(انفراد) ناشيونال إنترست: إيران حولت المعركة اليمنية إلى المسرح الأخير للحرب الباردة
قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكيَّة إن إيران زادت من تهريبها للأسلحة في الأشهر الأخيرة للمسلحين الحوثيين محولةً المعركة اليمنية إلى المسرح الأخير للحرب الباردة في الشرق الأوسط.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة: عادل هاشم:
قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكيَّة إن إيران زادت من تهريبها للأسلحة في الأشهر الأخيرة للمسلحين الحوثيين محولةً المعركة اليمنية إلى المسرح الأخير للحرب الباردة في الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة في تحليل لها كتبه محمد زيشان وهو باحث متخصص في الشؤون الدولية في جامعة كولومبيا، ونقله للعربية “يمن مونيتور” إلى أن المجتمع الدولي يكافح في خضم كل التعقيدات في اليمن فقد فرضت قرارات الأمم المتحدة حظراً على الحوثيين ودعت إلى تنفيذ كامل لإعادة عبدربه منصور هادي إلى السلطة، والذي يبدو بأن إيران ستسمح بذلك فقد حولت اليمن إلى مسرح أخير للحرب الباردة في الشرق الأوسط.
ويقول الكاتب إنه: “ومع كل هذه الفوضى فإن الحرب الأمريكية ضد القاعدة وتنظيم الدولة في خطر، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح للفوضى في اليمن بالتمدد إلى أجل غير مسمى خشية أن يتمدد مسلحو تنظيم الدولة في ظل انعدام الاستقرار والقانون تماماً كما يفعلون في سوريا”.
لأجل تخلص ترامب من الحوثيين
وأشار الكاتب إلى أن التحدي الذي يواجهه ترامب “هو التوفيق بين تحالفه مع المملكة العربية السعودية وحقيقة أن حكومة هادي المدعومة من المملكة العربية السعودية لم تعد في وضع يمكنها من الحكم، ولذلك فإن دعم العملية العسكرية السعودية في اليمن لفظياً أو عسكرياً سيجعل من المصالح الإيرانية في البلاد أكثر رسوخاً وسيؤدي إلى صراع يمني لانهاية له”.
ويقول الكاتب إنه إذا “أراد ترامب التخلص من المسلحين في اليمن فإنه يتوجب عليه أولاً إيجاد طريقة لجلب خصوم الشرق الأوسط للاتفاق على الحكومة”.
وشنت إدارة ترامب أول هجوم عسكري لها في اليمن قبل فترة طويلة من إطلاقها صواريخ على قاعدة عسكرية للنظام السوري وإسقاط قنبلة ضخمة غير نووية هي الأكثر فتكاً في العالم على أفغانستان، وأمر ترامب في أواخر يناير/كانون الثاني أي بعد أسبوعين فقط من بدء فترة حكمة بشن غارة عسكرية ضد أهداف يشتبه في أنها تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، حيث وصفت تلك العملية بسيئة السمعة بسبب مقتل جندي من النخبة الأمريكية ولكن تم إلحاقها بعدة عمليات عسكرية أخرى على مواقع الإرهابيين هناك.
وحتى إذا كانت مشاركة واشنطن العسكرية جزء من سياسة أكبر في اليمن أم لا، فإنها ستحتاج إلى التعامل مع صراع صعب ومتزايد من المصالح في ذلك البلد الذي سيجعل حربها ضد الإرهاب أكثر خطورة.
وقد بداء كل هذا في عام 2011 عندما وصل الربيع العربي إلى اليمن، حيث طالب المتظاهرون وأحزاب المعارضة اليمنية بتنحي الرئيس السابق علي صالح عن الحكم، وقد أُجبر صالح على التنحي عن الحكم لصالح نائبه الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان مسؤولاً عن الحكومة الإنتقالية التي شكلها الحوار الوطني الذي جاء برعاية دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية.
نفوذ علي عبدالله صالح
ولكن لم يدم حكم هادي طويلاً في البلاد، حيث أُجبر على مغادرة صنعاء والفرار إلى الجنوب في سبتمبر/أيلول 2014 بعد أن استولى المتمردون الحوثيون على القصر الرئاسي والعاصمة صنعاء، ومن ثم حاول الرئيس عبد ربه منصور أن يجعل من مدينة عدن عاصمة مؤقتة لليمن ولكنه غادر البلاد إلى الرياض في أوائل عام 2015 حيث لايزال يقيم هناك حتى الآن.
ويقول الكاتب، في التحليل الذي نقله للعربية “يمن مونيتور”، “وبداء علي صالح في الوقت نفسه بممارسة نفوذ متزايد على المؤسسات الحوثية في صنعاء وترك بصمة على قيادته وتعيين أتباعه في مناصب حساسة في حكومة المتمردين الحوثيين، ومع ذلك لاتزال اليمن تفتقر إلى سلطة مركزية فعالة، حيث لا تبدو حكومة الحوثيين ولا حكومة الرئيس عبد ربه منصور أن لديها القدرة على السيطرة على البلاد بأسرها”.
آمال الجنوب
وكان مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد بعد الإطاحة بعلي صالح في 2012 قد توعد بوضع حل لجميع المشاكل القديمة، حيث كان هادي نفسه من الجنوب وبالتالي فقد زاد من آمال زملائه الجنوبيين، ولكن ومع ذلك لم تتمكن المحادثات من التوصل لاتفاق بخصوص الوضع السياسي للجنوب بالرغم من المفاوضات المطولة، حيث قاطع العديد من قادة الجنوب الشعبيين المفاوضات وقاموا بمواصلة حملتهم في الانفصال.
وتقول المجلة: “إن انهيار الحكومة الانتقالية واستيلاء المتمردين الحوثيين على العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها علي صالح بشكل أكبر يوماً بعد يوم، لم تختبر سوى صبر الجنوبيين، حيث تشير التقارير إلى أن القادة الانفصاليين في الجنوب بدأوا في السيطرة على المشهد السياسي في الجنوب من جديد دون وجود أي حل وسط في الأفق”.
المصدر الرئيس
Americas Yemen Crisis Is Bigger than Just Yemen