهدف لمنطقة عازلة
وتابع المقال: “ويقيم كبار المسؤولين اليمنيين في العاصمة السعودية، فيما تحقق القوات اليمنية وشركائها في التحالف بقيادة السعودية تقدما متواضعا في عدة مناطق في تعز، وعلى طول طريق مأرب شرق العاصمة صنعاء، وعلى ساحل البحر الأحمر (غرب اليمن). ومع ذلك، يواصل الحوثيون السيطرة على معظم المرتفعات الاستراتيجية والمكتظة بالسكان في البلاد. وتركز السعودية – التي يقود قواتها الآن اللواء فهد بن تركي بن عبد العزيز – على إزالة التوتر على الحدود وإنشاء منطقة عازلة داخل اليمن. وأكد المسؤولون اليمنيون الذين التقينا بهم أن قواتهم البرية تقدمت غربا من مأرب وهي الآن على بعد 30 ميلا من العاصمة، ضمن نطاق المدفعية. وبالمثل، شددوا على التقدم المحرز في تطويق ميناء الحديدة، شريان الحياة في اليمن للعالم الخارجي، على ساحل البحر الأحمر”.
ومع ذلك، فإن الخطوات التالية في كل حالة تشكل إشكالية عميقة. ومن شأن الاعتداء على الحديدة أن يسرع المجاعة التي تكتسب زخما في البلاد. وبالمثل، فإن محاولة تحرير عاصمة اليمن (صنعاء) التي تحوي ما يقرب من مليوني شخص يمكن أن تؤدي إلى إراقة الدماء على الرغم من أن المسؤولين اليمنيين يواصلون تقديم حجج طويلة الأمد تفيد بتزايد عدم الرضا الشعبي عن الحكم الحوثي داخل صنعاء باستمرار ما يضعف قبضة المتمردين على المدينة.
صالح في أضعف نقطة له
وقال سيش وبيلوفسكي: مما يزيد من تعقيد الوضع أن كلا طرفي الصراع يتصدعان من الداخل، ولا سيما تحالف الحوثي مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح. كان هناك إجماع في الرياض على أن صالح هو في أضعف نقطة له حتى الآن في هذا الصراع، وأكد البعض أن وحدات الجيش التي كانت موالية له قد انشقت إلى الحوثيين. ومع ذلك، يبدو صالح غير قادر على مواجهة الحوثيين أو الخروج من تحالفهما. ولا يزال يرغب بضمان استمرار نفوذ عائلته في الحياة السياسية في اليمن.
وتابع المقال، الذي ترجمه “يمن مونيتور”، وفي الوقت نفسه، فإن تحالف الحكومات اليمنية والسعودية والإماراتية يتعرض أيضا لضغوط كبيرة، وفي أيار / مايو، شكلت لجنة ثلاثية في محاولة للحد من الفوضى وتنسيق عملية صنع القرار. ويرأس نائب الرئيس اليمني علي محسن المجموعة التي تضم نائب رئيس المخابرات العامة السعودية احمد عسيري وعلي محمد حماد الشامسي نائب الأمين العام في المجلس الأعلى للأمن القومي الإماراتي.
وليس من المستغرب أن المسؤولين السعوديين واليمنيين ادعوا مرارا أن عدم رغبة المتمردين الحوثيين بالدخول في مفاوضات جدية هو العقبة الرئيسية أمام إنهاء الحرب في اليمن. واشتكى هؤلاء المسؤولون من أن الحماسة الدينية للحوثيين والعطاء- والولاء- لإيران تجعل التسوية السياسية كلها مستحيلة. وسواء كانت هذه التقييمات عادلة أم لا، فإن الحوثيين لم يحددوا مطالبهم السياسية بشكل واضح، ولم يحترموا أي من التزاماتهم السياسية الرئيسية – بما في ذلك ترتيبات تقاسم السلطة مع صالح.
توصيات ثلاث لـ”ترامب”
قبل بدء الحرب، سعى الحوثيون إلى تمثيل أكبر في الحكومة اليمنية والوصول إلى البحر الأحمر. ومع ذلك، خلال المفاوضات، رفض الحوثيون إلى حد كبير اختبار ادعاءات الحكومة اليمنية والسعودية بإمكانيتهم أن يلعبوا دورا هاما في حكومة وطنية جديدة. وكان عمل الحوثيين المهم الوحيد هو تأييد خارطة طريق الأمم المتحدة لليمن كأساس للتفاوض. ومع ذلك، رفض الرئيس هادي خارطة الطريق للأمم المتحدة، وبالتالي تعثر هذا الجهد.
وكنتائج لمحادثتهم في الرياض قدم سيش وبيلوفسكي ثلاث توصيات للإدارة الأمريكيَّة لاستئناف عملية السلام:
إعادة تفعيل عملية الوساطة في الأمم المتحدة. بحيث تركز الأمم المتحدة على خطة يقوم من خلالها طرف ثالث محايد بتشغيل ميناء الحديدة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى عملية سلام أوسع وأكثر حيوية من قبل الأمم المتحدة، وهي عملية تستفيد من المشاركة النشطة لأكبر عدد ممكن من الدول التي لها قدرة التأثير على أطراف الصراع.
وفي هذا الصدد، تحتاج الولايات المتحدة التي تنظر إلى اليمن على أنها مجرد مسرح يمكن فيه شن حملاتها ضد إيران ومكافحة الإرهاب، يجب أن تجلب إدارة ترامب شعورا بالحاجة الملحة إلى الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع. الخطوات الأخيرة لمجلس النواب الأمريكي للحد من الدعم العسكري الأمريكي للحرب تشير إلى قلق متزايد حول أثرها الإنساني، وتدعيم الحاجة إلى دبلوماسية أمريكية فعالة. وهذا يمكن أن يشمل المزيد من الجهود لاستكشاف صفقة تسرع في تفكك التحالف الحوثي/ صالح من خلال الحكمة الدبلوماسية.
زيادة الضغط على الحوثيين. هناك ضغوط سياسية وعسكرية إضافية على الحوثيين والقوات الموالية صالح. ومع ذلك، يجب توجيه الجهود العسكرية ضد أهداف تقلل إلى أدنى حد من المخاطر الإنسانية التي يتعرض لها السكان المدنيون (أي لا الحديدة أو صنعاء). وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي بذل جهود أكثر تواترا، ولكن أكثر استهدافا لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين بحيث لا تعوق العمليات البحرية للتحالف بقيادة السعودية تدفق المساعدات الإنسانية.
توضيح علامات صفقة السلام. یبني الإجماع على استمرار الاحتراب في اليمن إلى كونفدرالية فضفاضة، والتطورات الجاریة في الجنوب تعزز فقط ھذا الاحتمال. وقد يوفر هذا فرصة لتقديم الحوثيين اشتراطات أكثر إلحاحا في اتفاق سلام، بما في ذلك قدر أكبر من الحكم الذاتي في شمال اليمن، وحصول الحوثيين على ميناء ميدي في البحر الأحمر.
واختتم المقال بالقول: “وفي الوقت الحاضر، يُحتجز اليمنيون كرهائن من قبل القادة الذين تخلوا عن مسؤولياتهم. وهم مهددون بالعنف والمجاعة والكوليرا. إن عدم الاستقرار يهدد جيران اليمن، وفي عدة نواحي يهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي أيضا. لقد آن الأوان أن تضغط جميع الأطراف من أجل السلام بنفس التصميم الذي جلبته لشن الحرب”.
الصورة: عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية ومدير مكتبه عبد الله العليمي يجتمع مع السفير السابق ستيفن سيش وإريك بيلوفسكي في 14 يوليو 2017 في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
المصدر الرئيس
Yemen: The View from Riyadh