(حصري) توفير أدوية الأمراض المزمنة مجاناً بعد تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن
في ظل انقطاع الرواتب والظروف المعيشية الصعبة أصبح الهم الأكبر للمواطن اليمني توفير المواد الغذائية الأساسية، لكن هناك أولويات أخرى لها نفس الأهمية تجعل الذين يعانون من أمراض مزمنة غير قادرين على ترتيب أولوياتهم هل الصحة أم الغذاء.
يمن مونيتور/ صنعاء/ من خديجة إبراهيم:
في ظل انقطاع الرواتب والظروف المعيشية الصعبة أصبح الهم الأكبر للمواطن اليمني توفير المواد الغذائية الأساسية، لكن هناك أولويات أخرى لها نفس الأهمية تجعل الذين يعانون من أمراض مزمنة غير قادرين على ترتيب أولوياتهم هل الصحة أم الغذاء.
ولأنه من الصعب على بعض الأسر توفير ثمن دواء بعض الأمراض المزمنة، بادر تجار وفاعلي خير لتوفير الأدوية مجاناً للمصابين بالأمراض المزمنة، ووضعوا آلية لاستقبال الحالات وتسليم الأدوية بحسب الاحتياجات.
تقول هبة محمد أن والدتها مصابة بمرض السكري، وهو أحد الأمراض المزمنة، وأنها لا تستطيع توفير ثمن الدواء لوالدتها شهرياً والذي يبلغ 30ألف ريال، ما دفعها للبحث عن فاعلي خير يتكفلون بتوفير الدواء لوالدتها.
وتضيف محمد في حديثها لـ”يمن مونيتور”، أن فاعلي الخير الذين كانت تذهب إليهم يتكفلون بتوفير الدواء لمدة شهر واحد فقط، وأحدهم تكفل بتوفير الدواء لأربعة أشهر وبقيت في تلك الفترة تبحث عن داعمين لتوفير الدواء بعد الأشهر الأربعة.
وتشير إلى أنها عندما سمعت بوجود جمعيات ومؤسسات تدعم توزيع الدواء لمرضى السكري مجاناً فرحت جداً وسألت عن الخطوات المطلوب اتباعها لاستلام الدواء شهرياً، مؤكدة أن تلك الإجراءات كانت روتينية مثل التقرير الطبي عن الحالة وإثبات أن الحالة مستحقة لاستلام الدواء.
ويستخدم مرضى السكري أدوية لا يمكن الاستغناء عنها أو تأخيرها لأن الانقطاع عن استخدام الدواء او حتى تأخيره يؤدي إلى تدهور في صحة المريض وغالبا يتسبب بغيبوبة سكر أو ارتفاع مستوى السكر الذي يؤدي إلى حدوث الجلطات أو انخفاض مستوى السكر الذي يسبب فتور في الجسم وعدم القدرة على الحركة.
ويستعين فاعلو الخير بأطباء متخصصين وصيادلة لتوزيع أدوية الأمراض المزمنة، كون الأطباء يستطيعون تحديد المريض الذي تستدعي حالته عدم التأخر في توفير الدواء، ويوجهون الصيادلة بصرف الأدوية للحالات المستحقة.
م.ع، تاجر رفض ذكر اسمه، لأن فعل الخير لا يتطلب كشفه للآخرين، حد وصفه، يقول أن دعمه لمرضى السكري تحديداً بسبب علمه بخطورة المرض ومضاعفاته إذا لم يتوفر الدواء في الوقت المناسب، وخاصة أن معظم الناس ليس لديهم دخل يكفي لتوفير احتياجات الأسرة وأدوية السكري بنفس الوقت، في ظل الوضع الاقتصادي المتدني الذي تمر به اليمن.
ويضيف التاجر في حديثه لـ”يمن مونيتور”، أن الاهتمام بالمصابين بالأمراض المزمنة لا يمثل حفاظاً على صحتهم وحسب وإنما إنقاذا لحياتهم أيضاً، لأن بعض الأمراض المزمنة قد تؤدي مضاعفاتها إلى تدهور صحة المريض أكثر والوفاة بعد ذلك في حال توقف المريض عن استخدام العلاج.
وغالباً، تطلب بعض الجهات الداعمة لتوفير أدوية الأمراض المزمنة، تقريراً طبياً من مستشفى النخبة في صنعاء عن الحالة والأدوية اللازمة، وإفادة من إمام جامع بأن هذه الحالة مستحقة لعدم قدرتها على توفير ثمن الدواء شهرياً.
وبادرت مؤخراً مؤسسات وجمعيات خيرية وشركات تجارية بتوفير أدوية للأمراض المزمنة، ومن هذه الجهات كما تقول الدكتورة هيفاء فاضل (صيدلانية)، مؤسسة يمن الإخاء ومؤسسة بازرعة وشركة فوكس.
وتضيف فاضل في حديثها لـ”يمن مونيتور”، أن الجهات الداعمة تدفع ثمن الأدوية وتسلم بطائق للحالات المستحقة بعد وضع نسخة من ملف الحالة في الصيدلية، وبإبراز البطاقة يستلم المريض الأدوية اللازمة، فيما تملك بعض المؤسسات مخازن لحفظ الأدوية ويأتي إليها المريض أو أحد أقاربه لاستلام الأدوية شهرياً.
وتؤكد أن أكثر الأدوية التي توزعها هي الأنسولين وعلاج أمراض الضغط كما تعمل بالتعاون مع المؤسسات على توفير الأدوية المهمة وإيجاد الأدوية البديلة في حال نقصها أو انعدامها بسبب توقف استيرادها.