“بن سلمان” ولياً للعهد.. أولوية حماية اليمن من النفوذ الإيراني وسرعة الحسم العسكري
وصلّ وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان (31 عاماً) إلى منصب ولي العهد، الرجل الثاني بعد والده العاهل السعودي، في قرار جديد للمملكة التي تقود تحالفاً لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
يمن مونيتور/ تقدير موقف/ خاص:
وصلّ وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان (31 عاماً) إلى منصب ولي العهد، الرجل الثاني بعد والده العاهل السعودي، في قرار جديد للمملكة التي تقود تحالفاً لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
تظهر اليمن في أولى أولويات الأمير السعودي، ثمَّ الرؤية الاقتصادية، وأزمات وحروب وتفاعلات المنطقة، ودائماً حظي ملف اليمن باهتمام بن سلمان الذي ظهر في طائرة عسكرية مع بدء العمليات العسكرية للحوثيين في 26 مارس/أذار 2015م بعد توليه مسؤولية وزارة الدفاع، ما يعني أن “الملك القادم” للمملكة وقاد دولة تملك أكبر ميزانيات الدفاع في العالم في حرب مصيرية لأمنها القومي، ما يحتاج حسم هذا الملف ليتفرغ للرؤية الاقتصادية في بلاده.
قال ولي العهد السعودي في مقابلة تلفزيونية شهر مايو/أيار الفائت إن بلاده قادرة على القضاء على الحوثيين وحلفائهم من مناصري الرئيس السابق علي عبدالله صالح في غضون أيام، مقدماً مبررات أن المخاوف على المدنيين وتكلفة القتلى في صفوف القوات ستكون كبيرة، مضيفاً أن “الوقت لصالحنا”!
وهو ما يثير الكثير من المخاوف لدى الإيرانيين من فقدان حجم النفوذ الذي يملكونه في اليمن عبر الحوثيين، بوصول “بن سلمان” إلى هذا المنصب، كما أنها تخشى من تنفيذ وعوده باستهداف الجمهورية التي يحكمها رجال دين “شيعه”، عبر الأقليات المضطهدة من النظام حسب ما أظهرت وسائل الإعلام الإيرانيَّة، التي تابعها “يمن مونيتور” بعد ساعات من تعيينه ولياً للعهد.
منذ مُدة تعوّل دول التحالف، والولايات المتحدة الأمريكيَّة، على تخلي الحوثيين عن ميناء ومحافظة الحديدة الاستراتيجيين إلى إدارة تكنوقراط بإشراف الأمم المتحدة، ومع رفض الحوثيين لهذا الخيار رسمياً بعد طرحه من قبل مجلس الأمن الدولي فلا يبدو أن هناك خياراً غير شن هجوم لاستعادة الميناء والمدينة بشكل سريع ليُثَبِت ولي العهد أقدامه لمرحلة أكثر صخباً في اليمن بانتظار إذعان الحوثيين للمشاورات اليمنية ووقف التهديدات الإيرانيَّة وتهريب السلاح إلى الجماعة المسلحة وحليفها.
محمد بن سلمان أثناء زيارة المناطق الحدودية-ارشيف
تحرير الحديدة كاختبار
واشنطن باتت أكثر اقتناعاً بالرؤية السعودية لولي العهد بشأن السيطرة على ميناء الحديدة، وستبدأ قريبا إعادة تزويد سلاح الجو الملكي السعودي ما قيمته 500 مليون دولار من القنابل الذكية وغيرها من الذخائر، بعد موافقة الكونجرس على الصفقة منتصف يونيو/حزيران الجاري.
ويقول ديفيد أوتاواي (David Ottaway) الباحث المرموق المتخصص في الشرق الأوسط من معهد ويلسون الأمريكي إن هذه الصفقة تأتي من أجل معركة قد تكسر جمود الحرب الأهلية في اليمن. مضيفاً إن ذلك يعني أن الولايات المتحدة حسمت قرارها في موضوع هزيمة المشروع الإيراني في اليمن، انطلاقًا من معركة ميناء الحديدة.
وكما يعتقد الباحث الأمريكي الذي عمل مراسلاً حربياً للصحف الأمريكيَّة في ستينات القرن الماضي إن معركة الحديدة تعتبر أول اختبار لترامب في مواجهة إيران فإن المعركة ذاتها تعتبر اختباراً لولي العهد الجديد، بشأن تقويض فرص الحوثيين في الحصول على منفذ بحري يعطيهم المزيد من المناورة. حيث يعتقد أواتاواي، في مقاله المنشور في موقع المعهد، وتابعه “يمن مونيتور”، فإن السعوديين عازمين على استعادة الحديدة، لاعتقادهم أن ذلك سيعطيهم في نهاية المطاف النفوذ العسكري اللازم لإجبار زعماء الحوثيين على قبول مطالب قرار الأمم المتحدة رقم 2216 الذي اعتمد في نيسان / أبريل 2015. الذي يشمل انسحاب الحوثيين/صالح من العاصمة صنعاء وتسليمهم للأسلحة الثقيلة (التي يفترض أن تكون للحكومة المعترف بها دولياً)، والقبول بتسوية سياسية تعيد الحوثيين كحزب سياسي بعد أن استولوا على صنعاء بقوة السلاح في سبتمبر/أيلول2014م.
الحاجة إلى التفرغ للخطة الاقتصادية
تلقي حرب اليمن -مثل الحروب المشابهة لها- بتبعات اقتصادية على المملكة العربية السعودية، التي أعلن الأمير محمد تغييرات جذرية في اقتصادها بالاعتماد على الرّيع النفطي تحت مسمى “رؤية 2030” والذي هدف إلى إنهاء اعتماد المملكة على النفط. وإلى جانب تنويع الاقتصاد تتضمن الخطط دفع النساء لتقلد دور اقتصادي أكبر بالإضافة إلى خصخصة جزء من مؤسسة أرامكو النفطية المملوكة للدولة وهي إصلاحات لم تكن لتخطر على بال قبل بضعة أعوام.
ولاقت رؤية 2030 إعجابا بين الكثير من الشبان السعوديين الذي يعتبرون صعوده دليلا على أن جيلهم يحتل الصدارة في إدارة البلاد للمرة الأولى، في دولة اكثر من نصف سكانها دون سن الـ25.
وقال كريستيان أولريخسن وهو خبير في شؤون الخليج بمعهد بيكر الأمريكي لوكالة رويترز إن “محمد بن سلمان يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب السعودي ولديه فرصة لمحاولة إعادة تشكيل المملكة من خلال رؤية 2030… إذا نجح فقد يجلس على العرش لعقود”.
ولأجل تنفيذ هذه الرؤية الاقتصادية وكسب الجيل الجديد يحتاج “ولي العهد” إلى تفرغ المملكة لقيادتها، إلى جانب مواجهة إيران في مناطق أخرى عدا جوارها الجغرافي والذي يمثل تهديداً لأمنها القومي.