“التشاؤم” يلازم الجولة الجديدة للمبعوث الأممي إلى اليمن
أرسلت الأمم المتحدة ممثلها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إلى السعودية، في مسعىً للحصول على تهدئة في اليمن. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أرسلت الأمم المتحدة ممثلها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قبل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية، كما أنها قبل شهر رمضان المبارك، في مسعىً للحصول على تهدئة في البلاد التي تمزقها الحرب منذ أكثر من عامين.
ومن المقرر وصول ولد الشيخ أحمد، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض لاستئناف مساعي الأمم المتحدة لإحلال السلام في اليمن، وسط حالة من التشاؤم مع زيادة وتيرة العمليات العسكرية في البلاد.
ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف العربي لبحث وقف إطلاق النار واستئناف المشاورات بين أطراف النزاع.
وتقول مصادر مطلعة لـ”يمن مونيتور” إن ولد الشيخ سيلتقي ممثلين عن الحوثيين في العاصمة العُمانية مسقط.
وتشير جهوده إلى محورين: “هدنة جديدة لوقف إطلاق النار في شهر رمضان. وعقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف النزاع”.
لكن محللين يرون ألا جدوى من جولة ولد الشيخ إلى المنطقة منهم عبدالوهاب الشرفي المحلل السياسي القريب من الحوثيين، الذي أجاب في تصريح للتلفزيون الألماني وتابعه “يمن مونيتور” بأنه “جدوى من زيارة ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة، نحن لدنيا مقترح لولد الشيخ وقبل به الجميع والأطراف المعنية بالملف اليمني ويرفضه هادي”.
ويقول الشرفي إن “هذه الجولة ستخفق وربما أن هذه الزيارة لها علاقة بتخفيف الضغط الأمريكي على الأمم المتحدة”.
ولا يرجح الشرفي أن يكون الحلَّ السياسي في اليمن ممكناً. هناك تقدم حققوه ليس على بعد عسكري ولكنه على أساس القضية الجنوبية.
من جانبه يقول فهد الشليمي محلل سياسي كويتي في تصريح لنفس التلفزيون الذي تابعه “يمن مونيتور”: “الأمم المتحدة تحاول أن تجد صيغة ترضي جميع الأطراف حتى في بياناتها تجدها ضبابية ولا تكون واضحة”، مضيفاً: “أقول لولد الشيخ فاتك القطار لا يوجد حلّ سياسي، انتهى الموضوع، اعتقد إن الرئيس اليمني وقيادة التحالف ترى إن الخيار العسكري هو الخيار الأنسب، وبعدها يأتي الخيار السياسي بعدها، وتعرف العمل العسكري هو آخر خيار سياسي يلجأ إليه الخصوم”.
وأضاف: “كانت هناك خمس جولات وقرارات أممية وجلسوا في الكويت 70 يوماً، وانصح الحكومة بتنفيذ العملية العسكرية وإغلاق المفاوضات”.
يعتقد الشليمي أن التحالف سيتجه لتحرير ميناء الحديدة، وسيقوم بتطوير عملياته في صعدة.
وفشل المبعوث الأممي منذ اختتام مشاورات الكويت في السابع من أغسطس/ آب 2016، في جمع الأطراف على طاولة واحدة مجدداً، على الرغم من الحراك السياسي الذي شهدته الشهور الأخيرة من العام الماضي، من إعلان مبادرة وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، إلى الخطة الأممية التي أُطلق عليها “خارطة الطريق”، ورفضتها الحكومة.
وستعتمد أي جولة مشاورات قادمة على مدى القبول بوقف إطلاق النار، كإجراء يتم قبل البدء بالعملية، وكذا مدى الثقة بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث فشلت ثلاث جولات من المشاورات السياسية -رعتها الأمم المتحدة- في إيجاد حل للصراع في اليمن.
وتشهد اليمن منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014، حربا بين القوات الموالية لحكومة الرئيس اليمني دعمتها لاحقاً (مارس/آذار2015) قوات “التحالف العربي” بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة، والقوات الموالية للحوثيين، والرئيس السابق من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.