ويكفيك من الحب أن ترقّ روحك وتشفّ وتسمو علواً فتميل لكل شيء جميل قريب من الكمال.
ويكفيك من الحب أن ترقّ روحك وتشفّ وتسمو علواً فتميل لكل شيء جميل قريب من الكمال.
يكفيك تلك الخفة حين تحملك أجنحة خفية وتتجاوز بك الهموم بابتسامة رضا، فقلبك عامر بالحب لمحبوب يختزل وجوده الكون.
يكفيك من الحب ذلك الأمل المرجو يضيء في حنايا روحك ويمدك بطاقة لا تنضب، مخزونها الدفّء في القرب والحلم بالوصل؛ والسعي للسعادة رغم الصعاب.
يكفيك من الحب نضارة الوجه، تلك المسحة السحرية التي تصنعها نظرات محب لك؛ حين يراك لا شيء يشبهك إلا نسختك في قلبه وروحه.
الحب.. سعادته هي الوحيدة التي تفصلك عن الأنانية وتدفعك للبذل والعطاء والتضحية؛ وألمه هو الوحيد الذي يدفعك للغفران والمسامحة والتجاوز عن الأخطاء..
هموم العيش وإحباطات الحياة وانكساراتها قد تحيط القلب بقشرة من القسوة تحجب أحيانا كثيرة تعاطف القلب بما حوله، فإذا عشق الفؤاد وأحب تهشمت وتصدعت قشرة القسوة وصار القلب ينبض تعاطفا وتفاعلاً بما يحيط به، فكل شيء يلامس شغاف القلب الذي رقّ.
الحب خلاف الكراهية التي تصمّت القلب عن نداء الجمال حولنا.. تحرمنا أن نجد السعادة في أشياء بسيطة متاحة لنا كسماع لحن عذب؛ أو مشاهدة لحظات غروب حالمة؛ أو متعة البذل لمن لا نعرف، ورفع الأذى عن الآخرين أو مدّ يد العون لمن يتعفف..
الحب: يرفعك مهما تنازلت لمن تحب؛ يرفعك في عينيه وتعلو مكانتك في قلبه.
ولا ضير أن يضع المحب كبريائه تحت قدمي محبوبه ويخفض له من جناح الحب بساطاً يطأه بقدميه؛ فالحب تفضيل للأخر حتى في قسوة الشعور؛ حين تأبى على من تحب حرج الاعتذار فتبادر أنت بالقبول.
وإنما الضير كل الضير أن يتطفل المرء بقلبه على من تخلى عنه وتجنبه والأولى أن يحفظ كرامة هذا القلب من الابتذال؛ وليدعو بالخير لمن أحب في ظهر الغيب ودون سؤال.
المرء بلا حب ميت بلا قبر؛ أحبوا ما حولكم إن الحب طعم الحياة..
والقلوب زرع وسقيها الحب؛ فاحبوا بعضكم كي لا تموت قلوبكم عطشاً.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.