(حصري) الصحة العالمية تبدد في السفريات عشرة أضعاف ما طلبته لإنقاذ اليمن من الكوليرا
نشرت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة تحقيقاً يشير إلى أن منظمة الصحة العالمية تنفق نحو200 مليون دولار سنوياً في السفر فقط وهو أكثر بكثير مما تطلبه لمواجهة أكبر المشاكل الصحية في العالم بما في ذلك الإيدز والسل والملاريا مجتمعة.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة تحقيقاً يشير إلى أن منظمة الصحة العالمية تنفق نحو200 مليون دولار سنوياً في السفر فقط وهو أكثر بكثير مما تطلبه لمواجهة أكبر المشاكل الصحية في العالم بما في ذلك الإيدز والسل والملاريا مجتمعة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي طالبت المنظمة ب22.35مليون دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن، وأطلقت مناشدة عبر وسائل الإعلام للحصول على هذا المبلغ.
ووفقا للوثائق الداخلية التي حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، فإن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة أنفقت بشكل روتيني نحو 200 مليون دولار سنويا على نفقات السفر؛ وفي العام الماضي، أنفقت منظمة الصحة العالمية نحو 71 مليون دولار على الإيدز والتهاب الكبد. وخصص 61 مليون دولار للملاريا. ولإبطاء انتشار مرض السل، استثمرت المنظمة 59 مليون دولار. ومع ذلك، فإن بعض البرامج الصحية تحصل على تمويل استثنائي – تنفق الوكالة حوالي 450 مليون دولار في محاولة للقضاء على شلل الأطفال كل عام.
وسافرت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، إلى غينيا في وقت سابق من هذا الشهر للانضمام لرئيس البلاد في الاحتفال بلقاح أول فيروس في العالم.
وبعد ان اشادت تشان بالعمال الصحيين فى غرب افريقيا لانتصارهم على الفيروس القاتل، قضت تشان ليلة فى الجناح الرئاسى فى فندق فخم على الشاطئ. يحتوي الجناح، المجهز بحمامات رخامية وغرفة طعام على ثمانية مقاعد، على سعر المعلن عنه 900 يورو (1008 دولار) لليلة الواحدة.
ورفضت منظمة الصحة العالمية أن تقول ما إذا كانت قد دفعت ثمن إقامة تشان في الفندق، ولكنها لاحظت أن البلدان المضيفة تقوم أحيانا بإخراج علامات تبويب الفندق.
وتناشد المنظمة الأممية المانحين توفير التمويل اللازم لمواجهة الأزمات الصحية حول العالم، وتكافح أيضاً للسيطرة على نفقات رحلاتها. وقد اشتكى كبار المسئولين داخليا من ان موظفي الامم المتحدة يكسرون قواعد جديدة تهدف إلى الحد من تكاليف السفر الموسعة وحجز امتيازات مثل تذاكر الطائرة من الدرجة الأولى والغرف في فنادق خمس نجوم.
وحسب الوكالة الأمريكيَّة، التي نشرت التحقيق بالانجليزية ونقله “يمن مونيتور” للعربية، قال مدير المالية في منظمة الصحة العالمية، نيك جيفرس، في إشارة إلى المسألة في لقاء مصور، متحدثاً عن النفقات عام 2015، قال فيه: “ربما يتلاعب الموظفون في بعض الأحيان في أمور سفرهم قليلاً. ولا يمكن للمنظمة التأكد إن كانوا يحجزون التذاكر الأرخص، أو إن كان سفرهم مبرراً”.
أما المدير التنفيذي لمكتب مارغريت تشان، إيان سميث، فقد نقل عن لجنة المراجعة في المنظمة أنها حاولت الكثير لوقف سوء التصرف.
وتسلمت تشان وكبار المسؤولين في المنظمة، في وقت سابق من العام الجاري، مذكرة لضبط تكاليف السفر، مشيرة إلى ضرورة الالتزام بشروط السفر والحجز المسبق بتكاليف منخفضة، لافتة إلى الضغوط التي تتعرّض لها المنظمة من الدول المموّلة بشأن خفض النفقات.
وبيّنت المنظمة أن تكاليف السفر انخفضت العام الماضي بنسبة 14 في المائة عن العام الذي سبقه، وأن النفقات بلغت سقفها الأعلى عام 2014 مع التفشي الواسع لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا.
وخلال كارثة إيبولا في غرب أفريقيا، ارتفعت تكاليف سفر المنظمة إلى 234 مليون دولار. وعلى الرغم من أن الخبراء يقولون إن المساعدة على أرض الواقع أمر بالغ الأهمية، فإن البعض يسأل عما إذا كانت المنظمة لم تكن قادرة على تقليل تكاليفها، لذلك ذهبت المزيد من الأموال إلى غرب أفريقيا. ولم تتمكن البلدان الثلاثة التي تحملت وطأة تفشي المرض من تحمل الأساسيات مثل الأحذية الواقية والقفازات والصابون للعاملين الطبيين المعرضين للخطر.
وقد دفع الدكتور بروس أيلوارد، الذي وجه استجابة منظمة الصحة العالمية للوباء، نحو 400 ألف دولار في نفقات السفر خلال أزمة الإيبولا، وأحيانا كانت يحلق بالطائرة المروحية لزيارة العيادات بدلا من السفر بسيارة جيب على الطرق الموحلة، وفقا لتقارير الرحلات التي قدمها.
ونقلت “أسوشييتد برس” عن تحليل داخلي للمنظمة في مارس/ آذار الماضي أن اثنين من سبع إدارات في مقر المنظمة في جنيف تمتثل لمعدلات الإنفاق على السفر، وأن تدابير الحجز المسبق للسفر بأسعار منخفضة تطبق بنسب تراوح بين 28 و50 في المائة.
ومنذ عام 2013 دفعت منظمة الصحة العالمية 803 ملايين دولار على السفر. وتستمد المنظمة ميزانيتها السنوية البالغة ملياري دولار من مساهمات دافعي الضرائب في البلدان الأعضاء وعددها 194 دولة.
ووصف ديفي سريدار، وهو أستاذ صحة عالمي في جامعة أدنبرة، تكاليف سفر المنظمة بأنها “مرتفعة للغاية”، لكنه قال إن المشاكل التي تواجهها منظمة الصحة العالمية ربما تمتد عبر الأمم المتحدة بأكملها.
واضافت “ان الناس يعرفون ان وظائف الامم المتحدة يمكن ان تكون سريعة وتؤمن امتيازات، وان تحصل على درجة رجال الاعمال والبقاء فى فنادق لطيفة”، مضيفا ان عدم التدقيق فى اموال الامم المتحدة يعد مشكلة.
المصدر الرئيس
AP Exclusive: UN Health Agency Slammed for High Travel Costs