قد يكون من الغريب أن أتحدث عن السلاح في بلدي -اليمن الحبيبة- فهذا الأمر غني عن التعريف فيه قد يكون من الغريب أن أتحدث عن السلاح في بلدي -اليمن الحبيبة- فهذا الأمر غني عن التعريف فيه
مستخدمو السلاح كثيرون، وعشاقه قد يكونوا أكثر منهم بكثير، أما المستخدمون له، فقد استغلوه بعدة طرق، معظمها بطريقة غير سليمة، وهي الشائعة في بلادي خصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه بيع الأسلحة، التي منها المنهوبة والمستوردة والمهربة.
من المؤسف حقا في الأزمة اليمنية الحالية أن كثير من الأشخاص الذين يخوضون معارك ويشاركون في القتال، تبدو أهدافهم مخالفةٌ تماماً لما كنا نعتقد.. هم يخوضون المعارك إما للحصول على المال أو السلاح الذي يحصلون من ورائه على ما يريدون؛ وبعضهم يذهب للمعركة لغرضٍ في نفسه، مع احترامي الشديد وإجلالي العظيم لمن يخضون المعارك وغرضهم الدفاع عن الدين والعرض والوطن، فهؤلاء هم الذين يستحقون منا أن نقف لهم وقفةَ إجلال وإكبار واحترام.. وقفةً نوجه لهم السلام والتحايا العظام، فهم وإن عشقوا السلاح فعشقهم له جميل ومحمود.
أما العشق الغريب للسلاح؛ فهو مانجده في الشوارع والمحلات والطرقات.. أغلبهم يحملون السلاح ولا أدري ما الذي سيصنعون به بين مدنيين من نساء وأطفال، والأشد غرابة من ذلك الأطفال الذين يحملون السلاح أو بالأصح يُحمَّلونه ثم إنهم لا يعون مخاطره.
بعد أن بينا عشاق السلاح وأهدافهم، لنعد إلى عشاق السلام في اليمن؛ حيث سنجد أن أكثر من يعشقون السلام هم كبار السن لأنهم قد أنهكتهم تجارب الحياة وملوا من مشاهدة القتل والسفك ومعايشة الظلم وحياة القهر، وأضنكهم كثيراً العناء الذي يلقاه كل مواطن يمني.
والنساء أيضاً هن من يعشقن السلام كثيراً، أكثر من الرجال.. هن اللواتي يطمحن في كل وقت بحياة خالية من الكدر ويكرهن كثيراً الفقد والحزن، وهناك أيضا من يعشقون السلام الذين ظل سعيهم في الحياة بحثاً عن الطمأنينة والهدوء وهؤلاء ليسوا بالقليل، غير أن صوتهم للأسف ما زال ضعيفا بين أصوات المدافع والصواريخ والقذائف.
جميل جدا أن نعشق السلام، وجميل أن نعشق السلاح من أجل حماية الوطن والمواطن، لكن الأجمل من ذلك كله أن نعيش التسامح والمساواة والهدوء في وطن تحكمه دولة وقضاء ونظام، بعيدا عن مكدرات المسلحين، ومآسي المجموعات المسلحة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.