يجلس الطالب “محمد علي سلوع” لليوم الثالث على التوالي، أمام مبنى السفارة اليمنية في موسكو وسط البرد الشديد مع زملائه في اعتصام مفتوح للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
يجلس الطالب “محمد علي سلوع” لليوم الثالث على التوالي، أمام مبنى السفارة اليمنية في موسكو وسط البرد الشديد مع زملائه في اعتصام مفتوح للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية.
يقول محمد لـ”يمن مونيتور” إن “مستقبله يكاد يضيع وطموحه بدراسة تخصص الهندسة المعمارية وإبداعه في هذا المجال يتلاشى كل يوم يتلاشى أمام عينيه، وإنه بات يخاف كثيراً من المستقبل المجهول في ظل الاهمال الذي تمارسه الجهات المعنية إزاء قضية انقطاع مستحقاتهم المالية”.
يردد محمد من وقت لآخر خلال اعتصامه عبارة “لم يبقَ لنا شيء نخسره”، فإذا كانت دراستنا ستضيع وسفارة بلادنا التي نعتبرها متنفسنا الوحيد في بلاد الغربة أغلقت أبوابها بحجج واهية، ولم نجد من يسمع أصواتنا ويعطينا مستحقاتنا، فإن التجمد بين الثلوج أصبح خيارنا الوحيد”.
يتابع محمد: “مستحقاتنا الدراسية مضى على موعد تسليمها ستة أشهر وكذلك الرسوم الدراسية لطلاب التمويل الحكومي لم ترسل إلى الآن ومستحقات الخريجين وحل مشكلة طلاب الاستمرارية، لم يتبقَ للطالب شيء كي يخسره، وهو يرى مستقبله يضيع وسط هذا التخاذل المخزي من قبل الحكومة الشرعية.
وتمنى “محمد” على الحكومة الشرعية، التي قال إنهم يعقدون الأمل عليها، أن “تعي أهمية حل قضية الطلاب، وأن لا يكون الطالب في أسفل قائمة اهتماماتها، باعتبار شريحة الطلاب هي الشريحة المعول عليها في لملمة جراح الوطن الذي يأن من خيبات النخب السياسية”. حد قوله
ظروف صعبة دفعتنا للتصعيد
يقول المسؤول الإعلامي للجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج، “معاذ الصوفي”، إن طلاب اليمن في الخارج بمختلف دول العام يعانون من ظروف صعبة جدا، دفعتهم للتصعيد وتنفيذ وقفات احتجاجية مفتوحة أمام السفارات”.
وأفاد “الصوفي” في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن موعد استلام الربع الثاني مضى، ونحن لم نستلم بعد مستحقات الربع الأول، ناهيك عن قضية الرسوم الدراسية وطلاب الاستمراريات والتبادل الثقافي والجهات الحكومية الاخرى الجامعات والتعليم الفني والدفاع والداخلية”.
وأشار إلى أن “هذه الظروف الصعبة دفعت اللجنة لإعلان برنامج تصعيدي، بدأ من روسيا ولبنان وسيعمم على بقية الدول، ولن ينتهي إلا بحل كامل وشامل لقضايا الطلاب في الخارج”.
وعبر “الصوفي” عن إدانة اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج الشديد، استمرار اغلاق السفارات في وجوه الطلاب”، مستنكراً ما أسماه “الصمت والتغاضي من قبل الحكومة تجاه التصرفات اللامسؤولة التي تنتهجها السفارات الاستخفاف في قضايا الطلاب والتعالي على معاناتهم”.
ودعا الصوفي الحكومة إلى “سرعة التوجيه بفتح السفارة في موسكو أمام الطلاب ومحاسبة القائم بأعمال السفير الذي يستعين بالشرطة الروسية على طلاب عزل”.
وضع الطلاب مأساوي
من جانبه أكد رئيس رابطة الطلبة اليمنيين في “روسيا”، ردفان الماس”، أن الرابطة بدأت باعتصام مفتوح ابتداء من يوم الثلاثاء بعد أن وصل وضع الطالب اليمني في روسيا لحالة لم تعد تحتمل وطرد العديد من الطلاب من جامعاتهم وسكناتهم.
وقال إن الطلاب لم يخرجوا للتفسح أو لاستعراض عضلاتهم، وإنماء الحاجة دفعتهم للمطالبة بحقوقهم، لكننا انصدمنا بإغلاق السفارة في وجوهنا واستعانتها بالشرطة الروسية لقمعنا”.
وأضاف “الماس”، أن “مستحقاتنا لم يتم تسليمها بعد تأخر ما يقارب 4 أشهر، وتأخر الرسوم الدراسية ومستحقات الخريجين ما يقارب 8 أشهر، فيما العام الدراسي شارف على الإنتهاء، والطلاب لم يسلموا الرسوم الدراسية للجامعات وهناك العشرات من الطلاب مهددون بالفصل ان لم يتم دفع الرسوم في مدة أقصاها الى نهاية شهر ابريل/ نيسان الجاري”.
وناشد “الماس” الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية بانقاذ أبنائهم الطلاب من الإهانة أمام سفارة بلادهم في موسكو، واستدعاء الشرطة لقمع الطلاب المطالبين بحقوقهم المشروعة”.
وكانت اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج، أعلنت الاثنين الماضي، استئناف الفعاليات الاحتجاجية بشكل واسع في مختلف دول العالم بما يحقق المطالب المشروعة التي خرج بها الطلاب.
وقالت اللجنة في بيان لها حصل “يمن مونيتور” على نسخة منه، إن المهلة التي حددتها تنسيقية طلاب اليمن في الخارج للحكومة في تنفيذ وعودها المتمثلة بصرف المستحقات المالية والرسوم الدراسية وحل مشاكل الطلاب العالقين، قد انتهت.
وأشارت إلى أن تجاهل الحكومة في تنفيذ المطالب ومراعاة الحالة الصعبة التي يعيشها الطلاب خارج الوطن قررنا استئناف الفعاليات الاحتجاجية حتى يحصل الطلاب على كافة مستحقاتهم”، متوعدة بـ”التصعيد في حال لم تتم الاستجابة خلال الاسبوع القادم والتي ستكون بالبدء باغلاق السفارات والملحقيات الثقافية تدريجيا حتى تحقيق المطالب”.
ويبلغ عدد الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج نحو 9300 طالباً وطالبة، موفدين من 30 جهة حكومية إلى 38 بلداً، منهم 6139 طالباً وطالبة من وزارة التعليم العالي، في حين يبلغ إجمالي ما يصرف على الابتعاث الخارجي سنوياً 15 مليار ريال، بحسب إحصائية وزارة التعليم العالي اليمنية.