“سجن مَعْبر” بذمار اليمنية.. مسالخ التعذيب لمعارضي الحوثي
تتخذ جماعة الحوثي المسلحة من محافظة ذمار جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، مركزاً سرياً لمئات المعتقلين السياسيين الذين يتلقون في سجونها أبشع أنواع التعذيب تصل حدَّ الموت، كما يحدث في سجن “مَعْبر” سيء السمعة- حسب معتقلين سابقين.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تتخذ جماعة الحوثي المسلحة من محافظة ذمار جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، مركزاً سرياً لمئات المعتقلين السياسيين الذين يتلقون في سجونها أبشع أنواع التعذيب تصل حدَّ الموت، كما يحدث في سجن “مَعْبر” سيء السمعة- حسب معتقلين سابقين.
ولا يُستثنى أبناء المحافظة من موجات متسارعة من الاعتقالات والاختطافات باتهامات تأييدهم للحكومة الشرعية.
وقال مراسل “يمن مونيتور” بذمار: “بلغ عدد المختطفين خلال الأسبوع المنصرم أكثر من 60 شخص بينهم 40 باحثا يتبعون الصندوق الاجتماعي للتنمية بذمار في بلدة “الحداء” وجرى الاتهام لهم بكونهم يعملون لمنظمات غربية”!
وأشارت مصادر خاصة للمراسل إلى أن الحوثيين يملكون عشرات السجون السرية بما فيها السجون الرسمية؛ وأبرز تلك السجون هي “سجن مَعْبر” إلى الشمال من المدينة.
وقال المراسل نقلاً عن أُسر مختطفين في ذلك السجن (في منطقة تحمل ذات الإسم)، إن أبنائهم يتعرضون للتعذيب في ذلك السجن حتى دخولهم في حالة نفسية يفقد بها عشرات المعتقلين عقولهم فيما آخرون يقضون أنفاسهم الأخيرة تحت التعذيب. -حسب أهالي المختطفين.
لم تعرف عن ابنها
وقالت والدة أحد هؤلاء المعتقلين (فضلت عدم ذكرت هويتها واكتفت بالسماح بالإشارة إلى موطن إقامتها في ذمار القديمة) لمراسل “يمن مونيتور” إن معتقل سابق كان مع نجلها في ذات السجن أخبرها أن ابنها يتعرض لتعذيب شديد من قبل المسلحين الحوثيين منذ اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأضافت أنها لم تعرف مكان اختطاف نجلها إلا قَبل أيام من أحد السجناء المفرج عنهم.
وقال معتقل سابق في “سجن مَعْبر” لـ”يمن مونيتور” إن جماعة الحوثي: “تمارس كثير من الانتهاكات بحق المعتقلين من بين هذه الأعمال التحقيق الليلي في منتصف الليل في غرف انفرادية ويتم ضرب المعتقلين بإعقاب البنادق وكيابل من التي تستخدم لربط الأسلاك الكهربائية”.
وأضاف “من أساليب وأنواع التعذيب اقتلاع الأظافر والكي بالحديد”.
وقال: “إن الحوثيين يسمحون للسجناء بدورة مياه واحدة في اليوم وفي بعض الأحيان لا يسمح لهم ويتم قضاء حاجتهم بنفس الغرفة التي ينامون فيها، ويقبع داخل الغرفة الواحدة أكثر من عشرة أشخاص حيث وان الغرفة الواحدة لا تستوعب أكثر من خمسة أشخاص، ولا يتركوهم ينامون حتى يوم واحد كامل ما أن يستعدون للنوم حتى يتم التحقيق معهم واحد تلو الأخر”.
المئات يتعرضون للتعذيب
المعتقل السابق الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام قال: “يقبع داخل السجن أكثر من 300 سجين، بينهم العشرات من خارج محافظة ذمار يتم جلبه من مختلف المحافظات وأيضا يتم استخدام أبشع أنواع التعذيب ويمنعون من التواصل مع أقاربهم”.
ومعظم هؤلاء ممن ينتقدون الجماعة المسلحة أو يؤيدون الحكومة المعترف بها دولياً.
ولا يتم اعتقالهم بناء على مذكرة من النيابة العامة أو القضاء، ولم يعرضوا على أي محكمة محلية بالرغم من أن معظمهم معتقل منذ أكثر من عام.
وأضاف السجين السابق: “أن هناك من حالفهم الموت ولم يتحملوا قساوة التعذيب كان أبرز الموتى اثنين من أبناء محافظة تعز أحدهم مات قبل شهر ونصف والأخر قبل أسبوع تماما، حيث وان الحوثيين يأتون بمحقق جديد مختلف عن اللي قبلة ليبدا التحقيق من جديد، فيما أخرون فقدوا عقولهم ودخلوا في حالة من الجنون وقد بلغ عددهم بالعشرات”.
مبالغ مالية
محامي وناشط حقوقي فضل عدم ذكر أسمه بمحافظة ذمار أن الحوثيين يمارسون أبرز وأبشع أنواع التعذيب بحق السجناء، متخذته سجون سرية وخفية بمدينة ذمار وضواحيها.
وكشف المحامي عن صفقات سرية تتخذها جماعة الحوثي للأفراج عن السجناء مقابل مبالغ مالية هائلة، وانتشر هذا الأسلوب بشكل كبير جدا بمحافظة ذمار.
وحذر من مغبة استمرار الحوثيين بالاعتقالات وارتكاب عشرات الجرائم بحق مواطنين ومدنيين ليس لهم علاقة بالحرب.