حذاء مسروق
أضعت قصائدي الطويلة في الوقوف على الحاجز
وأقول ما أريد أن أقوله لك من خلال شعراء آخرين لست كاتباً ولا أريد أن أكون.
لكني أنام كما ينام الكتاب وأسرق كما يسرقون حذاء مسروق
أضعت قصائدي الطويلة في الوقوف على الحاجز
وأقول ما أريد أن أقوله لك من خلال شعراء آخرين لست كاتباً ولا أريد أن أكون.
لكني أنام كما ينام الكتاب وأسرق كما يسرقون
أنا لص يمشي بحذاء مسروق. كأن الشاعر الذي سرقته من أجلك الليلة
سيخرج من صوتي ليحاسبني على كلامه الذي يغفو معي.
المهم أني أكتب لك حتى لو كنت تنامين على مخدة ثانية
حتى لو عرفت باللص. الشعراء أسرق من الصاغة، وأنا مثلهم
مع أني أميل إلى الأشياء الصغيرة التي في قصيدة النثر
لكني وعلى ما يبدو، سأذهب إلى الآخرة وبجيبي سرقات كثيرة.
أوه يا صديقي!
أردت صديقا واحداً، أردت نديماً لصرختي. ولم أحصل عليه.
كان بإمكاني الحصول عليه لو ذهبت وتعلمت مهنة، لو لم أكن كاتبا والبرق يضيء كأسي.
الآن من سيسمع أغنيتي وأنا أعبر الجسر باتجاه الشام.
في عروقي صرخة لا أستطيع إخراجها. في فمي نكتة لا أستطيع مشاركتها مع أحد.
من يعيش معي هنا ليكون صديقي، أحمل صليبه وأدعوه لكأسي وأقول له نكتتي.
ثم يمشي معي لمجرد المشي، لمجرد التيه. لم يكن لي أصدقاء من قبل، كنت أسند رأسي إلى الوسادة وأنام بسرعة. والآن أيضاً ليس لي أصدقاء،
مع أني أمشي دون أن أحمل ساطوراً أو مسدساً .
من سيقرؤني ثم يرد كلمتي إلي بداعي الرداءة أو يردها بعد أن يصحح لي الأخطاء
ثم يقول لي: أوه يا صديقي هذا نكتة رديئة، هذا سيئ. انظر إنك كالحمار
أو كلام مثل هذا.
الأخطل الصغير
تولد الأسماء ناقصة. لا اسم يعرف كيف يكمل طريقه،
لا اسم يولد بعلامة تدل عليه.
السر في السعي. السر في الأغنية
وأنا أكملت اسمي بأغنية للأخطل الصغير
وللحقيقة أخاف أن أدل على نفسي في الكتابة،
كأسي صغيرة وذاتي صغيرة
كأني أختبئ خلف شجرات السرو في ساحة المدرسة،
كيلا ترونني
أكمل أغنيتي التي بالأساس هي أغنية الأخطل الصغير.
جاكيت جوخ
مع الوقت تعلمت ألا أطلب شيئاً لنفسي، مع الوقت تعلمت الصمت.
حين أريد الحديث مع أحد أذهب وأتحدث مع شجرة خروب.
تحت الشجرة دائما ما كان يجلس أربعة أبناء وأبوهم، يتناولون طعام الإفطار.
أحد الأبناء الأربعاء استشهد وهو على النافذة في المخيم.
من يومها، منذ صاروا ثلاثة وأباهم جالسين تحت الشجرة، وأنا أفهم الكتابة في أن أقول الصمت
ألمي كبير، مثل ألم من فقد وليده. ألمي صغير، أصغر من أن أقوله وأغنيتي للتراب.
أختي اشترت لي جاكيت جوخ أول أمس وكتبت هذا لأنه صار يجب أن أناديك
وأقول شيئاً، فمن يقوى على احتمال الصمت بعد كل ذلك؟
أمنيتك الآن
أنت كلك لي. اسمك حكايتي، لا أحد يمكن له أن يأخذك مني
لا عازف الناي ولا الصياد.
تعالي لنلعب النرد وسأتركك تفوزين. تعالي معي وسأموت قبلك.
تعالي وافتحي باب بيتي. افتحي النوافذ ونامي في سريري وارمي أمنيتك الآن؛
كل ما تطلبينه هو لك، مرج بن عامر أو طريق الشام.
أغنية جاز
أسمع صوتك بداخلي، أسمعه كأنه يقطر ماء
أنا والبحر في عيونك والأحياء والموتى
وصوتك يناديني كأنه يسقيني.
كنت أريد أن أكتب أغنية جاز من أجلك
لكني غارق في عيونك وبر الشام بعيد
كأن جميع النساء خلقن من طينك
كأن جميع النساء خلقن من صوتك..!
شكراً للصين
شكراً للصين
شكراً على الوسائد
وحقائب السفر
شكراً على القبعات
وشلحات النساء
على ألعاب الصغار
والأحذية الرخيصة
على الماركات المزورة
وقمصان الرجال
شكراً على حياة تستخدم لمرة واحدة،
الآن بات بإمكان الجميع ارتداء الملابس المناسبة
يوم عرسكِ.
بيت في الريح
منذ سنوات وأنا أحاول تجاوز الجندي أعلى البرج
منذ سنوات وأنا أحاول كتابة قصائد عن طريق البيت
في الحقيقة أن مفتاح البيت ليس معي
أضعته في الطريق وأنا أكتب قصيدة عن بيت في الريح لا يصلح للسكن
ولا يصلح حتى لترك نبتة صبار على الشباك
وفي الحقيقة أيضاً، أني أسكن الجسر ولوحدي.
معي حبيبي، صحيح. لكن نداء الذئاب علي لا يهدأ
معي لغتي، هذا صحيح أيضا. لكن ما نفع اللغة وفي فمي صرخة
ويا للعنة في آخر الجسر هناك برج وعلى البرج جندي
والجندي يوجه سلاحه لرأسي وأنا أقف على الجسر
أحدثكم و أنتظر. ماذا أفعل أكثر من ذلك؟
لم يذكر الأسلاف شيئاً عن الهروب!
حيونة الحيوان
كان ظني بالشعراء أفضل من ذلك بكثير. كان ظني أنهم لا يسرقون
قلت مرة لصاحبي قصتي، بعد ثلاثة أيام انتحل شخصيتي وروى حكايتي
أنا أيضاً ليست أفضل حالاً منه. أسمع كلامه عن حبيبته فأحبها مثله
يدندن أغنيته أمامي فتصير أغنيتي. يقول كلاماً عن حزنه فيصير حزني
وحين أكتب قصيدة ، أطلب منه شهادة مقابل حسن سلوكي. أفعل ذلك مثله تماماً.
ثم أقول له يا أخي كتبت بحجة البحث عن صديق
وأضعت حياتي وأنا أحاول اختيار الكلمة المناسبة؛ وها نحن نسرق كل شيء،
مثلما نسرق تفاحة من حقل مجاور ولا يمكننا فعل شيء حيال ذلك.
يجلس الذئب في قصائد الشعراء مستأنساً
لأن الشاعر ليس بريئاً من حيونة الحيوان.
حيوانك الأليف
ركضت إليك حتى تشقق صوتي.
لا يوجد كلب ركض مثلما ركضت ونبح مثلما نبحت. أنا حيوانك الأليف*
أردت أن أقول لك كل شيء. كنت أحسبني شخصاً آخر، شيئاً آخر. صلباً مثل صخرة
وقويا لا يتعذب. لكن الحب صيرني حيواناً.
أمس مددت لساني وجلست صامتا ومكشوفاً
مثل كلب السوق!
نقلا عن ضفة ثالثة