من شهقة الوقت حتى غفوة الزمنِ
و الله يزرع ورد الحب في وطني
من شهقة الوقت حتى غفوة الزمنِ
و الله يزرع ورد الحب في وطني
لم تلمس الريح غصناً
في مخيّلة التاريخ
إلا و فاحتْ نكهة اليمنِ
من قبل أن تجد الدنيا أصابعها
وجدتي في صميم الصخر ترسمني
لكل قبضة طينٍ قصةٌ و فمٌ
يستحضر اللغة الأولى لتشرحني
لم أهبط الأرض إني قد خلقتُ هنا
في الجنتين وتحتي عرش ذي يزنِ
كانت وسادة أمي نجمةً وعلى
أبواب قريتنا شمسٌ تؤرجحني
وكنت ألعب بالأيام أجمعها
ليلاً و أجعلها خيلاً لتحملني
إني تسلّقت حبّات الهواء لكي
تكون لي نجمةٌ باسمي تؤبّدني
ما في النجوم التي تزهو السماء بها
إلا سهيل اليماني حارس المدنِ
كل الكواكب كانت دون قامتها
وكان ظلّ بلادي شاهق الأُذُنِ
أتيت والأرض نهدٌ غير مكتملٍ
وعندما بُستها دارتْ لتحضنني
كان الطريق إلى الأعلى بلا بصرٍ
وكنت أول من مرّوا فأبصرني
والجاهلية كانت تأكل ابنتها
وبنت قلبي أربّيها لتحكمني
نقشاً على القمر المعبود كان أبي
وعندما أسلمت بلقيس أسلمني
من قبل أن تعرف الصحراء خالقها
والشمس أعبدها يوما وتعبدني
مذ كانت النطفة الأولى معلقةً
في ظهر قحطان لم تسجد إلى وثنِ
هنا خلقتُ على هذا التراب وفي
أحضانه اكتمل المعنى وأكملني
أنا البقاء ولن يفنى البقاء ولو
ألقتْ عليه المآسي صخرة الشجنِ
بمالها تهدم الحمقاء صورتها
وبي ستنهض أنقاضي لتعمرني
ستخرج النار من ماء الخليج إذا
لم تتَّبعْ ريحها ما تشتهي سفني
وسوف تَشْرَق بالمكر الرمال كما
ستقتل النفطَ بعدي غصةُ اللبنِ
عامان شفنا بها ما لا يمرّ على
بالٍ وصرنا بلا أمنٍ ولا مُؤنِ
جاعت عصافير قلبي بعدما أكل ال
جراد قلبي و صبّ اللحن للمحنِ
جاع البنفسج في الوادي و أوجعهُ
شمُّ الخديعة في شال الأخ النتنِ
جاعت حكاياتنا العظمى وأتعبها
هذا الفراغ الذي استلقى وأتعبني
جوعي أنا سوف ينساني ويأكلكم
يا من تعيش أساميكم على بدني
و سوف تلتمُّ أشلائي وتخرجكم
من الحياة جثاميناً بلا كفنِ
لن تطمس السلطة السوداء ضوء فمي
ولن أبيع بلادي للغد الخشنِ
والطارئون وإنْ سلّوا خناجرهم
أقل من قتل هذا التبع اليمني
لي في الجبال بيوتٌ منذ نشأتها
والأدعياء بلا سُكنى ولا سكنِ
أنا سليل الروابي وابن تربتها
كم أشبه الأرض في شكلي وتشبهني
لي قهوة النور في صنعاء تشربني
ولي بخور البنات السُّمر في عدنِ
والله يزرع ورد الحب في وطني
من شهقة الوقت حتى غفوة الزمنِ