ماكرون يجمع الداعمين ولوبن تختار الهجوم
ينطلق إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا من موقع المرشح الأفضل حظوظا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 أيار/مايو، متقدما على القومية مارين لوبن المعادية للعولمة، في وقت بدأت تتشكل “جبهة جمهورية” لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
يمن مونيتور/ باريس/ الفرنسية:
ينطلق إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا من موقع المرشح الأفضل حظوظا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 أيار/مايو، متقدما على القومية مارين لوبن المعادية للعولمة، في وقت بدأت تتشكل “جبهة جمهورية” لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.
واستأنفت مارين لوبن التي حققت أفضل نتائج لها في الأرياف والبلدات الصغيرة والمناطق التي عانت من عواقب العولمة، حملتها منذ صباح الاثنين مع زيارة إلى شمال فرنسا.
وقالت في تصريح الى القناة الفرنسية الثانية مساء الاثنين “نحن قادرون على الفوز، وسأقول لكم شيئا افضل، سنفوز”.
وتعليقا على استطلاعات الراي التي تعطي ماكرون فائزا في الدورة الثانية ب60% من الاصوات مقابل 40% لها قالت “عشر نقاط صغيرة ؟ صدقوني هذا امر يسهل القيام به”.
وهاجمت لوبن ماكرون قائلة ان “الضباب” المحيط ببرنامجه سيتبدد قريبا.
وتجمع مئات الاشخاص في ساحة الجمهورية في باريس مساء الاثنين تعبيرا عن رفضهم لوصول لوبن وعن استعدادهم لبذل كل ما هو ممكن لمنعها من الوصول الى قصر الاليزيه.
وأسفرت الدورة الأولى من الانتخابات التي تميزت بمشاركة كثيفة ناهزت 80%، عن خروج الحزبين الكبيرين اليميني (“الجمهوريون”) واليساري (الحزب الاشتراكي) من الشوط الأخير من السباق إلى قصر الإليزيه، في وضع غير مسبوق في فرنسا، مع بروز مرشحين على طرفي نقيض أوصلتهما رغبة الفرنسيين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم.
في ختام حملة انتخابية حافلة بالمفاجآت استمرت عدة أشهر، تصدر الوسطي إيمانويل ماكرون (39 عاما) نتائج الدورة الأولى الأحد حاصدا 24,01% من الأصوات، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن (48 عاما) في المرتبة الثانية بحصولها على 21,30% من الأصوات، محققة نتيجة تاريخية لهذا الحزب فاقت سبعة ملايين صوت، بحسب النتائج النهائية.
واعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه سيصوت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 7 ايار/مايو لماكرون معتبرا ان لوبن تشكل “مجازفة” بالنسبة لمستقبل البلاد.
وقال الرئيس الاشتراكي ان “حضور اليمين المتطرف يعرض بلدنا مجددا للخطر (…) وازاء هذه المجازفة، لا بد من التعبئة ومن الوضوح في الخيار. اما انا فسامنح صوتي لايمانويل ماكرون”.
وسيشارك ماكرون ولوبن في مناظرة تلفزيونية في الثالث من ايار/مايو، كما اعلنت اوساط ماكرون الاثنين.
وقال ماكرون مخاطبا أنصاره المتجمعين مساء الأحد في باريس “بدلنا خلال سنة وجه الحياة السياسية الفرنسية”.
ورأى المحلل لدى مصرف “دويتشه بنك إيه جي” في نيويورك سيباستيان غالي أن النتيجة التي حققها وزير الاقتصاد السابق وتوقعات فوزه بعد تجيير الأصوات المرتقب لصالحه من أجل قطع الطريق على اليمين المتطرف، “هو السيناريو المثالي الذي كانت الأسواق تحلم به يائسة” بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي في حزيران/يونيو ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض معتمدا برنامجا يقوم على الحمائية.
ونوهت لوبن أمام مناصريها بنتيجة “تاريخية” غير مسبوقة، بحصولها على 7,6 ملايين صوت بحسب النتائج شبه النهائية، بعدما كانت جميع استطلاعات الرأي منذ 2013 تتوقع تأهلها إلى الدورة الثانية.
ومني المحافظ فرنسوا فيون بهزيمة مذلة بعدما وجهت إليه التهمة في قضية وظائف وهمية انعكست على حملته، وحل في المرتبة الثالثة متنافسا مع زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي حقق اختراقا قياسيا بعد حملة خارجة عن الأنماط المعروفة تمحورت حول إعادة ترتيب مؤسسات الجمهورية.
أما الاشتراكي بنوا آمون، فوصف بنفسه نتيجته بأنها “كارثة”، إذ لم يجمع سوى 6,35% من الأصوات في ختام ولاية رئاسية اشتراكية مستمرة منذ خمس سنوات.
– “جبهة جمهورية” –
وماكرون الذي لم يسبق أن تسلم أي منصب منتخب، في موقع جيد لخلافة هولاند، بحيث سيصبح أصغر الرؤساء سنا في تاريخ الجمهورية بمن فيهم لوي نابوليون بونابرت (1808-1873).
ودعت غالبية الطبقة السياسية الفرنسية سواء من اليمين أو من اليسار، وخصوصا فيون وبنوا آمون إلى “تشكيل حاجز” بوجه اليمين المتطرف.
وشدد تييري سولير المتحدث السابق باسم فيون الاثنين على أن الفرنسيين سيرتكبون “خطأ أخلاقيا إن لم يقطعوا الطريق على اليمين المتطرف”.
وتذكر مثل هذه “الجبهة الجمهورية” بالانتخابات الرئاسية عام 2002 حين تأهل مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبن والد مارين للدورة الثانية في مواجهة جاك شيراك، قبل أن يتكبد هزيمة كبرى (17,79%) في مواجهة قوى سياسية تكتلت ضده.
وستكون المنافسة في 7 أيار/مايو حول برنامجين على اختلاف تام في العديد من المواضيع كالانفتاح مقابل الانغلاق، والهوية الوطنية مقابل التعددية، والليبرالية مقابل الحمائية، غير أن الاستقطاب الحقيقي فيها سيكون حول موضوعين محوريين هما أوروبا والعولمة.
وقالت لوبن الداعية إلى إغلاق الحدود والخروج من اليورو وتعليق الهجرة، إن “الرهان الكبير في هذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التي تشكل خطرا على حضارتنا”.
وأضافت متوجهة الأحد إلى أنصارها “إما أن نكمل على طريق الإزالة التامة للضوابط، وإما أن تختاروا فرنسا”، طارحة نفسها على أنها “مرشحة الشعب”.
أما ماكرون، فأكد أنه يحمل “صوت الأمل” لفرنسا و”لأوروبا”، مؤكدا عزمه على أن يكون “رئيس الوطنيين في مواجه خطر القوميين” وقد حصل منذ الآن على تأييد واسع من المستشارية الألمانية.