أحمد بن حلي.. رحيل دبلوماسي إزالة الألغام العربية
بعد قرابة 46 عاما في رحاب الدبلوماسية العربية غيّب الموت اليوم السفير أحمد بن حلي نائب أمين جامعة الدول العربية عن عمر يناهز 77 عاما، في كندا بعد تعرضه لأزمة صحية.
يمن مونيتور/ صنعاء/ مصر عربية:
بعد قرابة 46 عاما في رحاب الدبلوماسية العربية غيّب الموت اليوم السفير أحمد بن حلي نائب أمين جامعة الدول العربية عن عمر يناهز 77 عاما، في كندا بعد تعرضه لأزمة صحية.
اكتسب بن حلي وضعا مميزا داخل الجامعة العربية حيث يعد الوحيد في هذا المنصب الذي يتم التجديد له ، حيث كان رئيسا للقطاع السياسي في الأمانة العامة للجامعة، كما أشرف على الأمانة الفنية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وتدرج بن حلي في عمله كمستشار للأمين العام للجامعة العربية، ثم كأمين عام مساعد أثناء فترة الأمين العام الأسبق عصمت عبد المجيد، ثم كنائب للأمين العام في عهد عمرو موسى، كما عمل قبل ذلك سفيرًا لبلاده في السودان.
أحمد بن حلي المولود في بلدية الخميس بولاية تلمسان الجزائرية في 26 أغسطس 1940، حصل على دراسته الإبتدائية والإعدادية في قريته لينتقل في تعليمه الثانوي لمدينة وجدة بالمملكة المغربية.
بعدها التحق بن حلي بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1960 حيث تدرب على فنون حرب العصابات وإزالة الألغام بمركز التدريب العسكري بمدينة كبدانة المغربية، ثم انتقل إلى عمليات الحدود المغربية الجزائرية بالفيلق الرابع التابع لجيش التحرير الوطني الجزائري في احفير ثم في سبدو بجبل عصفور، وترقى لدرجة مساعد أول.
وفي عام 1964بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا دخل إلى الجزائر مع ما سمي بمجموعة وجدة عبر تلمسان واستقر في وهران، لينتقل للقاهرة لستكمل دراسته الثانوية والجامعية، ويتخرج من قسم الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة.
وكان العام 1992 شاهدا على تحول في حياة بن حلي فبعد قرابة 20سنة من العمل في السلك الدبلوماسي ، حصل على درجة سفير وعين سفيراً للجزائر في السودان حيث لعب دوراً هاماً في تنقية أجواء العلاقات الجزائرية السودانية التي كان يشوبها التوتر.
وفي سنة 1994 عين في جامعة الدول العربية بدرجة مستشار للأمين العام للجامعة حيث عمل مع الدكتور عصمت عبد المجيد وفي سنة 1997 ترقي إلى منصب أمين عام مساعد، السفير بن حلى مع الدكتور عصمت عبد المجيد والسفير أحمد عادل.
بن حلى الذي يحمل وسام جيش التحرير الوطني الجزائري، والعديد من الدروع، والأوسمة تقديراً لنشاطه في مجال العمل العربي أهمها درع الدبلوماسي المثالي من منظمة الأفروأسيوي، عين في سنة 2009 نائباً لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الوقت.
وعندما تولى الدكتور نبيل العربي منصب أمين عام الجامعة في سنة 2011 جدد تعينه كنائب للأمين العام، ليحتل السفير بن حلي موقع الرجل الثاني في جامعة الدول العربية، ويكون الأكثر اشتباكا مع القضايا العربية الساخنة، والتي كان أبرزها تنظيم مؤتمر المصالحة للعراقيين بمقر الجامعة في نوفمبر 2005 ، والذي جمع مختلف التيارات العراقية بما فيها ممثلو المقاومة العراقية.
كما لعب السفير بن حلي دوراً هاماً في معالجة الأزمة الموريتانية التي اندلعت في سنة 2008 عقب الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ.