أبوظبي وموسكو تدفعان لإعادة نجل “صالح” إلى اليمن لإنهاء الحوثيين
بدأت في الخفاء مُنّذ عِدة أشهر دعوات ومبادرات لعودة نجل الرئيس اليمني السابق “أحمد علي عبدالله صالح”، إلى اليمن ضمن حملة أوسع يقودها والده للانسلاخ من الحوثيين والذي بدأت بمهاجمة إيران وخوض قيادات في حزبه هجوماً على حلفاءه الحوثيين وتحميلهم مسؤولية الحرب والفساد وتدهور أوضاع اليمنيين المعيشية.
يمن مونيتور/ وحدة التحليل/ من عدنان هاشم:
بدأت في الخفاء مُنّذ عِدة أشهر دعوات ومبادرات لعودة نجل الرئيس اليمني السابق “أحمد علي عبدالله صالح”، إلى اليمن ضمن حملة أوسع يقودها والده للانسلاخ من الحوثيين والذي بدأت بمهاجمة إيران وخوض قيادات في حزبه هجوماً على حلفاءه الحوثيين وتحميلهم مسؤولية الحرب والفساد وتدهور أوضاع اليمنيين المعيشية.
لاتبدو هذه الحملة ذات توجه واحد من “صالح” بل أيضاً هناك مُفكر في الخارج يبحث عن مخارج للعائلة التي حكمت اليمن (33 عاماً) واتهمت -بمن فيهم “صالح” ونجله “أحمد”- بارتكاب جرائم حرب في اليمن، لكن يبدو أن الرجلان يبحثان عن مخرج مع استعدادهم للانقلاب على حليفهم “الحوثي” بالرغم من أن “صالح” يجيّد الحديث عن عمق علاقته بجماعة الحوثي المسلحة.
يعتقد دبلوماسي يمني أن إعلان المجلس الانتقالي جنوبي اليمن في (11مايو/أيار) الجاري جاء ضمن إطار الخُطّة المرسومة للحصول على هذا الحل بدفع مخاوف السعودية من تشظي اليمن ومصادرة جزء واسع من صلاحيات الرئيس اليمني. وحصل هذا المجلس على دعم وتأييد دولة الإمارات العربية المتحدة ذاتها التي قدمت خُطَّة إعادة نظام صالح إلى السلطة.
قال “أنور قرقاش” وزير الدولة الإماراتي، في 23 مايو/أيار الجاري: “اقترحنا على أصدقائنا في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وروسيا إتاحة الفرصة لعودة السفير اليمني السابق في دولة الإمارات العربية المتحدة أحمد علي عبد الله صالح إلى بلاده من أجل القيام بدور أكثر فاعلية في هذا الموضوع، لأن وجوده في دولة الإمارات لا يفيد بأي شيء”.
وأضاف قرقاش، حسبliberty fighters))، أن دولة الإمارات تعتقد أن الحرب في اليمن نجحت في تحقيق أهدافها بقمع المتمردين الحوثيين والآن حان الوقت لإعطاء الدبلوماسية فرصة لإظهار دور أوسع في هذه القضية. ما يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء والمحافظات ذات الكثافة السكانية بالشراكة مع حليفهم “صالح”.
هذا الأسبوع كتب نبيل الصوفي أحد الصحافيين المُقربين من “صالح” منشوراً على صفحته الرسمية في فيسبوك، يحذر الحوثيين من تكرار نموذج الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الذي انقلب عليه الجيش في يوليو/تموز2013م في وقت كان يثق بحلفاءه “العسكر”.
أشار قرقاش في حديثه إلى أن الإمارات بالفعل قد قدمته كمقترح من أجل الحل، أن يحدث انقلاب داخلي ضد جماعة الحوثي، لكن “صالح” يريد ضمانات وهذه الضمانات ستكون قبل الخوض في غمار مواجهة الحوثيين، كما يقول المصدر الدبلوماسي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور”. لم يُشر قرقاش إلى طريقة عودة “أحمد علي” إلى اليمن أو أنه يقصد العودة إلى واجهة السياسة والسلطة في اليمن.
كان مركز “ذا اتلانتك” كاونسل قد نشر تحليلاً شهر مايو/أيار الحالي يشير فيه إلى جزء من الصفقة التي ستقدمها موسكو كخطة للحل ويبدو أن أبوظبي أطلعت واشنطن عليها، وحسب المركز فإن المشاورات تشير إلى عودة أحمد علي كوزير للدفاع في الحكومة اليمنية الانتقالية. في إشارة إلى قيادته جبهة عسكرية لمواجهة الحوثيين وسحب سلاحهم، مقابل (والده) خروج علي عبدالله صالح من البلاد إضافة إلى “هادي” و “علي محسن الأحمر” وآخرين؛ وتكون حكومة انتقالية يرأسها “محمد سالم باسندوة” الذي سيحوز أيضاً صلاحيات “هادي”.
نشرت دورية ذا انتلجنس المخابراتية الفرنسية، في عددها الصادر هذا الشهر تقريراً قالت فيه إن “أحمد علي” ووفد من حزب والده قد عَقد اجتماعات عِدة مع السعوديين بحضور الإمارات للخروج بحلّ من الأزمة اليمنية، وعندما وصلت الأخبار سريعاً إلى عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة- كما تقول النشرة- كان أشد غضباً من “صالح” وحزبه. خرج “صالح” هذا الشهر أمام أعضاء من حزبه يقول إن هناك مشاورات منفردة تحدث مع حزبه كما تحدث مع حلفاءه الحوثيين، مؤكداً التزامها بالوعود التي قطعها للجماعة.
يظهر أن روسيا قدمت بالفعل خطتها إلى الحكومة اليمنية هذا الشهر وهو ما أثار غضب رئيس وزراءها أحمد عبيد بن دغر الذي انتقل إلى “برلين” بعد لقائين بالسفير الروسي لدى اليمن ولقاء آخر بالسفير الروسي لدى المملكة العربية السعودية.
تحدث “بن دغر” لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لدى وصوله إلى “برلين” وكان يبدو غاضباً: “لن نقبل أي مبادرة أو خُطَّة للحل السياسي في اليمن خارج الأمم المتحدة”. في “الدوحة” قال المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ: “إن دولة إقليمية تحاول استغلال القضية اليمنية لزيادة نفوذها في المنطقة”. ولم يذكر بن دغر المبادرة التي جاءت خارج الأمم المتحدة كما لم يذكر “ولد الشيخ” اسماً لهذه الدولة.
على وقع هذه المبادرة -الروسية، الإماراتية- يبدو أن نشاطاً ملحوظاً في برلين حيث يتواجد ممثلين عن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعن الحوثيين وعن حزب “صالح” من أجل الخروج بحلّ سياسي أخر برعاية الأمم المتحدة، كما أن نشاطاً دبلوماسياً ملحوظاً في الرياض للقاء قيادات الدولة اليمنية، ولا يبدو أن أمام الحوثيين سوى هذه الغُرفة النشطة فعلياً فالتعويل على حليف إيران الاستراتيجي “روسيا” في اليمن سيبدو لهم مخيباً للآمال إذ أن موسكو في اليمن تتحرك مع حليف استراتيجي آخر “أبوظبي” وهي التي شجعت روسيا من أجل تقديم مبادرتها.