فوضى مسلحة تضرب الموالين للحكومة بتعز اليمنية واشتباكات بأكثر من منطقة
تجددت الاشتباكات بين فصيلين يتبعان للمقاومة الشعبية، وسط المدينة الخاضعة لحصار المسلحين الحوثيين، فيما قُتل قادة أمنيين في منطقة “نجد قسيم” جنوبي المحافظة، حسب ما أفادت مصادر محلية وعسكرية لـ”يمن مونيتور”. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
ظهرت محافظة تعز، وسط البلاد، اليوم الجمعة، في فوضى تجمعها اشتباكات مسلحة بين فصائل موالية للحكومة اليمنية أدت إلى مقتل 10 أشخاص بينهم مدنيين اثنين وجرح آخرين.
وتجددت الاشتباكات بين فصيلين يتبعان للمقاومة الشعبية، وسط المدينة الخاضعة لحصار المسلحين الحوثيين، فيما قُتل قادة أمنيين في منطقة “نجد قسيم” جنوبي المحافظة، حسب ما أفادت مصادر محلية وعسكرية لـ”يمن مونيتور”.
ففي وسط المدينة اندلعت اشتباكات بين فصيل غزوان المخلافي، وفصيل عادل فارع “أبو العباس”، بعد يوم من اندلاع اشتباكات مماثلة بين مجاميعهم المسلحة قرب سوق “ديلوكس” الحيوي وسط المدينة وتحدثت المصادر عن سقوط قتيلين من المدنيين وثلاثة جرحى- حسب ما أشار مصدر طبي لـ”يمن مونيتور”.
وحسب مصادر محلية فقد توسعت الاشتباكات لتشمل شارعي “التحرير” و “جمال”، وانتشر مسلحون بثياب مدنية في اسطح المنازل وفي مداخل الأحياء السكنية، وسط توتر كبير للوضع.
وعلى إثر ذلك تحركت قوة تابعة للشرطة العسكرية، وانتشرت في المدينة عربات ودوريات عسكرية وعشرات الجنود، ونقل مركز الإعلام الأمني في تعز أن هذه الحملة جاءت عقب الاشتباكات بعد اجتماع للجنة الأمنية برئاسة قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل وحضور وكيل المحافظة الشيخ عارف جامل ورئيس عمليات المحور العميد عدنان رزيق.
وسبق أن ضمت الحكومة اليمنية قوات المقاومة الشعبية في الألوية العسكرية فمجاميع غزوان المخلافي تتبع اللواء 22 ميكا، ومجاميع “أبو العباس” تتبع اللواء 35 مدرع.
ونقل مركز الإعلام الأمني لمحافظة تعز عن قائد الحملة الأمنية المشتركة العقيد محمد المحمودى القائم بأعمال مدير عام الشرطة، قوله: “بإن قيادة اللواء 22 ميكا سلمت غزوان المخلافي وسيتم تسليمه للشرطة العسكرية، فيما التحركات والاتصالات مكثفة ومستمرة لتسليم بقية الأطراف من قبل الشيخ ابو العباس”.
ولا يعرف بَعد موقف “أبو العباس” الذي كان قد رفض في مواجهات سابقة تسليم نفسه للشرطة العسكرية أو أياً من قيادات مجاميعه الضالعة في اشتباكات حدثت خلال شهري يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضيين.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها تعز مواجهات بين فصائل داخل المقاومة، إذ سبق وشهدت المدينة اشتباكات محدودة في أشهر سابقة، لكن وساطات محلية نجحت بتهدئتها.
وفي بلدة المسراخ اغتال مسلحون مدير قسم شرطة وثلاثة من مرافقيه ظهر اليوم الجمعة، وفي وقت لاحق قام تابعة لمدير قسم الشرطة (القَتيل) بمهاجمة منزل مدير أمن بلدة المسراخ وقتله ونجله لاتهامه بالضلوع وراء عملية الاغتيال.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين نصبوا كميناً لمدير قسم شرطة نجد قُسيم أحمد عبدالله السبئي وأدى إلى مقتله وثلاثة من مرافقيه.
وقام مسلحون تابعون لـ”السبئي” بمحاصرة مدير أمن المسراخ عبدالباسط الهمداني بتهمة وقوفه وراء الجريمة على خلفية نزاع على ضريبة القات في سوق نجد قسيم، وتدخلت قوات للواء 35 مدرع لحمايته لكن -حسب مصادر محلية- رفض تسليم نفسه لقوات اللواء بتهمة مقتل السبئي.
وهاجم تابعون لـ”السبئي” وعناصر من أفراد قسم شرطة “نجد قُسيم” منزل “الهمداني” وقتلوه ونجله.
وحول أسباب ذلك أشاروا إلى أن خلافات سابقة اندلعت بين مدير أمن المسراخ ومدير قسم شرطة نجد قسيم في شهر رمضان الماضي على خلفية الضرائب.
ولم يصدر تعليق من إدارة أمن المحافظة المشغولة بشكل تام بالاشتباكات وسط المدينة.
وفي السياق قالت مصادر إن عشرات المسافرين علقوا في “نقطة الهنجر” المدخل الجنوبي لمدينة تعز إثر إغلاقه من قبل المسلحين التابعين لأبو العباس فيما قالوا إنه لمنع “تحركات المطلوبين” بين المدينة وريف المحافظة.
إلى ذلك قصف المسلحون الحوثيون قرى بلدة “صبر” جنوبي المحافظة، مستهدفةً قرية دار مزعل وقرية الشقب، دون الإشارة إلى وجود ضحايا، مع استمرار عملية القصف.
وتأتي هذه الاشتباكات فيما تشهد أطراف مدينة تعز ومناطق ريفية عدة استمرار المواجهات بين القوات الحكومية من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهةٍ أخرى.