التايمز: تنظيم القاعدة لم يختفِ من جنوب اليمن على الرغم من طرده
ويشير ريتشارد سبنسر موفد الصحيفة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في تقريره الذي جاء بعنوان القاعدة تسعى لاستغلال الفوضى اليمنية” أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لم يختف من المنطقة على الرغم من طرده بعيدا عن الساحل اليمني الجنوبي. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة
قالت صحيفة التايمز البريطانية إن نفوذ وسيطرة تنظيم القاعدة في محافظات جنوبي اليمن يعود إلى استغلاله حالة الفوضى التي تمر بها البلاد جراء الحرب.
ويشير ريتشارد سبنسر موفد الصحيفة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في تقريره الذي جاء بعنوان القاعدة تسعى لاستغلال الفوضى اليمنية” أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لم يختف من المنطقة على الرغم من طرده بعيدا عن الساحل اليمني الجنوبي.
ويقول التقرير إن حاكم عدن، عيدروس الزبيدي، اتهم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بمواصلة التعاون مع الجماعة الإرهابية، بما في ذلك دفع رواتب “للمتشددين”. -حسب ترجمة لصحيفة “عربي21”.
ويضيف أن رد هادي كان عزل حاكم عدن، مجازفا بمواجهة أخرى مع الإماراتيين والسعوديين، في التحالف الذي يدعمه، والذين ابقوا الزبيدي في وظيفة شكلية على الأقل على الرغم من الشكوك، بحسب التقرير.
وينقل التقرير تصريحات من قادة عسكريين في التحالف عن تراجع التنظيم في جنوب اليمن وتضاؤل الدعم المقدم له في الأوساط القبلية، حيث أشار بعضهم إلى نجاحهم في معركة كسب قلوب وأذهان القبائل المحلية.
وطرد التنظيم من عدن بتدخل من قوات خاصة من الإمارات العربية المتحدة، وقوات من مقاتلين قبليين يمنيين وبدعم من جوي أمريكي.
وقال الضابط أحمد صالح العامري، وهو قائد بالقوات اليمنية، تتولى قواته السيطرة على تلة صحراوية شرق عدن، التي كانت معقلا في السابق لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إن قواته تفوز بمعركة قلوب وعقول القبائل المحلية، وأن التنظيم لم يعد يحظى بحاضنة قبلية كما كان سابقا.
وقال “في كل بلد هناك خارجون عن القانون”. وأضاف “لكن الخارجين عن القانون الذين يدعمون القاعدة اصبحوا اقل عددا”.
لكن سبنسر يقول إن الأدلة على ذلك في شوارع عدن تبدو غامضة، فسلف الزبيدي في حكم عدن اغتيل بهجوم بسيارة مفخخة، كما فجر تنظيم القاعدة مكتبة عدن المركزية بعد وقت قليل من بنائها في لفتة إنسانية رمزية من الهلال الأحمر الإماراتي.
وينقل عن طالبات في إحدى مدارس عدن قولهن إنهن لا يتمكن من النوم ليلا بسبب أصوات إطلاق النار، وعن دبلوماسيين غربيين قولهم إن القاعدة قد اتخذت قرارا استراتيجيا في ألا تحاول استعادة السيطرة على المنطقة ما دامت الفوضى تضرب الفوضى حتى لا تصبح صيدا سهلا للاستهداف، وأشاروا أنهم (القاعدة) أكثر قوة من أي وقت مضى”.
وقال توماس جوسلين، المحلل الذي قدم صورة قاتمة لقوة الجماعة في عرض للكونغرس الأمريكي الشهر الماضي: “القاعدة في اليمن قوية”. وأضاف إنه على الرغم من سنوات من القتال والقصف من قبل طائرات بدون طيار أمريكية، فإنها تحتفظ بالقدرة على التجديد وحتى تضع نفسها “حاكما شرعيا” في العديد من المجالات.
وتشتهر القاعدة في شبه جزيرة العرب بشن هجماتها على أهداف غربية، وقد حاولت يوم عيد الميلاد عام 2009 إسقاط طائرة تابعة لشركة نورث ويست إيرلينس فوق ديترويت، وذلك باستخدام عمر فاروق عبد المطلب، النيجيري الذي كان يخفي قنبلة في ملابسه الداخلية.
وختم سبنسر تقريره بالقول إن قوة القاعدة في اليمن ليست جديدة، وقد أنشأت نفسها في التسعينات، مستغلة الجذور القبلية لعائلة زعيمها السابق أسامة بن لادن الذي تعود جذوره لمحافظة حضرموت اليمنية.