وعلمتني أيضا أن هناك فرقا كبيرا جدا بين أولاد السوق وعيال العاهرات.. وبين أتباع الرسول الأعظم.. ومن خلال سلوكيات الحوثيين ستعرفون تماما إلى أي صنف هم ينتمون، ولا فخر. قبل سرد الدروس المستفادة من “المسيرة القرآنية”، يجب أولاً أن نسجل عتبنا على قائدها “السيد” عبده القوطي -عفوا قصدي الحوثي- الذي يدعونا للاقتداء بنماذج من التاريخ القديم كالإمام زيد والهادي وعبدالله بن حمزة، ويتجاهل النماذج المشرفة في عصرنا الحالي، والتي ما زالت تعيش بيننا وتمثل قدوة القدوة، كالإمام حسن زيد والعلامة أحمد سيف هاشم والزهراء أمل الباشا، وغيرهم من “الآل” الذين يجب الاقتداء بهم بدلاً من العودة إلى الماضي!
لقد أسس “الشهيد القائد” هذه المسيرة التي أخرجت لنا الكوادر الإيمانية، وفي الحديث الشريف: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة…)، ولكم الآن أن تتصوروا كم من الرحمات والصلوات التي تنهال في كل ثانية على قبر “الشهيد القائد” بسبب أفعال الخير التي تقوم بها هذه المسيرة في كل المحافظات اليمنية؟!
كانت وستظل مسيرة مباركة وطيبة وبذرتها نظيفة، ولهذا جاءت مخرجاتها نظيفة وطيبة، والشواهد على ثمار هذه المسيرة غير الخبيثة كثيرة لا حصر لها، فمثلا محمد المقالح بمثابة التين، وصلاح الدكاك مثل البرقوق، ومحمد القيرعي يمثل الخرمش، وفارس مناع البرتقالة، وهكذا ثمار طيبة متنوعة وكلها تسقى من مجاري واحدة طاهرة وهي “المسيرة الجرآنية”، والطيب لا ينتج إلا طيبا.
لقد علمتني هذه المسيرة دروسا كثيرة منها العدل وعدم الظلم والصدق، هل رأيتم أحد رجالات المسيرة يعتدي على مواطن أو ينهب مال يمني، أو لاحظتم تناقضا بين الخطابات والواقع؟!
علمتني الإيثار، وها هم رجالات المسيرة يؤثرون على أنفسهم رغم ما بهم من خصاصة، فهذا “السيد” عبده الحوثي أقسم يمنيا أنه لن يأكل طعاما قط وفي اليمن جائع، وقد فشلت كل محاولات “المشاط” و”المداني” لإثنائه عن ذلك لكنه رفض بل ووجه قيادات الصف الأول في الحركة بالالتزام بذلك تضامنا مع الفقراء والمساكين، ولهذا صرنا نراه اليوم بجسم نحيل للغاية، وكذلك صالح الصماد ومحمد علي الحوثي وأحمد عقبات صاروا لا يأكلون إلا وجبة واحدة في اليوم، وهذا سر رشاقتهم!
علمتني المسيرة عدم انتهاك حقوق الآخرين، هل رأيتم انتهاكا لأحد أو سمعتم عن تعرض مواطن لاعتقال تعسفي؟!
حاول “داعشي” يتستر بـ”المسيرة القرآنية” واعتقل مواطنا، وبلغ ذلك “السيد” فبكى بحرقة وقال: كيف يعتقل مواطنا بريئا في عهد “ابن رسول الله”، وقام بإطلاق المعتقل وتعويضه عن كل يوم اعتقال بمبلغ وقدره مليون ريال حتى تمنى كثير من اليمنيين اعتقالهم، وأمر بحبس من قام باعتقاله بعدد أيام ذلك المعتقل تأديبا له.
صحيح هناك معتقلين الآن في سجون الأمن السياسي والقومي لكن الذي اعتقلهم هو حزب الإصلاح والفريق علي محسن، ولولا أن “السيد” لا يتدخل في سلطة القضاء “المستقلة جدا” لأطلقهم فورا، ومع هذا وجه “السيد” بمنح كل معتقل راتبا شهريا ومواد غذائية تسلم لكل أسرة معتقل، وخاطبهم “السيد” عبده متسائلا: ما ذنب الأطفال والنساء يا مجرمون، ومعاذ الله أن توافق “بيت النبوة” على تعريض الأسر للجوع بسبب اعتقال عائلها؟!
علمتني المسيرة احترام الحريات، هل سمعتم عن إغلاق صحيفة في اليمن أو اعتقال صحفي ناهيك عن صدور حكم بإعدام صحفي؟!
كما علمتني حرمة دماء المسلمين، ويحسب لجماعة الحوثي أنها لم تتورط حتى اللحظة في سفك دم إنسان رغم أنها جماعة مسلحة لكن تربية “الآل” الطاهرين الطيبين غير، وفعلا الذي لا يعرف الطب أو “أحفاد علي مقلى” سيقول إنهم نازيون، والعياذ بالله!
اليمن اليوم تنعم بـ”المسيرة القرآنية” من شمالها إلى جنوبها، والمواطن عاجز عن رد الجميل لـ”السيد” الذي أسقط جرعة الظالمين في 2014م عندما رفعت حكومة الفساد سعر الدبة البنزين إلى 3500 ريال بدون مراعاة للفقراء والمساكين، فجاء “السيد” وأسقطها للأبد، وأعاد سعرها إلى ألف ريال لا غير، وإذا قلت لصاحب المحطة في صنعاء “يا منعاه، خورجها، قوى” يزيدك خمسة لترات من عنده دعاية مجانية، وكل هذا بفضل “المسيرة الجرآنية”!
الموظف اليمني قال إنه لم يعرف حقوقه إلا في عهد “المسيرة القرآنية”، فقد كانت الحكومات السابقة تعذبه ولا تسلم راتبه الشهري إلا بتأريخ 30 من الشهر وبدون مراعاة لوضعه، فجاءت المسيرة وأنصفته وأصبح راتب الموظف يورد إلى حسابه قبل نهاية الشهر إلى حسابه البنكي، وبدون خصميات أمناء الصناديق الفاسدين!
التجار بدورهم قالوا لأول مرة في حياتهم يتاجرون بدون ابتزاز أو نهب أو دفع رشاوى أو تبرعات بالصميل، وغيرها من سلوكيات الفاسدين السابقين، والصحفيون أيضا لم يعيشوا فترة أمان وحرية كهذه الفترة المباركة!
باختصار شديد، الشعب اليمني كله مرتاح لهذه المسيرة ولولا أن الانتخابات قد تعطلت في اليمن وإلا لكنا رأينا الجماهير تتدافع صباح يوم الانتخابات للتصويت لصالح “المسيرة الجرآنية” التي ملأت اليمن خيرا، ووصل خيرها إلى كل بيت، وسبحان الله حتى الأمطار زادت في البلاد ببركة “الأطهار”!
كما علمتني “المسيرة القرآنية” احترام حقوق الناس وممتلكاتهم، فهل سمعتم يوما عن اقتحام منزل مواطن أو نهب بيت معارض؟!
وعلمتني أهمية القضاء على الفساد، فهل رأيتم مشرفا حوثيا اشترى عمارة أو حتى اشترى سيارة؟!
لقد بلغ “السيد عبده اللوك” أن مشرفا يدعى “قمر الدين” اشترى “موتور” فاستدعاه إلى صعدة وقال له: من أين لك هذا يا شارب “البردقان”، ثم أمر بسجنه وتوريد قيمة “الموتور” إلى خزينة الدولة، وقال لمن حضروا المشهد: نحن أنصار الله وليس أنصار على عبدالله صالح!
وقد حاولت وسائل إعلام “الدواعش” أن تشوه سمعة المشرفين لكنهم فشلوا لسبب بسيط وهو أن الواقع يكذبهم، فالمواطن الذي يرى بأم عينيه المشرف الحوثي يمشي حافيا لن يصدق إطلاقا أنه فاسد مهما حاول “الطابور الخامس”، فقد أجاد “السيد” في اختيار المشرفين لأنهم سفراء له وصورة طبق الأصل منه مهمتهم ترجمة “المسيرة الجرآنية” على الواقع، وها نحن نرى نور هذه المسيرة يشع من وجوههم، ولمعرفة هذا النور انظروا فقط إلى وجه “أبو علي الحاكم”!
أخيراً.. علمتني مسيرة الحوثي أن هناك رسول الله وخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ولم يكن أبا لأحد وقد جاء بالهدى والحق.. وأن هناك أدعياء ينتسبون له زورا وبهتانا وقد جاءوا بالفساد وسفك الدماء، وجدهم الحقيقي أبو لهب!
وعلمتني أن هناك قرآنا كريما أنزله الله، وتنزل به جبريل الأمين، وهو كتاب هداية للبشر يشرعن للمساواة والعدل، ولو كره المشركون.. وأن هناك كتابا لا صلة له بالقرآن أنزله إبليس اللعين على عمائم طهران السوداء، وطبقه أبو جبريل، وهو كتاب ينتهك المحرمات ويشرعن للفساد في اليمن، ولو كره المؤتمريون!
وعلمتني أيضا أن هناك فرقا كبيرا جدا بين أولاد السوق وعيال العاهرات.. وبين أتباع الرسول الأعظم.. ومن خلال سلوكيات الحوثيين ستعرفون تماما إلى أي صنف هم ينتمون، ولا فخر.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.