ساحة العروض ودعت أحدث دفعة من المتظاهرين الجنوبيين. فقد أنهى الآلاف من المحتجين تظاهرة عقدت للاحتجاج على قرار إقالة اللواء عيدروس الزبيدي من منصبه محافظاً لمحافظة عدن.
ساحة العروض ودعت أحدث دفعة من المتظاهرين
الجنوبيين. فقد أنهى الآلاف من المحتجين تظاهرة عقدت للاحتجاج على قرار إقالة اللواء
عيدروس الزبيدي من منصبه محافظاً لمحافظة عدن.
وعلى الإثر بدأ الجدل حول “المليونية”
الإعلامية للحراك الجنوبي، التي ألغت ما قبلها من “مليونيات” الحراك التي
تم تسييرها إبان سيطرة القوى الأمنية للمخلوع صالح على عدن وبالتزامن مع ثورة الحادي
عشر من فبراير 2011 وفي عهد الرئيس هادي أيضاً.
في ذلك الوقت كانت أجهزة المخلوع صالح توفر
كل شيء لتلك “المليونيات” بما في ذلك الأعلام وصور القادة الحراكيين. نعم
كل شيء كان يتم تجهيزه في صنعاء في دائرة التوجيه المعنوي وبإشراف علي الشاطر.
من هذه الخلفية المشوشة والملغومة بالأجندات
غير الجنوبية، جاءت تظاهرة الحراك، وجاء أيضاً “بيان عدن التاريخي” كما يسميه
المشاركون في هذه التظاهرة غير المليونية.
فقد شدد هذا البيان على أن تظاهرة اليوم
“مليونية غير مسبوقة”، وهذا ينفي صفة المليونية عن “مليونيات”
السنوات الماضية.
فما الذي حققته تظاهرة ساحة العروض هذه
المرة؟ في حقيقة الأمر لم تحقق أي شيء غير أنها شكلت تجمعاً لشتم الرئيس هادي ونائبه
وتقريعهما ومعهما حزب الإصلاح الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يحدث في عدن، ولا علاقة
له حتى بمسيرة البطون الخاوية التي لم نالت ما نالت من هجوم المشاركين في هذه التظاهرة.
إنها جاءت كما سابقاتها جزء من تصفيات حسابات
الأطراف، لم تنجز ما وعدت به ولن تنجز، ليس لأن المشاركين في هذه التظاهرة لا يمتلكون
الشجاعة لإعلان الانفصال، ولكنهم لا يمتلكون الشرعية ولا المشروعية، فهذا العدد المتواضع،
مخجل ولا يعطيهم الحق حتى للاعتراض على قرارات رئيس الجمهورية التي تدخل في صلب صلاحياته
الدستورية.
قناة سكاي نيوز التي تبث من أبو ظبي واكبت
تظاهرة ساحة العروض، ولكنها وجدت صعوبة في توسيع الصورة، لم تتحرك الكاميرا وبقيت ثابتة
على المنصة التي غطت واجهتها صور حكام دول التحالف السابقين والحاليين.
بيان التظاهرة ليس تاريخياً، إنه البيان
الذي وقع في تناقض واضح، فهو يعترض على قرارات الرئيس الشرعي، في الوقت الذي يتحدث
عما يسميها “الإرادة الشعبية الجنوبية صاحبة الشرعية الحقيقة دون غيرها”
فما حاجة هذه المشروعية لقرارات رئيس لا تعترف به.
لا بل أنها “تعبر عن موقفها ورغبتها بممارسة
حقها القانوني في حماية قضية الجنوب وتحصينها وضمان سلامة مسارها”.
البيان تحدث عن “توافر العوامل الذاتية
والموضوعية في هذه اللحظة التاريخية التي لابد من التقاطها والاستفادة منها”.
وهذه الإشارة الخطيرة إلى الإمكانيات لا تقصد سوى الغطاء الذي يوفره التحالف أو جزء
من التحالف على وجه الدقة، لهذه المجاميع، لتتحرك خارج السياق، وتعطل أداء السلطة الشرعية
في العاصمة المؤقتة عدن.
لقد بدا الحراك الجنوبي أكثر عزلة من ذي
قبل، بعد إنجاز تظاهرة ساحة العروض، وها هو حجمه يتضاءل شيئاً فشيئاً ليعبر بشكل دقيق
عن أجزاء من الضالع ويافع ليس أكثر.
سيبقى أمام المتحمسين للتظاهرة فرصة للتناوش
واستعراض القوة في الفضاء الإليكتروني وفي مواقع التواصل الاجتماعي، ليستمرون في الادعاء
بأنهم أنجزوا مليونية وبأنهم قرروا مصير الجنوب إلى غير رجعة وهي ادعاءات لا أساس لها
على أرض الواقع.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور)
ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها
ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.