اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

لماذا يهاجم “صالح” الدور الإيراني في اليمن؟!

دشن أنصار الرئيس اليمني السابق أمس الأربعاء هجوماً على الجمهورية الإيرانيَّة، في العاصمة اليمنية صنعاء التي تعتبرها طهران العاصمة الرابعة لها.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
دشن أنصار الرئيس اليمني السابق أمس الأربعاء هجوماً على الجمهورية الإيرانيَّة، في العاصمة اليمنية صنعاء التي تعتبرها طهران العاصمة الرابعة لها.
وأعتقد محللون أنه تحرك مدعوم من علي عبدالله صالح، لكسب ودّ دول الخليج العربي. ففي ندوة أقيمت بالعاصمة صنعاء بعنوان الأطماع الإيرانية ودورها في تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية.. (اليمن) نموذجاً، تحدث أنصار صالح عن الجرائم التي ارتكبتها إيران في المنطقة واليمن على وجه التحديد.
وهذه الندوة تعد الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 كسراً للقبضة الحوثية على صنعاء. وحضر الندوة قيادات في حزب “صالح” بينهم محامي الرئيس السابق الناشط الحقوقي محمد المسوري والقيادي المؤتمري كامل الخوداني، وكلاهما ضمن جبهة داخل الحزب تعارض الحوثيين.
بالمقابل ينفي علي عبدالله صالح تواجد دور لإيران في اليمن، وفي كلمة له الأسبوع الجاري دعا الولايات المتحدة الأمريكيَّة إلى التحقيق في إمكانية وجود دور لإيران في اليمن، في وقت تحدث مسؤولون كبار في الجيش والمخابرات الأمريكيَّة أمام مجلسي الشيوخ والنواب عن دور إيراني كبير في اليمن لا يرقَ فقط إلى دعم سياسي بل إلى أكثر من ذلك إلى التدريب وتزويد المسلحين الحوثيين بالسلاح وربما خبراء منتشرين على الأراضي اليمنية.
وهذا الشهر نشرت صحيفة “فيليت” الإلمانية تقريراً موسعاً قالت فيه إن إيران قامت ببناء معامل ومصانع تطوير وتصنيع أسلحة للحوثيين بعمق 50 متراً تحت الأرض، ما يفشل أي استهداف من قبل طيران التحالف.
ويبدو أن “صالح” يعرف جيداً بكل هذه المعلومات فما يزال جهاز الأمن القومي (المخابرات) تحت تصرفه ويعمل في خدمته بالرغم من محاولات الحوثيين إحكام السيطرة عليه.
وصفت دورية انتلجينس أونلاين المخابراتية الفرنسية، في عددها هذا الشهر ونقله للعربية “يمن مونيتور”، تحالف الحوثيين مع “صالح” بأنه في خَطر، حيث تتوتر العلاقة داخل تحالف الحرب الداخلية: “لقد قامت جماعة الحوثي مؤخراً بمهاجمة مخازن أسلحة تتبع”صالح” في صنعاء، فيما قام مقربون من “صالح” بتوجيه انتقادات حاده لـ”طهران”.
لكن الدورية تشير إلى أن ذلك يرجع بكون المساعدات المالية والعسكرية التي يقدمها الحرس الثوري الإيراني تقتصر فقط على “جماعة الحوثي” ولا شيء لأنصار صالح!
ففيما يبدو أن الغضب ليس من إيران بكونها تملك أطماعاً في اليمن، فقد سبق أن دعا “صالح” روسيا للتدخل في اليمن ومواجهة التحالف العربي بالرغم من أن لروسيا أطماعاً في الجزر والممر المائي الذي تشرف عليه البلاد.
لكن ذلك ليس الوحيد بل يمكن القول إن “صالح” يرسل رسالة للسعوديين بإمكانية التفاوض معه فهذا الشهر (مايو/أيار)، أطلق الرئيس السابق في كلمة ألقاها أمام القطاع النسوي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه، ما يشبه المبادرة داعياً المملكة العربية السعودية للحوار المباشر من أجل الاتفاق على رئيس جديد بدلاً من (عبدربه منصور هادي) مبدياً استعداده للخروج من اليمن من أجل الحوار حول ذلك “في أي مكان مع السعودية، حتى في أراضيها، بعد رفع الحصار عن اليمن ووقف الطلعات الجوية وإدخال المساعدات”.
ويجمع بين الحوثي وصالح تحالف أشبه بتحالف الضرورة، فالرجل الذي قدم تسهيلات كبيرة للجماعة في حربها ضد زعماء قبليين ثاروا ضده، وقيادات عسكرية محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحزاب اخرى، كان يرى في ذلك نيلاً من خصومه بيد غيره، بينما كان يعول على العودة إلى السلطة من خلال الثورة على الجماعة التي ثمة أرضية صلبة للثورة ضدها، هذا قبل أن تضعه عاصفة الحزم هدفاً موازياً إلى جوار الحوثي، ما اضطره للتحالف معها.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى