هل تكفي “مليار دولار” جُمعت في جنيف لإنقاذ اليمن من المجاعة؟!
أعلنت عدد من دول العالم، تقديمها قرابة (مليار دولار) أكثر 936 مليون دولار، لمساعدة اليمن إنسانياً، وذلك خلال مؤتمر “تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن” الدولي الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، اليوم الثلاثاء، للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية. يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة:
أعلنت عدد من دول العالم، تقديمها قرابة (مليار دولار) أكثر 936 مليون دولار، لمساعدة اليمن إنسانياً، وذلك خلال مؤتمر “تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن” الدولي الذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، اليوم الثلاثاء، للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية.
ولايبدو أن هذا المبلغ كافياً لوقف مجاعة حقيقية في البلد الذي يعاني من صراع ازداد دموية منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م،
ففي أوائل فبراير/شباط الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداء إنسانيا لصالح اليمن بقيمة 2.1 مليار دولار لمواجهة المجاعة وتوفير مساعدات واحتياجات ضرورية لنحو 12 مليون شخص مهدد بالموت جوعا بسبب نقص الغذاء.
وكانت بريطانيا متصدرة المتبرعين فقد تبرعت بمبلغ 139 مليون جنية إسترليني (178.3 ملايين دولار)، تليها الاتحاد الأوروبي بـ116 مليون يورو (126.3 ملايين دولار)”، ثمَّ المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار، والكويت بمبلغ 100 مليون دولار، والإمارات بمبلغ 100 مليون دولار، وأمريكا 75 مليون دولار، واليابان بـ 62 مليون دولار”، والصين بـ 60 مليون دولار، وألمانيا 50 مليون يورو (54.5 ملايين دولار)، وبلجيكا بـ10 مليون يورو (10.9 ملايين دولار)، وأستراليا بـ10 ملايين دولار، وكوريا الجنوبية بـ4 ملايين دولار، وإيطاليا بـ5 ملايين يورو (5.4 ملايين دولار).
وخلفت الحرب في اليمن معاناة إنسانية كبيرة مع انتشار حالات سوء التغذية بين الاطفال بسبب نقص الإمدادات.
الأمم المتحدة
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في كلمة الافتتاح الدول المانحة على مضاعفة مساعداتها لتجاوز العجز في تمويل الاحتياجات الضرورية للمحتاجين في مناطق الصراع كافة.
وقال غوتيريس إن طفلا أقل من خمسة أعوام يموت كل عشر دقائق بأسباب يمكن الوقاية منها غير أنه لم يتم تدبير سوى 15 في المئة من المبلغ المطلوب للإغاثة في اليمن الذي يقدر بنحو 2.1مليار دولار.
وأكد إن الحل السياسي للصراع الدائر هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة وأن المساعدات الانسانية يجب ان تستمر في الوصول الى كل اليمنيين في كل مناطق الصراع دون تمييز.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد الكارثة الإنسانية الأكبر على الإطلاق في الوقت الحالي.
وأكد برنامج الغذاء العالمي التابع الأمم المتحدة أن اليمن على شفا المجاعة.
الموقف كارثي
ويقول مدير عمليات الصليب الاحمر الدولي في الشرق الاوسط روبرت مارديني، الذي عاد منذ وقت قصير من زيارة لليمن، إن “الموقف كارثي” .
وأضاف “كل من قابلناهم أكدوا أن الحياة أصبحت غير محتملة”.
ووصفت كارولين اننج من منظمة “انقذوا الأطفال” الأوضاع في اليمن بأنه “صراع منسي”.
وأضافت أن انشغال العالم يما يحدث في سوريا والعراق، حرم اليمن ليس من الطعام فقط بل أيضا من الجهود الدبلوماسية اللازمة لإنهاء الحرب، معربة عن أملها في أن يجلب المؤتمر المنعقد في جنيف الاهتمام الذي يحتاجه البلد المنكوب بشدة.
وقالت “أي خطوة من شأنها أن تعيد اليمن إلى الخريطة وتجلب لأزمته الإهتمام اللازم تعد خطوة إيجابية”.
وتقول كارولين آننج “سكان الحديدة على شفا المجاعة”، وأضافت “شن هجمات بالمنطقة يزيد الوضع سوءا”.
من المقرر أن تحذر منظمات انسانية من العقبات التي تواجه ايصال المساعدات بشكل عاجل خاصة للأطفال في اليمن.
مجاعة حقيقية
ودعا ستيفن أوبرين، مسؤول إغاثة الطواري في الأمم المتحدة، دول الخليج إلى اتخاذ إجراء يحول دون حدوث مجاعة حقيقة في اليمن يتعرض لها الملايين من سكان البلاد.
وقال أوبرين إن “الأمور تتطور بسرعة في اتجاه التحول إلى أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق.”
وحث دول المنطقة على “النهوض بمسؤوليتها في دعم اليمنيين المحاصرين بسبب هذا الصراع.”
وتصل خدمات الإغاثة التي تقدمها المنظمات الإنسانية الكبرى إلى حوالي خمسة ملايين يمني، وذلك “رغم المعوقات البيروقراطية وصعوبة الوصول إلى الحالات الإنسانية، بما في ذلك إغلاق الموانيء اليمنية”، وفقا لأوبرين.
ودعت منظمة أوكسفام الخيرية الدول المتبرعة إلى النهوض بمسؤوليتها في توفير المساعدات الإنسانية الضرورية بدلا من توريد الأسلحة لتأجيج نيران الصراع.
وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إنه على المجتمع الدولي أن يبعث برسالة إلى التحالف الذي تقوده السعودية تفيد أن الهجوم على ميناء الحديدة، المدخل البحري الاستراتيجي إلى اليمن عبر البحر الأحمر الذي يصل عبره 70 في المئة من واردت الغذاء اليمنية، “غير مقبول.
وقال ماجد فرحات، رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن إن “سكان الحديدة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة يخشون التصعيد المحتمل.”
وحولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وارداتها إلى اليمن لتدخل البلاد جوا عبر مطار صنعاء، وبرا عبر الأراضي العمانية.