بعد النجاة من كارثة.. علامات استفهام واتهامات الفساد تلاحق الخطوط الجوية اليمنية
بشكل مذهل عادت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية بينما كانت تحلق في مياه البحر الأحمر إلى مطار عدن الدولي (جنوب) المكان الذي أقلعت منه بعد إصابتها بعطل أحد محركاتها، لتنجو البلاد الغارقة في الحرب من مأساة إنسانية كانت ستؤدي إلى هلاك 188 راكب.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
بشكل مذهل عادت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية بينما كانت تحلق في مياه البحر الأحمر إلى مطار عدن الدولي (جنوب) المكان الذي أقلعت منه بعد إصابتها بعطل أحد محركاتها، لتنجو البلاد الغارقة في الحرب من مأساة إنسانية كانت ستؤدي إلى هلاك 188 راكب.
الحادثة كانت يوم أمس الأول، الخميس، وهو ما أثار سخطاً شعبياً وحكومياً ليدق ناقوس الخطر لما تعانيه الخطوط الجوية العاملة الوحيدة في اليمن بعد رفض شركات الطيران العمل في اليمن خشية الحرب.
وقالت مصادر ملاحية لـ”يمن مونيتور” إن الطائرة ( A310) كانت في طريقها إلى الصيانة ولم يكن ليُسمح بحملها ركاب لكن المسؤولين عن الرحلة قرروا عملها مع زيادة ضغط الحجوزات من كل محافظات البلاد.
في اليوم التالي (الجمعة) أعلنت الحكومة اليمنية تشكيل لجنة تحقيق من وزير العدل القاضي جمال محمد عمر رئيسا للجنة وعضوية وزير الاشغال العامة المهندس معين عبدالملك ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني صالح بن نهيد.
والتي عقدت اجتماعها فور صدور القرار وخلال الاجتماع أقرت اللجنة تشكيل لجنة فنية مساعدة من الكفاءات المشهود لها في هندسة وصيانة الطيران المدني. كما أقرت جدول عملها المتضمن النزول إلى حظيرة الطائرة للقاء الفريق الهندسي الذي قام بفحص الطائرة قبل إقلاعها. وكذا الجلوس مع المختصين في الخطوط الجوية اليمنية والاستماع إلى رؤية عدد من الركاب الذين كانوا على متن الطائرة ومراجعة إجراءات السلامة والأمن التي تخضع لها طائرات الخطوط الجوية اليمنية قبل كل رحلة.
قد تأخذ إجراءات التحقيق وقتاً طويلاً فيما 188 راكب في عدن تم إيداعهم في أحد الفنادق -بينهم مرضى- بمحافظة عدن دون أن تتابع الحكومة أو مسؤولي الخطوط حالتهم وأحوالهم أو حتى تأمين رحلة أخرى لمغادرتهم نحو القاهرة.
وقال مسافرون على متن تلك الرحلة مساء الجمعة: “حتى الآن لاشيء لم يزرنا أحد ولم نتلقى بلاغاً بموعد مغادرتنا ولم تتحمل الخطوط أو الحكومة تكاليف بقائنا في عدن، لم نحصل حتى على وجبه إفطار واحدة”.
تعاني الخطوط اليمنية من تدهور في اسطوالها بشكل مفزع فالطائرات لا تعمل إلا في الرمق الأخير منها، ويقول مسؤولون في الخطوط إنها لم تعد صالحة للطيران.
بالرغم من أن الشركة قامت برفع أسعار التذاكر- نتيجة احتكارها على سوق الطيران- بأن اليمنية رفعت أسعار التذاكر بنسب مضاعفة حيث أصبح سعر تذكرة خط عدن /القاهرة /عدن إلى (247ألف ريال)- (الدولار=352 ريال في السوق السوداء)
وأوضح تقرير رسمي أن إجمالي عدد الركاب المنقولين خلال عام 2015م بلغ نحو (365343 راكباً) وفي العام 2016م وصل إلى (185777راكباً) مبيناً أن الشركة حققت إيرادات وصلت إلى (26.421.079) خلال 2015م, و (19.896.216) خلال العام 2016م.
ويقول مسؤولون إنه وبالرغم من الإيرادات التي تحققها الشركة إلا أنها لم تلتزم بمتابعة تنفيذ برامج الصيانة الدورية المخططة له حيث ازدادت حوادث أعطال أسطولها المتبقي وعددها (أربع طائرات) بسبب عدم التزام الشركة ببرامج الصيانة.
ويتزايد عدد العالقين اليمنيين في مطارات العالم فيما يتواجد قرابة ألف مسافر في عدن منذ عدة أيام للسفر إلى القاهرة، وذلك رغم تأكيدهم للحجز، بالإضافة إلى قرابة عدد مقارب لذلك في مطار سيئون (جنوب شرق البلاد) ومعظمهم مسافرون من محافظات وسط وشمال البلاد يؤدي تأخر رحلاتهم إلى تكبدهم تكاليف إضافية. وكانت الحكومة في 27 مايو/أيار وجهت خطوطها الجوية باستئجار طائرات لنقل المواطنين العالقين في أكثر من مدينة ومطار حول العالم والراغبين بالعودة إلى بلادهم خلال شهر رمضان.
ولا يعمل في اليمن سوى مطارين هما مطار عدن حيث مقر الحكومة (جنوب البلاد) ومطار سيئون ضمن مناطق الحكومة (جنوب شرق)، فيما توقفت الرحلات الجوية المتوجهة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ مطلع أغسطس/آب 2016، بعد قرار من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بإغلاق المطار نتيجة اقتراب المعارك من ضواحي المدينة.