الأخبار الرئيسيةغير مصنفمنوعات

شعرات للنبي محمد في أوروبا

في مدينة “ترافنيك” وسط البوسنة والهرسك، يجري الحفاظ وبكل اعتناء على إحدى شعرات من لحية النبي محمد (ص)، تم إرسالها إلى المدينة كهدية خلال العهد العثماني. يمن مونيتور/ الأناضول
في مدينة “ترافنيك” وسط البوسنة والهرسك، يجري الحفاظ وبكل اعتناء على إحدى شعرات من لحية النبي محمد (ص)، تم إرسالها إلى المدينة كهدية خلال العهد العثماني.
وحاول النظام في عهد يوغوسلافيا السابقة، القرن الماضي، دفع المسلمين في البلاد إلى نسيان هذا الأثر ذي القيمة المعنوية، إلا انه لم ينجح.
تمكنت وكالة الأناضول من تصوير هذا الأثر المهم بالنسبة لمسلمي البوسنة والهرسك، والذي حماه شعب هذا البلد لنحو نصف قرن من الزمن، بسرية تامة، خوفًا من وقوعه بيد النظام في يوغوسلافيا السابقة، الذي كان يشن حربًا شعواء ضد الآثار والقيم الدينية.
قلّة قليلة من الناس، تعرف بوجود هذا الأثر المقدس في البوسنة والهرسك، وتقول الرواية، أنه جرى إرسال شعرتين من شعرات لحية النبي محمد (ص) إلى سليمان باشا، أحد ضباط الجيش العثماني في المنطقة، في أوائل القرن الـ 19 الميلادي، نظرًا للخدمات الكبيرة التي حققها من أجل الدفاع عن الدولة العثمانية في القارة الأوروبية.
وقد أمر الباشا العثماني وضع الشعرتين من اللحية الشريفة، في مسجد آلاجه، وسط مدينة “ترافنيك” البوسنية، وفتح المكان الذي تم وضع الشعرتين فيه أمام الزيارة خلال المناسبات الدينية، إلا أن النظام في يوغوسلافيا السابقة، حظر على المسلمين هذه التقاليد لينسى المسلمون مع الزمن وجود هذا الأثر المهم في بلدهم.
توارث حفظة هذه الأمانة المقدّسة، التي نسي وجودها الغالبية العظمى من المسلمين في البلاد، شرف حماية ورعاية شعرتين من لحية النبي محمد، جيلًا بعد جيل، وحافظوا على الشعرتين بسرّية تامة، خوفًا من وقوعها في أيدي النظام اليوغوسلافي.
وتمت حماية الأمانة المقدسة خلال حرب البوسنة (1992 – 1995) أيضًا، والمحافظة على الصندوق الأصلي الذي أرسلت فيه الشعرتين والذي يعود للقرن الـ 19 الميلادي.
وفي حديث مع مراسل الأناضول، قال “جمائل إبرانوفيتش”، إمام جامع آلاجه بمدينة “ترافنيك” البوسنية، إن مسلمي البوسنة يظهرون الكثير من الاحترام والتقديس للنبي محمد (ص) والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
وأضاف: في العهد العثماني، كانت الدولة (العثمانية) ترسل إحدى الأمانات المقدسة إلى إحدى ولاياتها، لتكريم تلك الولاية ولتحل عليها البركة.
وأشار إبرانوفيتش، إن الدولة العثمانية، أرسلت إلى ثلاثة أماكن مختلفة في البوسنة والهرسك، شعرات من اللحية الشريفة، وأن الناس كانوا يأتون لزيارة هذه الأمانات المقدسة، ويكثرون من الصلاة على النبي أثناء الزيارة.
وتابع إبرانوفيتش قائلًا: إن هذا التقليد بقي مستمرًا حتى سيطر الشيوعيون على مدينة ترافنيك، وحظروا ممارسة التقاليد الدينية فيها. ورغم توقف تلك التقاليد، إلا أننا واصلنا حماية الأمانة المقدسة بسرية تامّة، بعيدًا عن أنظار النظام الشيوعي.
ولفت إبرانوفيتش، أن عددًا من الأشخاص تناوبوا على الاهتمام بالأمانة المقدّسة ورعايتها رغم الحظر الذي مارسه النظام الشيوعي، وأن عددًا قليلًا جدًا من الناس كانوا يعلمون بوجود الأمانة المقدّسة ويأتون بطريقة أو بأخرى إلينا لزيارتها.
وأشار إبرانوفيتش، أن رئاسة الشؤون الدينية في البوسنة والهرسك، تنتظر الإشارة لإعادة فتح الأمانة المقدسة للزوار، وأنهم ينتظرون إعادة التقليد في جامع “الغازي خسرو بك” في العاصمة البوسنية سراييفو، ليشرعوا بالسماح مجددا لرواد جامع آلاجه في مدينة ترافنيك بزيارة الأمانة المقدسة.
وتابع قائلًا: إن وجود هذه الأمانة المقدسة اليوم، على أرض أوروبا، يحمل معنىً كبيرًا بالنسبة لنا مسلمي هذه القارة، من بوسنيين وألبانًا وأتراك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى