(حصري) “الكوليرا” يتسبب بانهيار أسواق الخضروات في اليمن
تكبد عدد كبير من الفلاحين والمزارعين خسائر فادحة بسبب اتهام الخضروات والمنتجات الزراعية وتلوثها بوباء الكوليرا ما تسبب بعزوف اليمنيين عن تناولها، خشية الإصابة بالمرض الذي قتل أكثر من 1700 منذ 28ابريل/نيسان الماضي.
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تكبد عدد كبير من الفلاحين والمزارعين خسائر فادحة بسبب اتهام الخضروات والمنتجات الزراعية وتلوثها بوباء الكوليرا ما تسبب بعزوف اليمنيين عن تناولها، خشية الإصابة بالمرض الذي قتل أكثر من 1700 منذ 28ابريل/نيسان الماضي.
وكانت منظمات وأطباء أشاروا إلى انتقال الوباء عبر الخضروات، ما أدى إلى انهيار أكبر سوق مركزي للخضروات في العاصمة اليمنية صنعاء، حسب ما قال مراسل “يمن مونيتور.
وأوضح مختار الريمي، أحد التجار في سوق “الستين” أكبر الأسواق استقبالاً للمنتجات الزراعية في صنعاء لـ”يمن مونيتور”: “تعرضنا في الفترة الأخيرة إلى نكسة حقيقية وخسائر متلاحقة في عملية البيع والشراء بسبب انتشار الكوليرا”.
65% انخفاض أسعار الخضروات
مضيفاً: انخفضت خلال الفترة الأخيرة أسعار الخضروات بما يقدر 65% بسبب تراجع نسبة الطلب ولا ندري ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التراجع الكبير هل هي انقطاع المرتبات أم أنه الخوف من انتشار وباء الكوليرا التي حذرت منه المنظمات الدولية.
وتابع قائلاً: اليوم يتم بيع السلة البطاط (تحتوي على 22 كيلو) بـ2300 ريال (الدولار=360 ريالاً) فيما كانت تباع بسبعة آلاف ريال في نفس هذا الموسم والسلعة البصل التي تباع اليوم بـ1500 ريال كانت تباع بـ4500 ريال هناك انهيار كبير في أسعار الخضروات، منوهاً إلى أن الخضروات فقدت أسواقها الخارجية بسبب الحرب وباتت مهددة أن تفقد أسواقها المحلية بسبب وباء الكوليرا وانقطاع المرتبات.
وقال مختتماً حديثه: أخشى أن يتسبب هذا الانهيار في انهيار المزارعين وفقدان مئات الآلف من اليمنيين مصدر رزقهم الوحيد الذي تبقى في ظل الأزمات والحروب المتلاحقة.
وأدى وباء الكوليرا إلى وفاة 1706 يمنيين، حسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت. وقالت المنظمة في صفحتها الرسمية على مواقع التدوين المصغر “تويتر”، حتى اليوم سُجلت 297,438 حالة مشتبه في إصابتها بـ الكوليرا، منها 1,706حالة وفاة في 288 مديرية و22 محافظة في اليمن.
مولدات كهربائية تسحب مياه الصرف الصحي إلى مزارع الخضروات شمال صنعاء “يمن مونيتور”
الري بالمجاري
وتجدر الإشارة إلى أن الخضروات القادمة إلى أسواق العاصمة من مزارع في محيطها الريفي، وتوجد أكبر المزارع في منطقة الرحبة” التابعة لمديرية “بني الحارث” بجوار أحواض مياه الصرف الصحي، وتسقى بعض مزارع الخضروات بمياه الصرف الصحي، وفق تأكيدات من مزارعين وتجار ومنظمات دولية.
ولجأ المزارعون إلى ري مزارع الخضروات بمياه الصرف الصحي، بسبب شح المياه الجوفية الصالحة في اليمن الذي يصنف مناخه ضمن المناخ الجاف وشبه الجاف وتتساقط عليه الأمطار لفترتين فقط ولا تلبي احتياجات السكان.
ويعمل المزارعين في الجربة “الأرض الخصبة” التي يلجؤون إلى مولدات كهربائية وأنابيب غاز حيث يقومون بسحب مياه الصرف الصحي إلى الأراضي المزروعة بمحاصيل الخضروات وهذا مصدر رزقنا صحيح ان الأرض تتعرض للتلف لكن ما عسانا ان نعمل، على حد قول مزارع لـ”يمن مونيتور”.
وكشفت حنان القباطي، في رسالة ماجستير في جامعة صنعاء اطلع عليها “يمن مونيتور” عن إصابة المواطنين بمحاصيل الخضار الملوثة بمياه الصرف الصحي بأكثر من 25 نوع من الأمراض والالتهابات التي تنشأ بسبب التلوث بمياه الصرف الصحي.
وأكدت الدراسة أن أمراض النزلات المعوية والإسهال والإسكارس والزحار والبلهارسيا وبعض من انواع فيروسات الكبد، هي أمراض ناتجه عن زيادة مادة الرصاص والكادميموم في الخضروات الناتجة عن مياه الصرف الصحي.