فقدان ثقة بين جماعة الحوثي المسلحة والقبائل بعد عامين من الحرب التي أنهكت قوتهم البشرية. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يعاني الحوثيون في حشد المزيد من رجال القبائل اليمنية إلى جبهات القتال مع مرور أكثر من عامين ونصف على فرض سيطرتهم على العاصمة صنعاء، في ظل انعدام وجود الثقة بين رجال القبائل والحوثيين.
ولم تلق دعوات جماعة الحوثي المسلحة من كبرى القبائل اليمنية (حاشد) آذان صاغية لإسناد جبهاتهم القتالية بمقاتلين جدد، ولم تحظى سوى بـ 36 مقاتل فقط في ظل نقص حاد في توزيع السلاح في محافظة عمران.
وطلبت جماعة الحوثي من قبائل محافظة عمران الخميس إعلان النفير العام لمواجهة ما وصفوه ب”العدوان” على البلاد في إشارة للحكومة اليمنية والتحالف العربي الداعم لها. ويقول رجال قبائل إن الدعوة جاءت للتغطية على النقص الحاصل في جبهاتهم القتالية خاصة في شهر رمضان.
مراسل “يمن مونيتور” أفاد بأن الحوثيين أكدوا أن الدعوة التي طُلبت من قبيلة “حاشد” كانت أقل بكثير من المتوقع، خاصة وأن قبيلة (حاشد) تعد واجهة القبائل المندرجة ضمن قبائل طوق العاصمة صنعاء.
وقال عامر محمد ابو عيشة، أحد أبناء محافظة عمران لـ”يمن مونيتور”: إن القبيلة تمكنت من تقديم 36 مقاتل في وقت طلب الجبهات المزيد من المقاتلين خاصة في شهر رمضان.
وفي سؤال لـ”يمن مونيتور” لماذا لم يتم تسليح المقاتلين بالأسلحة حتى بالكلاشنكوف رد ابو عيشة قائلاً: هناك من المقاتلين من يأخذ السلاح ولا يذهب لأرض المعركة وتلجأ اللجان المشرفة إلى تسلم المقاتل السلاح عندما يتواجد في احدى جبهات القتال.
ولاحظ مراسل “يمن مونيتور” قِلة عدد الأسلحة بأيدي رجال القبائل الـ36 خلال احتفائه لهم الجمعة، ما يؤكد عن وجود فقدان ثقة بين بين جماعة الحوثي ومن تزج بهم إلى أرض المعارك لتنفيذ سياستها، مضيفاً إن القبيلة لم توفر سوى 40 طقماً عسكرياً من أجل التصوير فقط والعرض في منطقة بني صريم الذي تم فيه إعلان النفير العام.
ولجأت جماعة الحوثي إلى محاولة حشد القبائل بعد تعرضها لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في عدة جبهات يمنية منذ أكثر عامان بعدة محافظات، في وقت غادر المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ مطار صنعاء بعد فشل مساعي الإعلان عن هدنة إنسانية خلال شهر رمضان وإعادة إحياء جلسات مباحثات السلام.
ويأتي إرسال جماعة الحوثي وقوات صالح لمقاتلين بأعداد ضئيلة لا تقارن كما كان في السابق في خطوة تظهر آلية الارتباك والخوف من الهزيمة، كما حدث أثناء هزيمتهم في محافظة عدن في شهر رمضان.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في سبتمبر/ أيلول من العام نفسه.
وأدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي بحيث أصبح نحو 19 مليون شخص من بين 27 مليون يمني بحاجة لمساعدة غذائية عاجلة، بينهم سبعة ملايين يواجهون خطر المجاعة، كما أدى النزاع إلى تدمير قسم من المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى.