كتابات خاصة

محرقة إب

فكرية شحرة

محرقة إب فاجعة أخرى تضاف إلى رصيد فجائع الفساد الذي تحظى به هذه المدينة المستسلمة لسلطة فاسدة متعاقبة ومتوارثة مهما اختلفت التسميات واستحدثت فنون السرقة واللصوصية فيها.

محرقة إب فاجعة أخرى تضاف إلى رصيد فجائع الفساد الذي تحظى به هذه المدينة المستسلمة لسلطة فاسدة متعاقبة ومتوارثة مهما اختلفت التسميات واستحدثت فنون السرقة واللصوصية فيها.
كثيرا ما يفاجئ الناس في شارع المحافظة المنحدر سيل عارم من مياه الأمطار التي تجرف في طريقها الأوساخ نحو السائلة في نهاية الخط الذي يتقاطع مع شارع تعز..
لكن في ثامن أيام رمضان وقبيل الافطار تفاجئ السائرون في الشارع بسيل هائل من النار مصدرة أحدى محطات بترول السوق السوداء والمستحدثة وسط شارع حيوي وسكني مزدحم بالبشر والمحلات التجارية.
سيل ملتهب يحرق كل شيء في طريقه وعلى امتداد مئات الأمتار احترق كل شيء من سيارات متوقفة لمواطنين وناقلة كبيرة محملة بالدقيق والكثير من ممتلكات الناس وتجارتهم.
في لحظات مروعة تحول الحي الراقي لشارع المحافظة إلى سحابة هائلة من الدخان يراها أخر ساكني محافظة إب.
حريق هائل يلتهم بشراسة كل ما يقع في طريقه تماما كهذا الخراب والفساد الذي التهم محافظة إب ولم يبق على مرفق للدولة يحتمي فيه الناس من ظلم وجبروت المتنفذين والفاسدين.
وفي محاولات لإطفاء الحريق الذي امتد بسرعة وقوة بذل عشرات المواطنين جهدا عظيما من أجل انقاذ السيارات الواقفة بكسر زجاجاتها ومحاولة دفعها بعيدا عن السيل الملتهب.
عشرات المواطنين المفجوعين هرعوا لإنقاذ ما يمكن انقاذه في صورة عظيمة لأبناء هذه المحافظة المنكوبة بسلامها المخزي؛ ولولا رحمة الله بمطر غزير هطل تلك اللحظات كان الحريق قد امتد لثاني محطة كانت قريبة في انحدار شارع السائلة.
أبناء إب يأملون من أي سلطة في هذه المحافظة أن تجد حلاً لمحطات القنابل الموقوتة داخل المدينة وفي كل زقاق منها بلا أي احترازات أمنية أو مراعاة لأرواح الناس وممتلكاتهم التي تشتعل في لحظات كما حدث اليوم.
هذه السوق السوداء التي أنشأتها المليشيا كتجارة تستغل بها حاجة الناس صارت تقتل وتسرق وفق نظام وقانون المليشيا.
ولا ندري حتى متى يظل هذا الاستهتار بأرواح الناس وأقواتهم وممتلكاتهم أو حتى متى يظل صبر هذه المحافظة على نكباتها المتلاحقة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى