اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“مبادرة أوروبية” هل تنجح في حل الأزمة اليمنية؟

حطت في مطار صنعاء الدولي طائرة إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، ليلتقي وفداً للحوثيين بالتزامن مع أحاديث عن “مبادرة أوروبية” لحل الصراع في اليمن، لكن يبدو أن ذلك بعيد المنال.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
حطت في مطار صنعاء الدولي طائرة إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، ليلتقي وفداً للحوثيين بالتزامن مع أحاديث عن “مبادرة أوروبية” لحل الصراع في اليمن، لكن يبدو أن الأمور أكثر تعقيداً مما يظهر على السطح.
واستبق الحوثيون وصول ولد الشيخ بما يشبه “تلميح” بمقاطعة اللقاءات المرتقبة التي ينوي المسؤول الدولي عقدها في صنعاء، بعد نحو تسعة أشهر من تعثرها.
ووصف الناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، استمرار اللقاءات مع الأمم المتحدة بأنها “جزء من العبث”، متهماً إياها بـ”التغطية الشاملة على جرائم العدوان العسكرية والاقتصادية والإنسانية وعدم الإيفاء بوعودها القاطعة فيما يخص دفع الرواتب للموظفين”، في إشارة إلى قوات التحالف العربي بقيادة السعودية التي تقاتل إلى جانب الشرعية ضد جماعته وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
من جهته أشار “صالح الصماد” رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين وصالح ألمح أيضاً إلى أن زيارة “ولد الشيخ” جزءٌ من العبث، خلال كلمة له بمناسبة الوحدة اليمنية بثت مساء أمس الإثنين.
ويأمل المبعوث الأممي الوصول إلى وقف إطلاق نار بحلول شهر رمضان المبارك الذي قد يوافق يوم 27 مايو/أيار الجاري.
 
المبادرة الأوروبية
وكانت وسائل إعلام دولية أشارت إلى مبادرة أوروبية تجتهد من أجلها الحكومة الألمانية وتقدمت بها إلى الأمم المتحدة وتتضمن أن “ينسحب الحوثيون من مدينة وميناء الحديدة على أن تتولى الأمن في المدينة والميناء قوات يمنية لم تشترك في الحرب، بما يسمح بدخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية”.
ويأتي ضمن الخُطَّة فتح مطار صنعاء الدولي أمام حركة الطائرات على أن تتولى الأمم المتحدة مراقبة وفحص الطائرات القادمة والخارجة من المطار.
وذكر أن ذلك يشمل وقف العمليات القتالية لمدة شهر رمضان، والانطلاق بعده إلى محادثات سلام جديدة بين ممثلي الحكومة اليمنية من جهة والحوثيين وصالح من جهة أخرى. لكن قبل ذلك سيتم تفعيل لجان وقف إطلاق النار بين الطرفين.
ويظهر أن الحكومة اليمنية وافقت خلال زيارتها لـ”برلين” الأسبوع الماضي، كما أن ممثلين للحوثيين بينهم القيادي في الجماعة علي العماد كان حاضراً لاجتماعات مع دبلوماسيين أوروبيين ووافق على الخطة، التي سيقدمها اليوم الاثنين “ولد الشيخ” إلى الحوثيين.
وقال مصدر دبلوماسي خليجي فضل عدم الكشف عن هويته لـ”يمن مونيتور”: “قد تنجح هذه المبادرة لكن لا يمكن ضمان عدم تغيّر موقف الحوثيين خصوصاً أن شبيهات لهذه الخُطّة قد تم الحديث عنها فعلاً في مشاورات الكويت، لكن الحوثيين كانوا يغيرون مواقفهم بين الفيّنة والأخرى”.
واحتضنت برلين لقاءات فردية برعاية الأمم المتحدة منذ مارس/ آذار الماضي، حسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ”يمن مونيتور”، حيث التقى مسؤولون في الحكومة الشرعية دبلوماسيين ألمان، وكذلك حوثيين وموالين لـ”علي عبدالله صالح” إلى جانب فريق “الطريق الثالث” والذي يتضمن مسؤولين حكوميين سابقين -أغلبهم من الموالين للرئيس السابق- وتهدف إلى انعاش “مبادرة كيري” مع بعض الترميمات.
وكانت المبادرة الألمانية للحل في اليمن ملفاً رئيساً لزيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المملكة العربية السعودية والإمارات نهاية ابريل/ نيسان الماضي وبداية مايو/ آيار الجاري، وتحدثت عن إحلال السلام في اليمن ووقف الأعمال القتالية في البلاد.
الدبلوماسيون يشيرون إلى أن هناك ضغوطاً من سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن من أجل التوصل إلى تسويه، كما أن سفيرة الاتحاد الأوروبي على إطلاع تام بما يدور في تلك المشاورات.
وتخشى دول غربية من تكرار النموذج السوري في انتشار الجماعات الجهادية والإرهابية في البلاد ذات الموقع الجغرافي الهام المؤثر إقليمياً ودولياً كرابط بين القارتين الآسيوية والأفريقية وممراً هاماً لـ 20 بالمائة من الشحن العالمي عبر مضيق “باب المندب” الاستراتيجي.
ويعوّل مراقبون على نجاح “برلين” في جمع الأطراف اليمنية لأنها لا تملك طموحاً توسعياً كما هو الأمر لدى روسيا والولايات المتحدة الأمريكيَّة، وبَعملٍ دؤوب تعتقد برلين أنها ستحقق نجاحاً في اختراق حالة الجمود التي تصيب المشهد السياسي اليمني مقابل التحشيد العسكري المستمر في جبهات القتال.
ومنذ مارس/أذار الماضي تحاول ألمانيا رأب الصدع اليمني خوفاً من تحول اليمن إلى سوريا وعراق ثانية تنتشر فيها الجماعات الجهادية كما تفعل دول الاتحاد الأوروبي.
وفشل المبعوث الأممي منذ اختتام مشاورات الكويت في السابع من أغسطس/ آب 2016، في جمع الأطراف على طاولة واحدة مجدداً، على الرغم من الحراك السياسي الذي شهدته الشهور الأخيرة من العام الماضي، من إعلان مبادرة وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، إلى الخطة الأممية التي أُطلق عليها “خارطة الطريق”، ورفضتها الحكومة.
 وستعتمد أي جولة مشاورات قادمة على مدى القبول بوقف إطلاق النار، كإجراء يتم قبل البدء بالعملية، وكذا مدى الثقة بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث فشلت ثلاث جولات من المشاورات السياسية -رعتها الأمم المتحدة- في إيجاد حل للصراع في اليمن.
وتشهد اليمن منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014، حربا بين القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني دعمتها لاحقاً (مارس/آذار2015) قوات “التحالف العربي” بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة، والقوات الموالية للحوثيين، والرئيس السابق من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى