لم نعرف (الوحدة) إلا ملتصقة بضل الزعيم، وكدعاية انتخابية لعلي صالح، لطالما ذلّ شعبه بمنجزه هذا، وأوصل البلاد إلى حالة من الإنهيار الشامل في كل المنظومات، استمر يتغنى بمنتج الوحدة، باعتباره صانعها الأوحد، وربّان السفينة الذي لا شريك له، كانت إحدى منتجاته، التي ظل يسوّق لها إعلامه دون توقف، ولكنها “وحدة” تخصه هو فقط، وهو لا أكثر من استفاد منها للتوسع السلطوي!
لم نعرف (الوحدة) إلا ملتصقة بضل الزعيم، وكدعاية انتخابية لعلي صالح، لطالما ذلّ شعبه بمنجزه هذا، وأوصل البلاد إلى حالة من الإنهيار الشامل في كل المنظومات، استمر يتغنى بمنتج الوحدة، باعتباره صانعها الأوحد، وربّان السفينة الذي لا شريك له، كانت إحدى منتجاته، التي ظل يسوّق لها إعلامه دون توقف، ولكنها “وحدة” تخصه هو فقط، وهو لا أكثر من استفاد منها للتوسع السلطوي!
نحن أبناء جيل اليوم، كلما نعرفه عن الوحدة وتاريخها يمكن اختصاره كالتالي:
“جماعة متنفذة، يقودها المخلوع، رأت أن في الوحدة سبيل لثرائها، وتقوية نفوذها، ووسيلة للسطو على الدولة، والانتشار في جذورها لتكون ملكية خاصة بها”. هذه هي، بعيدًا عن عاطفية الروح الواحدة، التي دغدغ بها الحاكم شعبه ليقضي عليه!
حينما جاء صالح للحكم، كان من الصعب عليه التفرّد بالجنوب وغنائمه، ولأجل هذا وقع اتفاقيته المشؤومة مع الهارب “علي سالم البيض”، ومنها كانت البداية للانفراد بكل شيء في الجنوب، أرض وإنسان، وما يحدث اليوم ليس إلا نتيجة للماضي، حيث يبدو صالح هناك هو الأقوى وحلفاءه أبناء الأمس، أوفياء اليوم بشكل بار ومطيع!
نحاول أن نجد مخرج لمأزق الجنوب المفتعل، ولن نجده إلا بتحديد الداء ليتم التشخيص السليم، ثم العلاج، الداء الذي في الجنوب يتمثل، برأيي، في أن من صنع وحدة الأمس، كمنتج ربح من خلاله الكثير، يريد الإنفصال اليوم، ليكسب مرة أخرى، القضية بعيدة عن مبادئ الوطنية والحدود، التي يوعظ الناس بها قيادات الإنفصال الكراتين، مجرد “ميك أب”، يريدون منه أن يُجمّل القبيح، ليسهل لهم بيعه ليكسبون مرة أخرى، هذه كل الحكاية وحسب!
قضية الإنفصال أو الوحدة قضايا هامشية، لا علاقة لنا بها، وكذلك شعبنا، الذي يبحث اليوم عن حبة خبز وقرص دواء، الكلام عن الدولة والمشكلات والحلول أصبحت شعارات مستهلكة، مل الناس منها، اليوم، وفي ظل انفلات الدولة اليمنية وانهيارها بفعل الإنقلاب، لا نبحث عن شيء، سوى دولة نجد فيها أبسط حقوقنا، كباقي البشر في العالم، نحن جزء من الكوكب، ونريد أن نعيش وحسب، سئمنا شعارات الساسة المتعلقة بالوحدة والانفصال، لم نعد أغبياء، أصبحنا نعرف ونفهم كل شيء، ولن تمر مشاريع الساسة على حساب قوت يومنا!
نحتفل بعيد 22 مايو من كل عام، ولم يتغير شيء، فلا الوحد منحتنا النعيم، ولا الإنفصال جاء وأنقذنا من الجحيم، لذلك إن لم تكن احتفالاتنا وسيلة لإصلاح منظومة الحكم الشاملة في بلادنا، فلا معنى لهذا العيد، وسيكون لا أكثر يوم للاستعراض، يمنح المتنفذين عيدا للذكرى، ويجعل الشعب وقودا لألاعيبهم، كالعادة، بإمكان الرئيس هادي أن يبدأ تطبيق الدولة الإتحادية، ليعانق التاريخ، وينقذ اليمن من الإنهيار القاتل، لا يزال هناك أمل يا ريّس.
كل عام وشعبنا كما يريد ويقرر..