صرنا في بيوتٍ دافئة
وبقيتْ البلادُ بدلاً عنّا في العراء
نتألّمُ من الصقيع الذي يجلدُ الأشجارَ طوال الليل
وكما فعلوا مع حياتِنا
يأخذونَها الآنَ
إلى إسطبلاتٍ واسعة.
إسطبلات واسعة
صرنا في بيوتٍ دافئة
وبقيتْ البلادُ بدلاً عنّا في العراء
نتألّمُ من الصقيع الذي يجلدُ الأشجارَ
طوال الليل
وكما فعلوا مع حياتِنا
يأخذونَها الآنَ
إلى إسطبلاتٍ واسعة.
أكياس النفايات
توجدُ هنا خنازير بريّة
وذئاب أتتْ من بلغاريا
قد تُهاجمنَا في أيّ وقت.
ونحن نُخرجُ كلّ مساء ذكرياتِنا كجزية
ونضعهُا
كأكياس النفايات في الخارج.
نُغلقُ الأبوابَ وننظرُ من النافذة إلى
الذئاب
وهي تنهشُ أكياسَنا.
2
لا نحتارُ في ثيابنا
فكلّها صارت سوداء.
3
نلبسُ ثيابَنا السوداء
وترتجفُ ظلالنا التي تسقط على الذئاب من
النافذة.
4
نذهبُ في الصباح إلى الغابة بالطبع
لدينا هذا الوقت الطويل
لدفنِ ظلالِنا.
قلبي لا يرقّ
أضعُ يدي على فم الحياة
أرى المفاجأة وهي تهزّها
يدي تضغط وتضغط فتتسعُ العينان
لا أتراجع عندما تلعقُ دموعُها أصابعي
قلبي لا يرقّ
وأنا أديرُ وجهي إلى النافذة
وأتابع صورتنا المقلوبة هناك.
هكذا … فقدتُ الأمل
في قاع البحر توجدُ القارّة التي غرقت
فقاعاتُ صخبِ سكّانها تصلُ إليّ كزَبد.
ورأيتُ
في ذلك الزبد
النظراتِ الأخيرة لأطفالٍ صغار
قبلَ أن تمتلئ رئاتُهم بالماء المالح
وينفرُ
مرجانٌ بحريّ
من أنوفهم.
ورأيتُ أياديهم ممدودة للسراب.
ورأيتُ الأمَّ التي رموا طفلها الحيّ في
البحر
وتركوا طفلها الميّت نائماً في حضنها.
ورأيتُ الأسماك تبكي على قتلانا
رأيتُها تنقرُ أرجلَ الأطفال
كي يرجعوا إلى شقاوتهم
رأيتُها تدخلُ في عيونهم وأفواههم
باحثة
عن ذرّة حياة
لم تتبدّد.
صرتُ
أحملُ ذلك الماء القليل معي إلى البيت،
وقبلَ النوم
أشربُ القليلَ منه
وهكذا
فقدتُ الأمل..
نقلا عن المنبر العربي الثقافي “ضفة ثالثة”