أمنستي تدعو لتحقيق فوري في جرائم الموصل العراقية
دعت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر اليوم إلى تحقيق فوري في الجرائم وجرائم الحرب التي اقترفتها جميع الأطراف، ومنها الحكومة العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية، بحق المدنيين في الموصل.
يمن مونيتور/لندن/وكالات
دعت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر اليوم إلى تحقيق فوري في الجرائم وجرائم الحرب التي اقترفتها جميع الأطراف، ومنها الحكومة العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية، بحق المدنيين في الموصل.
وقالت المسؤولة الكبيرة في المنظمة لين معلوف إن “الفظائع التي شهدها الناس في الموصل واحتقار الحياة الإنسانية من جانب كل أطراف النزاع يجب ألا تبقى من دون عقاب”.
وأضافت أنه “لا بد من إنشاء لجنة مستقلة على الفور، تُكَّلف بإجراء تحقيقات فعالة في أي حالات تتوفر فيها معلومات جديرة بالتصديق حول وقوع انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، ونشر نتائج تحقيقاتها علنا”.
ولفتت المنظمة إلى أن القوات العراقية وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استخدمت أسلحة متفجرة غير دقيقة، مما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين، وبعض الانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات قد تُعدّ بمثابة جرائم الحرب.
ووفق البيان، تقاعست القوات العراقية وقوات التحالف عن اتخاذ تدابير كافية لحماية المدنيين، “بل أخضعتهم بدلا من ذلك لوابل رهيب من النيران باستخدام أسلحة ما كان ينبغي استخدامها في مناطق كثيفة السكان”.
وتناول تقرير المنظمة الأعمال العدائية التي شهدتها منطقة غرب الموصل في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومنتصف مايو/أيار 2017، حيث أجرى باحثو المنظمة مقابلات مع 151 فردا من أهالي غرب الموصل والخبراء والمحللين.
ووثقت المنظمة في إطار تحقيقاتها 45 هجوما أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 426 مدنيا، وإصابة أكثر من 100 آخرين. وحللت في تقريرها تسع هجمات محددة شنتها القوات العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أبيدت فيها عائلات بأكملها، ولا تزال جثث الكثيرين منهم مدفونة تحت الأنقاض حتى اليوم.
وأكدت أمنستي استنادا إلى تحقيقاتها أن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، من بينها خصوصا استخدام مدنيين دروعا بشرية وارتكاب جرائم قتل بدون محاكمات طالت مئات إن لم يكن آلاف الرجال والنساء والأطفال ممن حاولوا الفرار من المعارك.
ويوثق التقرير كيف عمد التنظيم إلى ترحيل المدنيين من القرى المجاورة إلى مناطق القتال في غرب الموصل، حيث احتجزتهم في منازلهم ومنعتهم من الفرار، لاستخدامهم دروعا بشرية.
ويأتي الإعلان عن تقرير المنظمة بعيد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الانتصار على “الوحشية والإرهاب”، بعدما أنهت قواته ثلاث سنوات من حكم تنظيم الدولة لثانية كبرى مدن العراق.