إحراج كبير، حين تلقى أنصار خصمك يتشفون بك ويشمتون وأنت تلوي لسانك كما لو أن عليها لقمة فتوت نزلت لتوها من الطباخة، تفعل ذلك لأن لهم الحجة بالشماتة.
إحراج كبير، حين تلقى أنصار خصمك يتشفون بك ويشمتون وأنت تلوي لسانك كما لو أن عليها لقمة فتوت نزلت لتوها من الطباخة، تفعل ذلك لأن لهم الحجة بالشماتة.
لنستشعر تعاسة الحظ، ونراجع ما اقترفناه حتي يرمينا القدر بعيدروس ويجعله مصدرًا لشماتة الآخرين بنا.
عيدروس لا يحرج الرئيس هادي فحسب، ولا الشرعية وحدها، وهو الذي عمل تحت يافطتها حتى حانت لحظة الإقالة فزأر حانقًا ببيان المجلس الانتقالي.
يستشعر اليمني تفاهة اللحظة، وهو يرى الشرعية المرتعشة تحذر عيدروس من مغبة ما يقدم عليه من انقلاب ناعم، إذا كان رئيس الحكومة ذاته من فعل ذلك وهو المحاط بالدعم فما حيلة المواطن لحماية الشرعية من انقلاب عيدروس.
تتجلى تفاهة اللحظة، باستشعار الرجل بأنه سلطان الزمان وقد حملقت عليه الأعين وَجِلة بانتظار الخطوات التي أوكلت إليه لتنفيذها، الخطوة الأبرز التي يبتزنا بها: الاستغلال. كما ينطقها، وهي من سوء حظه تتطابق بهذا المعنى مع تصرفاته، ولا يمكن مثلًا لفرويد إذا ما تعلم العربية ودرس نفسية الزبيدي أن يفهم بأن الرجل يقصد “الاستقلال”.
كان من أبطال المقاومة
ولاستلقاف الدعم من السعودية أعلن بأنه سيحارب من يسب أمهات المؤمنين، كما أنه، هو السلطة المخولة التي ستحارب من يسيء إلى الدين، في إشارة مبطنة للعلمانيين إن كان هناك علمانيون في البلاد.
كان محافظًا لعدن بقرار من الرئيس الشرعي،
ثم فجأة يكتب رئيس الحكومة مقالًا لا يمكن إلا أن يكون رسائل تحذير من عيدروس.
ولتبدأ زفة المتحوثين وأنصار علي عبدالله صالح بالتشفي بنا بهسترة البطل الذي كان..
وللإمعان في الشماتة، يضحك أنصار المؤتمر حتى تبدو نواجذهم وهم يشيرون بأصابعهم تجاه الإمارات، الدولة الكبرى في التحالف الذي يحارب الحوثيين.
قبل الحرب، كان الشارع اليمني قد تأكد بأن إيران تدعم فصيلًا من الحراك الجنوبي، الفصيل المتطرف الذي ينادي للتمزق بقوة السلاح، وكانت صالة صغيرة تفصل بين بابي قناتي الساحات التابعة للحوثي، والجنوبية التابعة للفصيل الجنوبي، في ذات العمارة في بيروت.
أما وقد عاد عيدروس من أبو ظبي حاملًا ذات المشروع الذي كانت تموله طهران، فما الذي يمكن أن يقوله أنصار الحوثي وصالح تشفيًا بنا، وقد توافقت الرؤى.
أنام، وأنا أقرأ هذه الأخبار عن التمويل الخليجي لنثرة عيدروس وبن بريك، وأصحو وأنا أغسل وجهي مستعيذًا من الشيطان:
“اللهم اجعله رؤيان”.
هذه الرجاء ليس ذا مغرى وطني، أو خوفًا على الوحدة اليمنية، بل خشية تلقي سيلًا من الشماتة من المؤتمري الحاج أحمد، سيشمت بنا في العزاء، ولن يترك لنا فرصة للحديث وقد خرجنا من سياق الموت إلى الحرب والسياسية،
سيحملنا مسؤولية تمزق البلاد وجلب الكوليرا
وسيعلن انتصار صالح والحوثي
وينصب أحمد، نجل المخلوع زعيمًا. وقد يلمح بلؤم إلى الأرواح التي فقدناها في الحرب، والمدينة التي دمرها المخلوع.
شماتة الأعداء ليست سهلة، تعوذ منها حتى الرسول، ماهيش بسيط.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.