الفقر يستوطن بيوت اليمنيين مع قدوم عيد الفطر
تنهش متطلبات عيد الفطر المبارك ما تبقى من منازل اليمنيين الفقيرة مع زيادة الفَاقة لدى معظم الطبقة الوسطى والأقل منها في البلاد، بعد عامين من الحرب و9 أشهر بلا مرتبات للموظفين الحكوميين، وزيادة البطالة في الشباب.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من جوهرة عبدالله:
تنهش متطلبات عيد الفطر المبارك ما تبقى من منازل اليمنيين الفقيرة مع زيادة الفَاقة لدى معظم الطبقة الوسطى والأقل منها في البلاد، بعد عامين من الحرب و9 أشهر بلا مرتبات للموظفين الحكوميين، وزيادة البطالة في الشباب.
بالمقابل وفي ظل تردي أحوال اليمن يزداد أمراء الحرب ثراءً، ومن بينهم قادة حوثيون يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال محمد سالم (جندي يمني) لـ”يمن مونيتور” إنه يعمل في الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء ولم يتمكن من استلام راتبه منذ عام، مشيراً إلى أن الحوثيين قاموا بتسليم نصف راتب 25 ألف ريال يمني (الدولار=352 ريال)، خلال شهر رمضان، تحاوز متطلبات شهر رمضان لمنزله والآن لديه 10 أفراد من عائلته لا يستطيع أن يوفر لهم الغذاء بدلاً من احتياجات العيد والملابس.
يشير سالم بألم إلى أوضاع أبناءه في المنزل وعن حالته وكيف يمكنه الحصول على مبلغ يستطيع من خلالها كسوتهم، ولا يبدو أن ذلك سيكون ممكناً فمن يعرفهم يمرون بنفس مشكلته.
قد يشعر الأهالي بالحنين ولّم شمل العائلة كتعويض عن الملابس بالرغم انه من الصعب أن تقنع طفلاً بحرمانه من هذه الفرحة السنوية، فكيف إذا اجتمع الأمران معاً، تقول زوجه معتقل رأت أن يكتب اسمها “هدى” لـ”يمن مونيتور” إن زوجها معتقل منذ 11 شهراً في سجون الحوثيين، وكان المُعيل الوحيد للأسرة، مشيرةً إلى أن أهالها تكفلوا بمصاريف المنزل لكن مع انقطاع مرتباتهم وزيادة مصاريفهم مع العيد يبدو أن أوضاع الأسرة ستتدهور أكثر ولن يجد أبنائها عيدية الفطر كما كانت تتوقع.
وعلى عكس “هدى” تقول زوجه قائد عسكري معتقل لدى الحوثيين إنها ستبذل كل جهدها للحصول على المال حتى لو باعت كل ما تملك ولا تمكن الحوثيين من الاحتفاء باعتقال زوجها وحرمان أبنائه من الاحتفال بالعيد.
ليس ككل عيد
منذ النصف الثاني لشهر رمضان يبدأ سكان صنعاء بالتعمق أكثر بأسواق العاصمة لشراء الملابس، فتمتلئ المحلات التجارية بزبائنها، لكن هذا العام ليس ككل عام.
يقول أحمد الوصابي وهو صاحب محل خياطة للأثواب الرجالية في سوق “هائل” لـ”يمن مونيتور” “هذا العام مختلف الناس لا يملكون المال لشراء الثياب”، مشيراً إلى أن عمله يعتمد على تفصيل الثياب اليمنية وأغلب زبائنه هم من الأباء والشباب ويبدو أن الأب والأخ الأكبر يتخلى على ملابس العيد من أجل الأطفال.
أوضح الوصابي أن محله بالكاد يستطيع دفع إيجاراته منذ بدء الحرب، وأن الأعياد بالنسبة إليه تقوم بتأمين موازنة العام ويبدو أنه سيخسر على هذا الحال.
غلاء الأسعار
بالرغم من ذلك تشهد السوق غلاءً فاحشاً في الأسعار كما يقول متسوقون وقالت سميرة نصير لـ”يمن مونيتور”: إنها حصلت على نصف راتبها وخرجت مع اثنين من أطفالها لشراء كسوة العيد، لكنها لاتعرف ماذا تشتري والأسعار “نار” والبضاعة رديئة.
ويوافق صالح العماد في حديثه لـ”يمن مونيتور” ما قالته سميرة ارتفاع الأسعار. قال إن ما كان يتم شرائه بـ2000 ريال أصبح اليوم ب4000 آلاف واصفاً ذلك بالجريمة الكارثية بحق السكان وبسطاء الناس.
حاول “يمن مونيتور” الوصول إلى أسباب ارتفاع الأسعار بالرغم من وجود البضاعة وقِلة الطلب، فقال صاحب متجر كبير للملابس، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الحوثيين فرضوا جمارك عِدة في الحديدة وصنعاء وحتى للبضاعة القادمة عبر محافظة ذمار، وجمارك البضاعة التي يفترض أن تدفع مرة واحدة تدفع ثلاث مرات إلى جانب الضرائب، وكل هذا يتم إضافته فوق القطعة الواحدة بقسمة التكاليف عليها.
شكا صاحب المتجر لـ”يمن مونيتور” من زيادة عدد القيادات الحوثية التي تطالب بمبالغ نقدية منذ بداية شهر رمضان، وقال: كل يوم يأتي حوثي مع ثلاثة مسلحين ويطلب ضرائب أو حتى لا يقوم بإغلاق المتجر في ظل الموسم الوحيد لنا، وهذه التهديدات تأكل من قيمة البضاعة التي تتضاعف وتقلل من أرباحنا إلى أقل من النصف.
وأشار إلى أن الحوثيين جاؤوا مؤخراً لطلب الزكاة مع إنهم يقومون بتوريدها إلى حسابات تتبع السلطة المحلية، ولجنة خاصة بها، وتساءل عن كل ذلك وهدفه!
وكان “يمن مونيتور” قد نشر تحقيقاً عن ثراء القادة الحوثيين في صنعاء من خلال ابتزاز المواطنين والتجار في صنعاء.