مستشفيات صنعاء تغلق أبوابها أمام المصابين بوباء “الكوليرا”
أغلقت العديد من المشافي الحكومية في صنعاء أبوابها أمام المرضى نتيجة عجزها عن علاجهم. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
لم يتمكن “أحمد سعد الدين” من إدخال والدته المصابة بأعراض مرض الكوليرا، اليوم السبت، إلى أيّ من المستشفيات الحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل امتناع مستشفى الجمهوري التعليمي ومستشفى السبعين (من أكبر مستشفيات العاصمة) عن استقبال أي حالات مرضية مصابة بهذا الوباء.
وقال “أحمد” (26 عاماً)، الذي يسكن أحد الأحياء العشوائية في أمانة العاصمة لـ”يمن مونيتور”: “أخذت والدتي صباح اليوم بعد أن تعرضت لإسهال مائي حاد إلى مستشفى الجمهورية التعليمي إلا أنهم رفضوا استقبالها، أو حتى السؤال عنها وتم منعنا من التسجيل كإصابة حالة”.
وأضاف، “بعد رفض الجمهوري استقبال الحالة انتقلت مباشرة إلى مستشفى السبعين حيث تم الإشارة إلي بأن هناك وحدة خاص بمرض الكوليرا هناك وما كان مني إلا أن قمت بالانتقال إلى هناك مباشرة لأتفاجئ بأن مستشفى السبعين لم يعد أيضاً قادراً على استيعاب أي حالات لمرض الكوليرا بسبب امتلاء وحدة العزل الصحي والمعالجة وأصبحت في حيرة من أمري بعد تعذر اسعاف والدتي حتى بإسعافات أولية لإنقاذ حياتها”.
وتابع قائلاً: لم يكن أمامي غير اللجوء إلى مستشفى آزال الطبي (خاص)، وكنت أدرك مسبقاً أن مبلغ المعالجة سيكون مرتفعاً إذ أن كلفه ليلة الرقود في الليلة الواحدة تصل إلى 25 ألف ريال، مع هذا لا بديل آخر متاح”.
وقال مصدر طبي في مستشفى الجمهوري التعليمي لـ”يمن مونيتور”، أن المستشفى منع استقبال أي حالات مرضية خاصة بعدوى مرض الكوليرا، ولم يعد يستطيع استقبال ولا حتى حالة واحدة وان الطابقين التي تم تجهيزهم لاستقبال المرضى بداء الكوليرا ممتلئ وليس في أيدينا أي عمل أو حيلة لاستقبال المزيد.
وكشف المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، أن “عدد الاصابات التي سجلت في الأيام السابقة في مستشفى الجمهوري فقط وصل إلى 946 حالة في دخول وخروج مستمر”، لافتاً إلى أن “عدد الحالات المرقدة والمصابة تنوعت بين النساء والرجال وصلت 76 حالة مصابين بداء الكوليرا”.
وحول سبب انتشار الوباء، قال المصدر الطبي أنه “جاء نتيجة لهطول الأمطار وازدياد منسوب المياه الراكدة”.
وعاود وباء الكوليرا إلى الانتشار بعد أن غادر اليمن قبل نحو 40 عاماً، نتيجة طبيعية لغياب مؤسسات الدولة، بعد اجتياحها من قبل مسلحي الحوثي أواخر سبتمبر/ ايلول 2014.
وقدرت المنظمة العالمية في بيان لها، أن 7 ملايين و600 ألف شخص يعيشون في مناطق باليمن معرضون لخطر انتقال “الكوليرا”.
و”الكوليرا” مرض معدي، يسبب “الإسهال المائي الحاد”، ينجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوثة بالبكتيريا، والعدوى قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُركت من دون علاج.
وظهرت معظم الإصابات بالكوليرا في المحافظات الخاضعة للحوثيين، وخصوصاً صنعاء والحديدة والمحويت شمالي غرب اليمن.
وتعاني مستشفيات العديد من المدن اليمنية، بينها العاصمة صنعاء، نقصاً في الدواء والمستلزمات الصحية، في ظل حرب شعواء فرضها الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق “علي عبدالله صالح” منذ أكثر من عامين.
وذكرت منظمة اليونيسف، في تقرير أصدرته في أغسطس/ آب الماضي، أن النزاع في اليمن يدمر واحدة من أفقر الدول العربية، مشيرة إلى تعطل الخدمات الصحية، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، وإغلاق المدارس، وارتفاع أعداد الأطفال المجندين.