هل يستطيع “صالح” خداع الخليجيين مرةً اخرى؟
يحاول صالح أن يخدع الخليجيين مرة اخرى، من خلال شائعات تخليه عن تحالفه مع الحوثيين. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يحث الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الخطى نحو ممارسة الخداع على دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، مرةً اخرى.
وبدت وسائل إعلام سعودية وإماراتية، بينها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، مبتهجةً بمجرد شائعات تقول إن “صالح ينوي بيع الحوثيين للتحالف العربي”، وهو الرجل الذي طالما تفاخر بتحالفه مع الجماعة المسلحة والقتال في خندق واحد ضد من يسميهم “العدوان”.
صالح، الذي استدرج الاقليم والمجتمع الدولي وانتزع حصانة من الملاحقة إبان ثورة فبراير 2011 التي أطاحت بنظام حكمه، يمارس الدور ذاته للخروج بأقل الخسائر التي تسبب بها وحليفه جماعة الحوثي المسلحة، وراح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى، ناهيك عن انهيار وشيك لمؤسسات الدولة ووضع اقتصادي يقف على حافة الهاوية.
ومع بوادر العودة إلى طاولة المفاوضات، يجتهد إعلام صالح في تصوير “الزعيم” كما لو لم يكن طرفاً في الحرب، وهي حيلة ربما يهدف من خلالها إلى الدخول إلى الجولة الحديدة من مشاروات السلام “منفرداً” بعد تعرض جناحه في حزب المؤتمر الشعبي العام إلى التهميش من قِبل الحوثيين، خلال الجولات السابقة.
ويدرك اليمنيون، أكثر من غيرهم، أن الخداع والمكر سمتان بارزتان لدى الشخصية التي حكمت البلاد نحو 33 عاماً، عجزت خلالها عن بناء مؤسسات دولة حقيقية، لتزيحه ثورة شعبية عارمة عن كرسي الرجل الأول، وينتهى به المطاف إلى حضن مليشيا مسلحة قادمة من شمال الشمال لتحكم البلاد بالحديد والنار.
يستطيع الرجل من خلال شخصيات مقربة منه، لحقت بسفينة الشرعية، وتُقيم في الرياض وأبوظبي، تمرير العديد من الرسائل وتصويرها كما لو كانت “فك ارتباط” بين حزبه وجماعة الحوثي المسلحة لكنها في حقيقة الأمر مجرد مناورة لجس نبض دول التحالف العربي فيما يتصل بايجاد مخرج للرجل من الجرائم التي ارتكبها بحق ابناء شعبه، من خلال تحالفه مع المسلحين الحوثيين وشنّ حروب في أكثر من منطقة يمنية، وكذا على الحدود مع السعودية.
ودابت وكالة الأنباء السعودية (واس)، منذ أيام، على نشر أنباء من قبيل أن “صالح أعطى الضوء الأخضر لوسائل الاعلام التابعة له لتعرية زعيم الميليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي وفضحها أمام المواطن اليمني”.
وتضيف الوكالة “أن صالح سمح لقناة اليمن اليوم التلفزيونية (المملوكة له) بمهاجمة الحوثي واستضافة المناوئين لميليشيا الحوثي والمتضررين منها وفضحها أمام المواطن اليمني وبيان علاقتها بإيران وإنها باعت اليمن إلى طهران بثمن بخس”.
يحاول صالح، أو الذين يمدّون الوكالة بمثل هكذا تقارير، أن يبريء نفسه وأن يلقي بالمسؤولية على الحوثيين منفردين، خلافاً لما يقوله بعظمة لسانه في أكثر من لقاء تلفزيوني أنه حليف للحوثي ويخوضان الحرب جنباً إلى جنب “دفاعاً عن اليمن، وضداً للعدوان”.
وتتبعاً للمفردات التي يستخدمها الإعلام الخليجي، فإننا نلحظ أنها اقل حدةً من ذي قبل، وتصف الرجل بأنه “رئيس حزب المؤتمر الشعبي” بدلاً عن المخلوع، في أكثر من مادة، حتى أنه يُخيّل غليك أنها لا تتحدث عن المطلوب “رقم1” للتحالف والشرعية التي تقاتل إلى جانبها.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “البيان”، واحدة من كبريات الصحف الامارتية، إن صالح يعد خطة لاستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، متناسية أن صالح شريك اساسي في الحرب والسياسة، وأنه لا يخفِ دوره في تمكين الحوثيين من مؤسسات الدولة في صنعاء وغيرها من المدن.
وسبق أن طمأن “صالح” الحوثيين بقوله إنه “رفض كل الضغوطات والإغراءات وأساليب الترهيب من أجل أن يكون هناك اصطفاف ضد أنصار الله.. ورفضنا مئات الملايين من الدولارات التي عرضت علينا من أجل الإصطفاف مع الإخوان المسلمين وهادي وقوى التآمر ضد فصيل من الشعب اليمني (يعني الحوثيين).
وفي بيان سابق، أشار إلى أن “الاقدار شاءت أن يقف حزبه في خندق واحد مع أنصار الله (الحوثيين) ضد العدوان (التحالف العربي)، مشكّلين جبهة صد قوية أمام المخططات والمشاريع التمزيقية التي يخطط لها الأعداء”.
صحيح أن هناك خلافات كبيرة تعصف بتحالف الحرب الداخلية (الحوثي، صالح)، وبين حين وآخر تنعكس على أداء وسائل الإعلام التابعة لهما، لكن مراقبين يستبعدون أن تتطور إلى مواجهات، وستبقى مجرد مناورات كلامية.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، اجتاحت جماعة الحوثي المسلحة بتواطؤ من قوات عسكرية محسوبة على الرئيس السابق علي صالح، العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية في البلاد، ما أدى إلى مغادرة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وحكومته البلاد.
لكن الحلفاء (الحوثي وصالح) تعرضوا لخسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء الهجمات التي ينفذها ضدهم تحالف عسكري عربي تقوده السعودية منذ 26 مارس/ آذار 2015.