الصدق الجديد هو الكذب عينه، لكنه يأتي بوجه آخر، وذلك موافقةً للمصلحة المرادة والقصد المبتغى عند البعض.
أناس يتحدثون عن موتى بأسمائهم وصفاتهم، وبعد فترة وجيزة ترى المتحدثُ عن موتهم أحياء يرزقون.
الصدق في الواقع الجديد له ماهيةٌ أخرى تميزه عن الصدق الذي عُرف من قبل، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهو اليوم معروفٌ بالمصلحة التي يتوصل إليها أي شخص كان، فأنت تعد صادقاً إذا تحدثت عن أمر ما كذباً، المهم أن يكون هذا الأمر موافقاً لأهواء البعض ومناصراً لآرائهم.
الصدق الجديد هو الكذب عينه، لكنه يأتي بوجه آخر، وذلك موافقةً للمصلحة المرادة والقصد المبتغى عند البعض.
أناس يتحدثون عن موتى بأسمائهم وصفاتهم، وبعد فترة وجيزة ترى المتحدثُ عن موتهم أحياء يرزقون، أولئك حديثهم كان صدقاً، فكيف إن وهو يخدم مصالحهم وأهواءهم!
الناس الذين يأخذون أموال الغير بغير حق ولا دين، أولئك إن أخذوها فأخذهم لها صحيحٌ، كيف لا والأموال التي تأخذ إنما تؤخذ تحت مسميات تقشعر لقوتها الجبال.
وثمة آخرين يقومون بتزوير التعليم وإفساد طلابه، أولئك هم الصادقون؛ لأنهم ينشرون رسالة ولا يهم ما نوعية هذه الرسالة، وما إن كانت متوافقة مع أهداف الوطن والمواطن.
هناك أيضا من يعيشون على بيع المواد المحرمة أو المنتهية الصلاحية، أو يبيعون المواد بأسعار تثقل كاهل المواطنين في ظل الواقع المزري الذي تعيشه البلاد في ظل الفقر والجوع والأوبئة.
إذاً هذا هو الصدق بوجهه الجديد.. نحن معشر العرب نتابع الغرب بأشياءٍ كثيرة، ولاسيما ما تسمى بالموضة، وهذه هي موضة الصدق وآخر صيحاته.
كيف لنا أن نغير في كل شيء وننشد التغيير الإيجابي في الحياة، ولا نغير في حديثنا وتعاملنا مع الناس، ونعمل على منطق الصدق والأمانة والقيم النبيلة؟
وفي هذا الإطار، يجب علينا جميعا أن نستغل شهر الصيام، شهر الرحمة والمغفرة بترسيخ ثقافة الصدق الحقيقية، البعيدة عن الكذب والخداع والزيف وقتل أحلام الآخرين.
هنا أردت أن فقط أن ألقي نظرةٌ عن واقعٍ تغير فيه كلُ شيء حتى الصدق الذي اتسم به نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم.. فالصدق قد شابه الكثير من الشوائب واعترته النوائب، ووصل إلى أسوأ حال، ما جعل غير المسلمين، ينظرون للدين الإسلامي نظرة شك وريبة، ونحن السبب في تغيير هذه النظرة لنظرة سيئة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.