ازدحام شديد على صوالين الحلاقة بمناسبة العيد ، تدخل الصالون وتمسك طابور طويل . ازدحام شديد على صوالين الحلاقة بمناسبة العيد ، تدخل الصالون وتمسك طابور طويل .
بالنسبة لصوالين الحلاقة هذا يعتبر موسم جيد لكسب اكثر قدر من المال وهذا ايضا يعتمد على الحلاقة لأكثر عدد ممكن .
تدخل صالون لأول مرة تحلق فيه
تنتظر كثيرا من الوقت حتى يأتي دورك حتى اذا اتى يقف خلفك شخص منتظر دوره بعدك، والحلاق ينظر الى عدد الأشخاص المتبقين وكم ازدادوا فيسرع بحلاقة رأسك وهو يقول في نفسه اللهم زد وبارك ، يحلق لك على عجل ويتحدث مع الموجودين في السياسة والمقص يمر من جنب اذنك تماما وقد كاد يقص طرفها .
تنتبه لملامسة المقص لأذنك فتفزع وتنظر للمرآة فيطمئنك سلامات مافيش حاجة
كاد يجز اذني فيخبرني بإبتسامة عريضة .. ماتخاف انا حلاق ماهر ، فتتمعن في المرآة وتتحسس اذنك للتأكد ،فتهز رأسك موافقا له بانه حلاق ماهر ليس لأنه كذلك ولكن لسلامة اذنك
وبعد سلامة اذنك لم تعد تتنبه لجودة الحلاقة ،بقدر مايهمك سلامة اذنيك ، وتنتظر وصوله الجهه اليمنى من رأسك لكي تنبهه عن اذنك ، فهو يحلق ويتحدث في السياسة كثيرا ، السياسة التي تستوهيني انا لكن في ذلك الوقت لم يستدعيني الأمر للمشاركة فسلامة اذني هي كل مايهمني حينها، حتى انه لايهم نوعية الحلاقة وجودتها .
اول مرة احلق عند هذا الشخص ولم اعرف كيف هي حلاقته فقط لفت انتباهي الأسم “صالون النخب ”
اغراني الأسم وأخافني الحلاق .
اتخيلني واذني قد انقص جزء منها بالمقص …!
الحلاق كان سيعتذر وسيسامحني في الأجر ويأخذني الى اقرب عيادة ليعملوا عليها شاش ويحاسب صاحب العيادة ويكرر اعتذاره، وانا اعيد هكذا بإذن مربوطة بشاش ..
حلاق محتدم يحلق ويتحدث في السياسة ويجمع المال ، وهو يحلق لي كان يتوعد الخليج بالهلاك يقول ان مصير دول الخليج الهلاك والدمار فكانت ستوقع اذني بالهلاك.
بالكاد اكمل حلاقة رأسي وانا في قلق فناولته الألف دون انتظار الباقي ودون حتى انظر للمرآة ككل مرة بعد ان احلق احدق فيها لأتأمل وسامتي وأمسح وجهي بالفاين ، هكذا خرجت وانا اتحسس بأيدي اذاني الثنتين واقول لنفسي الحمد لله على السلامة .
لطالما كرهت النخب واليوم ازاداد كرهي للنخب اكثر ولصالون النخب
لاشيء يأتي من النخب سوى ان تفقد وطنا او ضميرا او اذنا.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.