ليس خافيا أن أكثر ما يفرح به خصوم التوافق التطييفي -في أي زمان ومكان صراعي- هو تشظي الدولة وتكبيل المجتمع أيضا. ليس خافيا أن أكثر ما يفرح به خصوم التوافق التطييفي -في أي زمان ومكان صراعي- هو تشظي الدولة وتكبيل المجتمع أيضا.
ولكن ما العمل الآن؟
إن صالح هو أدهى من يدير الصراع، فيما يورط وينهك الجميع ليفرغ كل شيء لصالحه.
ويبدو من المؤسف أن هادي لم يستطع القيام بالنقلة النوعية المطلوبة منه وحكومته، إذ لم يستطيعا التفكير بلغة الواقع وأدواته الضرورية والفارقة، بقدر مايتلذذان بالتفكير المعول على الخارج فقط.
والشاهد أنه ينبغي على المقاومة أن تمتلك مشروعها الوطني الجامع لتمتلك مصيرها وتتعافى من الشلل والاستلاب الخارجي والداخلي معا، وذلك من خلال بعث المخزون النفسي والعقلي الوطني داخل الوعي السياسي والاجتماعي القائم وتعزيزه بأهمية وجوب الالتفاف وراء المتحد الوطني الأنضج والأكثر قدرة على تقوية فعل المقاومة وصيانتها وتحصينها من علل وآفات كل الاستغلالات والانحرافات المتغلغلة باسم المذهبية أو المناطقية.
ثم إن من أهم ثمار هذا المسعى الجليل، في إنفاذ المسؤولية المضاعفة للمقاومة من أجل تقويض فعل الإنقسام والتصدع الحاصل في البلد دولة ومجتمعا؛ هو عدم تمكن الإرهاب من استمراره المخربط للأوراق، من ناحية.. وكذلك وضع الصراع الناشب بفعل الإنقلاب في إطاره الحقيقي من ناحية ثانية، باعتباره المسعى الوحيد الضامن لتحقيق المصلحة الوطنية العامة، وإمكانية استعادة كيانية الدولة، كما ينبغي، تلك الدولة المحققة لكرامة المجتمع قولا وفعلا.
أما هذا الفراغ المستمر للأسف، فهو ليس في صالح اليمن واليمنيين شمالا وجنوبا على الإطلاق.
والخلاصة أن أسوأ الشهوات على مر التاريخ كانت وما زالت، هي شهوة الإنتقام والإستبداد التدميرية والعبثية.
فمتى نفهم، ونكون على قدر التطلعات الوطنية الكبرى، مدركين الأولويات الملحة غير القابلة للتأجيل أو المراوغات، بدلا من الايغال الشنيع في حالة التيه والمقامرة، التي سيظل مختلف الأوغاد والأغبياء في الداخل والخارج، يستفيدون منها ويوظفونها على نحو أناني ومرضي صريح ومعطل لأي بارقة نهضة يمنية ممكنة ولائقة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.